خطبتُ فتاة متدينة ومؤدبة مرتين ورُفِضتُ.. فهل أحاول للمرة الثالثة؟

1 727

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

أنا شاب عمري 23 سنة, تخرجت من كلية الهندسة بتفوق, حيث كنت الثاني على دفعتي, كثيرا ما أسعى لمرافقة الصالحين, وكان لي ذلك في الجامعة.

في بداية السنة الثالثة من دراستي -أي تقريبا في عمر الـ21 سنة- رأيت فتاة مهندسة, ومن نفس تخصصي, ومن نفس عمري -أي عمرها الآن 23 سنة-, ومن المتفوقات جدا في الدراسة, وهي الرابعة على دفعتنا, الفتاة مؤدبة جدا جدا, ومتدينة, ومن عائلة طيبة, لم أكلمها في الجامعة, لا بشكل مباشر, ولا غير مباشر, وكنت أمنع نفسي حتى من النظر إليها؛ خوفا من رب العالمين, وصبرت لمدة سنتين وأنا في الجامعة, ولكنها تخرجت قبلي بفصل واحد, أصبح يساورني الخوف أن تخطب الفتاة, وتضيع من يدي؛ نظرا لأني لم أقدم على أي خطوة, فما كان مني إلا أن بلغت أهلي بهذا الأمر, وكنت ما زلت في الجامعة في آخر فصل قبل التخرج, فوافق أبي وأمي, وقامت أمي بمكالمة أم الفتاة على الهاتف, وطلبت يدها, ولكن بعد أسبوع أتانا الرد بالرفض, وأنه لا يوجد نصيب؛ لأن الفتاة صلت صلاة الاستخارة, ولم تسترح –خافت- دون أن أكلمها, وحتى قبل زيارة أهلي لهم.

قمت بالاستفسار من الفتاة نفسها ولكن بشكل غير مباشر لأعرف السبب, فقالت الفتاة أنها كانت في العادة ترفض أي شاب يتقدم إليها مباشرة من دون صلاة استخارة, وإنني أول شاب تفكر فيه للزواج, وصلت من أجله الاستخارة, وإنني محترم ومؤدب, وأنها قالت لأهلها: إنني من الشباب المحترمين والمتفوقين, وإن أختي درستها في الجامعة ,حيث إن أختي مدرسة في نفس الجامعة, ولكن الفتاة تريد إكمال دراستها للماجستير, وما زال الوقت مبكرا للزواج, علما أن عمرها في ذلك الوقت 23 سنة.

بعد عدة أشهر عاودت أمي المحاولة, ولكن أحسسنا بترددهم وقربهم أكثر من الرفض, ولكن مع ذلك دعونا أنا وأهلي لزيارتهم في البيت للتحدث معهم, وخصوصا مع والد الفتاة, قمنا بالزيارة, ولاحظنا أن والدي الفتاة لا مانع لديهم, وطلب منا أن ننتظر مدة شهر من أجل أن يفكروا في الموضوع, وأن نبحث عن عمل أنا وهي, حيث إنني والفتاة لم نكن نعمل وقتها؛ وذلك لأننا كنا حديثي التخرج من الجامعة.

وبعد مدة الشهر طلبت الفتاة التكلم معي لتتعرف علي, وذهبت إليهم وتحدثت معها مدة طويلة, ولا أخفيكم أني أحسست بتردد كبير من الفتاة, وخوف, ولكنني حاولت بقدر الإمكان أن أخفف هذا التردد, فأخبرتها أنه لا مانع لدي من أن تدرس الماجستير, واستخدمت كلاما طيبا جدا, ومدحت ما وجدته فيها فعلا, وفي نهاية حديثنا أحسست بفرح الفتاة وبفرح أمها, وبعد أسبوع من ذلك تكلم أبوها مع أبي قائلا له: إنه لا يوجد نصيب؛ لأن الفتاة استخارت, ولم تسترح.
بصراحة كانت صدمة بالنسبة لي, حاولت الاستفسار مرة أخرى, ولكن بشكل مباشر:
1- عن طريق أمها, وقالت لي أمها إنها كانت موافقة, وفي آخر لحظة غيرت رأيها ورفضت, وإن أمها تبكي عليها؛ لأنها رفضت في الوقت الذي وجدتني فيه متمسكا بها بشدة.
2- ثم عن طريق الفتاة -بعد أخذ إذن أمها- فقالت الفتاة إنها أحست بالخوف, وقالت: إنها ستعاود التفكير في الموضوع, وطلبت مني بنبرة حزينة أن أرضى بالنصيب المرة القادمة, ولكن لم يأتني أي رد منهم, تحدثت مع أبيها فقال لي: جد عملا, واعمل لفترة شهرين أو ثلاثة, ثم عاود الكرة, وقال لي إنني بحاجة لخبرة في الحياة بمعنى كلامه, فقد قال لي حرفيا: \"أن أحتك في الدنيا شوي\".

جرحني في كلامه, وأغضبني نظرا؛ لأنهم لم يسألوا عني, ولم يكلموني ويجلسوا ليتعرفوا علي, فحكموا علي حسب آرائهم الشخصية فقط.

