السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
شيخنا الفاضل:
أنا خاطب فتاة متدينة وعلى خلق, ولكن هي مرتبطة بزوج خالتها, وتعتبره في مقام والدها -رحمه الله- فهي لا ترتدي أمامه الحجاب, وحين يسلم عليها يقبلها كأي أب يقبل ابنته, وأحيانا تكون موجودة معه في غياب خالتها, وكلما حاولت إقناعها ترد بأنه رجل كبير -عمره 55 عاما- وأنه يعاملها كابنته -خاصة وأنه لم ينجب- فماذا أفعل؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أهلا بك أخي الكريم في موقعك إسلام ويب, ونسأل الله أن يبارك فيك, وأن يحفظك من كل مكروه, وأن ييسر لك الخير حيث كان.
وبخصوص ما سألت عنه فأحب أن أجيبك من خلال النقاط التالية:
1- زوج الخالة ليس محرما لخطيبتك, بل هو أجنبي عنها -هذا كحكم شرعي-.
2- لا بد أن تراعي -أخي الكريم- البعد النفسي, والتدرج في التغيير، فالفتاة تعتبره في مقام أبيها -وليس كذلك- وإلف العادة جعل من هذا السلام, وهذه الطريقة أمرا عاديا، وعليه فيجب عليك أن تتدرج في التغيير, ومن ذلك ما يلي:
أولا: التعريف قبل الإنكار أمر مقدم، ومعنى ذلك أن يتم تعليم الفتاة الحكم
الشرعي بطريقة هادئة, ليس فيها انتصار ولا معركة، كسماع شريط أو فتوى أو قراءة كتيب، المهم أن تصل المعلومة متضمنة الحكم, ومراعية الوضع النفسي لفتاة تعتبر الرجل في مثل عمر والدها.
ثانيا: بعد مرحلة التعليم, ابدأ بالأهم فالأهم، بمعنى ابدأ أولا بتنبيهها إلى عدم تقبيل الرجل، خاصة وقد علمت أن هذا الأمر حرام شرعا، لكن بطريقة هادئة تراعي فيها أن الفتاة لا تقصد المعصية, ولا تريدها, وأن نية التعامل مع زوج خالتها من منطلق بنوة لا أكثر.
ثالثا: على الجانب الآخر أريدك أن توثق علاقتك بزوج خالتها, حتى لا يظن أنك دخلت لتفرق بين الأهل، فهذا قد يتطرق إلى الرجل سيما وهو يعتبرها ابنته, وهو لم ينجب, وهذا ما يجعل عاطفته ربما متوجهة بدرجة كبيرة إلى خطيبتك كابنة له، فوثق علاقتك وعلمه الحكم الشرعي بطريق غير مباشر تماما، فلا أريد أن يكون الأمر على يدك, بل إذا علمت الفتاة الحكم هي من تخبره, أو تهدي له كتابا, أو شريطا, أو شيئا من هذا القبيل؛ ليعلم الحكم الشرعي.
رابعا: أرجو أن تغلق مداخل الشيطان؛ فقد يأتي إليك, وقد يفسر لك أمورا تقع على غير تفسيراتها؛ ليبعدك عن خطيبتك بغير وجه حق، فانتبه بارك الله فيك.
وفي الختام: نسأل الله أن يبارك فيك, وأن يحفظك, وأن ييسر أمرك, ونحن في انتظار مزيد من رسائلك واستفساراتك, والله ولي التوفيق.