السؤال
تقدم لخطبتي شاب حسن الخلق, ولكنه يعاني من مرض في رقبته, يجعل شكل رقبته غير طبيعي-أي أنها تميل كل كتفه بشكل ملحوظ-.
علما بأننا نعرف أنه يعاني من هذا الأمر منذ سنوات, ويسبب له ضيقا شديدا واكتئابا, وعند شعوره بالتحسن بعض الشيء تقدم لخطبتي, ولكنه كان موضوع خلاف بيني وبين أهلي, وقرر والدي سؤاله عن طبيعة مرضه, فجاوبه بأنه مجرد التهاب في عضلات الرقبة, وأحب والدي أن يطمئن أكثر, فذهب إلى عدة أطباء, واتضح أن الأمر أكبر من مجرد التهاب عضلات, وأنه يخفي طبيعة مرضه, وللأمانة فقد كان والدي ووالدتي لا يرحبون بالأمر؛ لأنهم يرون أنني لا يعيبني شيء حتى أرتبط بشخص به هذا العيب الملحوظ, ولكنني كنت متمسكة بالشخص إلى أبعد الحدود, وحاولت إقناع والدي عدة مرات ألا يتسرع ويفسخ الخطبة, ولكنه رفض, فقررت أن أصارح الشخص نفسه بأن والدي سوف يفسخ الخطبة, وتعاملت مع الموضوع بشكل إنساني لأبعد الحدود, وطلبت منه أن ينهي هو الخطبة ويعتذر؛ منعا للإحراج, وحفاظا مني على عدم جرح إحساسه, ولكنه رفض, وقال لي: إنه متمسك بي بشدة, ولا يمكن أن يفعل هذا, وهذا الأمر جعلني أكثر تمسكا به, وحاولت إقناع والدي مرة أخرى حتى كاد أن يقتنع, وأسرعت إلى الشخص وطمأنته أن والدي قد أوشك على الموافقة, وطلبت منه أن ينتظر مني مكالمة أوضح له ما حدث, ولكنني فوجئت في اليوم التالي أن والده اتصل واعتذر عن الموضوع, هذا الأمر جعلني فقدت الثقة في كل من حولي, وتشتت, ولم أعرف ما إذا كنت تصرفت تصرفا صحيحا أم لا؟
الآن يراودني شعور بالذنب, وأخاف أن أكون سببا في جرح هذا الإنسان, أو حتى مجرد إحساسه بأن به شيئا يعيبه, وأدعو له بأن يرزقه الله بالزوجة الصالحة، بالرغم من أنني شعرت أنه خذلني, أو غدر بي, وتصرف بعكس وعده لي, وأني كنت متمسكة به, وهو لم يحتمل أن مرضه موضع جدال في البيت, ماذا أفعل؟
أرجوكم ساعدوني؛ لأن هذا الأمر مسيطر علي, وأكاد ألا أنام, وشكرا لكم, وآسفة على الإطالة.