أنا الآن أعمل بوظيفة محترمة جدا, ولكنني ما زلت متألما لما حدث, وخصوصا كلامهم الجارح, ولكن على الرغم من ذلك أجد في هذه الفتاة ما أميل إليه كثيرا من أدب, وأخلاق, ودين, وتفوق علمي, وشهادة علمية, حتى إن الفتاة في الفترة التي جلست فيها بدون عمل كانت تذهب لدار لتدريس تلاوة القرآن ومخارج الحروف, مع العلم أنه نادرا ما تجد فتاة تفعل ذلك في مناطقنا.

المشكلة الآن أن أبي يرفض المحاولة مرة أخرى, وأنا فعلا لا ألومه؛ لأنه عرض عليهم الكثير الكثير, حتى أنه عرض عليهم أنه سيقوم ببناء بيت لي, وهذا فعلا ما قام به أبي مع إخوتي الكبار, وأمي أيضا لا تريد المحاولة, ومترددة؛ لأنه حتى لو وافقت الفتاة فسيكون ذلك على حساب كرامتي, وأنني سأفقد السيطرة على الفتاة بعد الزواج, وهذا رأي كثير ممن ناقشتهم في الموضوع, حيث قالوا لي بصراحة إنني أستجديهم ليوافقوا -أترجاهم-.

أنا الآن في قمة الألم والحزن, وذلك لعدة أسباب:
أولا: لأنني كنت أنتظر الفتاة لكي أخطبها أكثر من سنتين, وأحبها كثيرا.
ثانيا: أن ردهم وكلامهم وأسلوبهم كان جارحا جدا.

هنالك من نصحني بنسيانها, ولكنني إلى الآن لم أستطع, مع العلم أنني لا أرضى بأي حال من الأحوال أن أكون ضعيفا, أو أن أتنازل لا لفتاة, ولا لغيرها عن كرامتي, علما أنني عاملتهم بقمة الاحترام, وعاملت الفتاة بكل محبة, ومودة, ولطف, وراعيت كل الظروف وكل شيء.

هذا الأمر سبب لي مشاكل كثيرة في دراستي وعملي, حتى أنني حصلت على قبول لإكمال الماجستير في الهندسة بألمانيا, ولكنني اعتذرت عنه؛ نظرا للحالة النفسية التي كنت فيها.

لدي عدة أسئلة:
هل الفتاة مخطئة خصوصا من الناحية الشرعية؟
وفي ظل كل هذه الظروف: ما هي الطريقة المثلى للمحاولة ولكن بنفس الوقت لا تشمل تنازلي عن كرامتي؟ ولماذا التنازل! فالاحترام المتبادل هو الأساس.

أرجو الرد عن جميع أسئلتي, وجزاكم الله كل خير على جهودكم الطيبة.

علما أن أباها قد أرسل لي طلب صداقة على موقع الفيسبوك قبيل عيد الأضحى.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أهلا بك -أخي الفاضل- في موقعك إسلام ويب, ويسرنا أن نتواصل معك, ونسأل الله الكريم بمنه أن يوفقك لكل خير, وأن يقدر لك الخير حيث كان, وأن يرضيك به.

الأخ الفاضل: إن قدر الله غالب, لا مفر منه, ولا مهرب إلا إليه, وهذا يجعلك تستقبل قدر الله برضا واطمئنان, إذ قدره نافذ أردته أم لا, وقدره فيه مصلحة لك علمتها أم لا, والمؤمن مسلم لله عز وجل, مؤمن بقول الله:{وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} لذا أرجو منك أن تهدئ من روعك -أخي الفاضل- وتأكد أن الله في سابق علمه إن قدرها لك لن تكون بحال لغيرك, وإن قدر لك غيرها لن تكون بحال لك, وإن زاد حرصك, وكثرت حيلتك, فسلم لله فيما أراد, ولا تعلق قلبك بشيء لا تعلم نفعه من ضرره.

ثانيا: أخي الفاضل لقد أخذت بالأسباب كاملة, ولم يوفق الله عز وجل, ولكنك عوضا عن أن تفكر في حياتك, ومستقبلك, وتصرف وجهتك إلى قابل حياتك راضيا بقضاء الله, موقنا بأن الخير هو ما اختاره الله لا غير, أخذت تفكر في وسائل متجددة قد تفهم على غير ما يسرك ولا يرضيك.

أخي الحبيب: أنت شاب ناجح, ولا ينقصك شيء, والنساء الصالحات التقيات كثير, فاهتم بدراستك, وافرغ فيها جهدك, وابحث عن زوجة أخرى ما دام الباب قد أغلق، ولا تحاول الطرق بعد المرات السابقة كما ذكرت لك، وسلم الله عز وجل في قضائه وقدره معتقدا في داخلك أن هذا هو الخير لك ولها, وأن الله قدر لك ما يصلحك, وما يصلحها.

وفقك الله -يا أخي- لما يحبه ويرضاه, ونحن سعداء بتواصلك معنا, وفي انتظار المزيد من رسائلك واستفساراتك, والله ولي التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات