نريد الرجوع إلى بلدنا، وابنتي ترفض أن نتركها في بلد الغربة مع زوجها؟

0 459

السؤال

بارك الله فيكم على هذا الموقع
وجزاكم الله عنا كل خير.

نحن في حيرة من أمرنا لعلكم تستطيعون نفعنا.
نحن أسرة فلسطينية تعيش في ليبيا، أسرتنا مكونة من بنت و3 أولاد، وزوجنا ابنتنا وعمرها 19 عاما من رجل، وهو لله الحمد على خلق ودين إن شاء الله.

نرغب في العودة إلى بلدنا فلسطين من أجل أولادنا لعلهم يحصلون على تعليم أفضل وتربية أفضل من الغربة، ولكن أكيد الوضع المادي لن يكون أفضل كما تعلمون، ولكن قلبي يحترق لأني سأترك ابنتي في الغربة، وليس لديها أقارب في ليبيا.

وقالت لي لماذا زوجتموني طالما تريدون العودة؟ ولن أسامحكم أبدا إذا تركتموني وحدي في ليبيا.

وللعلم ظروف زوجها لا تسمح لهم بالعودة إلى فلسطين بسبب أمه، لأن له أخوات متزوجات من ليبيين، ولا تريد أن تتركهم.

معذرة على الإطالة، ولكنكم أنتم دائما الناصح لنا، فأفيدونا بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ امة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يقدر لكم الخير حيث كان ويرضيكم به، وأن يجمعكم بأهليكم في وطنكم آمنين سالمين مستقرين.

لا شك أيتها الكريمة أن ما تعانينه من مشاعر تجاه ابنتكم مشاعر صادقة وصحيحة، وأنت معذورة إذ أزعجتك تلك المشاعر وأصابتك بالحيرة، ولكن الأمر بإذن الله تعالى هين يسير.

نصيحتنا لك أيتها الكريمة أنكم ما دمتم تعيشون في ليبيا وقد تغيرت بإذن الله تعالى أوضاعها، ونأمل بإذن الله أن تكون الأوضاع القادمة أكثر صلاحا وأكثر تواصلا لتنشئة الأولاد تنشئة سليمة مستقيمة، فما دمتم تعيشون في أوضاع مستقرة مادية، فرأينا أن تؤخروا أمر العودة إلى الوطن مواساة لابنتكم حتى تتجاوز هذا السن الذي هي فيه، فإنه كلما تقدم بها السن قليلا أدركت الحياة أكثر، وسهل عليها تفهم فراقها لأبويها ولإخوانها، وهذا فيه صلاح لها ولكم بإذن الله تعالى ولن تتضرروا بذلك.

حاولي أن تطرحي الأمر على زوجك بأسلوب مقنع ما دام ليس في هذا التأخير ضرر عليكم، وفيه منفعة لابنتكم، وسيعوضكم الله خيرا على ما كنت تودون تحقيقه وتحصيله بالعودة إلى فلسطين.

ولكن البنت أيضا بحاجة إلى أن تهيأ قليلا قليلا على فراق الأهل، وتبصر بحقيقة الأمور، وأن الأمر هين قريب، وأن بإمكانها أن تزوركم، أو بإمكانكم أن تزوروها، وأن هذه طبيعة الحياة، فأكثر النساء بل وأكثر الذكور أيضا يفارقون أهليهم، وهذه عادة الناس في أكثر البلدان، فإذا تهيأت نفسيا لقبول هذه الحقيقة فإنه سيهون عليها بإذن الله تعالى بعدكم عنها ولو لفترات يسيرة، مع محاولاتكم أيضا إعانتها على زيارتكم، أو أن تزوروها بين فترة وأخرى، وبهذا تجمعون المقاصد كلها.

نسأل الله تعالى أن يحقق لكم ما تريدون من مرضاته، وأن ييسر أموركم، وأن يقر أعينكم بصلاح أبنائكم وبناتكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات