السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فكرت في طرح مشكلة أختي بعد أن حاولت مرارا في حلها دون جدوى.
أختي متورطة في علاقات مع شباب دون أن تحس بأدنى ذنب حيال ذلك، وقد علمت بأنها أرسلت صورها في جميع حالاتها، وتتحدث معهم بكلام لا يليق الحديث به، وتحب أكثر من شخص في نفس الوقت، وقد عوقبت قبل 6 سنين عند علم أهلي، وعادت لنفس الخطأ بعد هذه الفترة!
أختي كثيرة الكذب، وتحلف كذبا، حتى بت لا أصدقها بشيء، ويدها خفيفة، ومن صغرها تسرق، وآخر شيء سرقت جوالا من أهلي، وطلعت شريحته دون علمهم، ومتناقضة التصرفات! تنصح الفتيات بعدم وضع صورهن، وهي ترسل صورها للشباب! تتكلم عن الصدق وهي تكذب في أتفه الأشياء.
تقول بأنها عرفت خطأها، وأنها كانت قطعت علاقاتها، وهي حتى حدوث المشكلة تحدثهم، وطلبت مني مساعدتها بالتواصل معهم، ولكني رفضت وحاولت إيجاد الفرص، ولكني أخبرتها بأني سأخبر أمي وغيرها بالتصرفات الكثيرة المتناقضة.
عندما كنت صغيرة وجدت رسالة في جوالها تخبر حبيبها بأن العادة الشهرية لم تأتها، وأنها تخشى بأن تكون حاملا! لم أكن أفهم الأمر جيدا، ولكن الآن بت أفكر في الموضوع، هل هناك تفسير آخر للكلام؟! ماذا لو لم تكن بكرا كيف تريد الزواج، ولا تخشى الفضيحة؟! هل أستر عليها أم أخبر أمي بالأمر؟ أخشى أن أصدم أمي وأخشى أن أسكت وينفضح أمرها إذا تزوجت!
أختي لا تصلي، ولم تصل إلا بعد حدوث المشكلة، وأخبرت أمي بأنها ستصلي لكي ترجع لها الجوال، وقد لاحظت بأنها لا تصلي جميع الصلوات، أي أنها لم تتغير ولم تستقم في صلاتها.
إنها قاسية، وتكره أن تعيش في وسط أهلها، قاسية على الكل، ولا تهتم بأحد، وبعد حدوث المشكلة أصبحت تمر أيام من غير أن تحدث أمي، وأحيانا من غير أن تحدثني أيضا.
تلوم أمي بأنه ليس من حقها أن تأخذ الجوال، وتمنعها من استخدام النت، وإنها لم تعد صغيرة، عمرها 24 سنة، أخبرتها بأنها يجب أن تكون مسؤولة عن تصرفاتها، وأن لا تعيد الخطأ وتميز بينه وبين الصحيح، أي أن خطأها أشد لأنها لم تعد مراهقة، هي لا ترى بأنها أخطأت! وقد أخبرت بعض أقاربي بأمرها وأخشى أن ينتشر خبرها.
أصبحت أعيش في قلق مستمر؛ لأنه يجب مراقبتها طول الوقت خشية من أي تصرف منها، بحكم تجاربنا السابقة معها، فهل تصرفات أختي طبيعية؟ وكيف أتصرف معها؟ وكيف أحل مشاكلها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مؤمنة بالله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إننا نرحب بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن ييسر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك بالقضاء وأن يهدي أختك.
بخصوص ما سألت عنه فإنه لأمر خطير ما قامت به أختك، وما اجتمعت فيها من صفات متناقضة، ومرجع ذلك كله إلى عدم وجود دين يردعها أو عقل يصدها عن القيام بما تحذر الناس منه.
مثل هذا النوع من الفتيات يحتاج إلى إحياء الإيمان في قلبها، وهذه بعض النصائح نسأل الله أن تثمر خيرا مع أختك، ولكن قبل الحديث عن النصائح أحب أن أنبهك على نقطة هامة وهي:
عدم ترك الأمور تسير في طريق الخطأ، بدعوى أن الأم قد تتعب أو يصيبها شيء، فلا يعقل لأجل هذا السبب أن تتركي أختك في مثل هذا الضياع، بل إن عليك أن تخبري والدتك، ولكن ليس بالأمر الخطير الذي قرأته، بل أخبريها أنك قد رأيتها وهي مثلا تضع صورها على الشات أو ترسلها للبعض، وقد يكون منهم شباب أو بأي أمر خفيف يثير حفيظة الأم للاهتمام أكثر بمراقبة ابنتها، ونصحها دون أن يؤذي والدتك.
الآن نبدأ في العلاج:
1- الدعاء إلى الله عز وجل واللجوء إليه أن يهدي أختك، وأن يصلحها وبخاصة في صلاة الليل.
2- الاجتهاد في التواصل معها بكل طريقة، والتودد إليها وتقوية رابط الأخوة ما أمكن، وعليك بالهدية والكلمة الطيبة فإنهما تلينان الحجر.
3- المواعظ غير المباشرة كترك شريط أو سي دي فيه بعض المواعظ الخاصة بالموت والدار الآخرة، ومراقبة الله عز وجل.
4- البحث عن داعية متقنة لأمور الوعظ والإرشاد، وفي نفس الوقت مدركة لمشاكل الشباب، وأمينة كذلك، وأن تخبريها بمشاكل أختك دون التصريح بالأمور الكبيرة ثم بعد ذلك يتم الربط بينهما لكن عن غير قصد، وبدون أي تدخل منك، حتى لا تشعر الأخت أن أحدا منكم هو من أخبرها، وتبدأ هذه الأخت معها طرق المعالجة.
4- البحث من صديقاتها ومن تأمنينها على أخت دينة تخاف الله، ومن خلالها يتم موعظتها.
5- حضور محاضرات للنساء، وذلك عن طريق والدتكم تخبركما أنكما مدعوتان معها على محاضرة، وأن يتم إخبار المحاضرة أن تتحدث عن أمور الآخرة، وما يرقق قلب المرء أو تتحدث عن بعض المشاكل التي تقع فيها الفتيات وطرق المعالجة.
6- الاجتهاد في أن يكون جهاز الحاسوب التي تتكلم فيه في مكان ظاهر في البيت، وأن يتم ذلك عن طريق الوالدة.
هذه أسباب قد تأخذين ببعضها أو بكلها أو قد تضيفين لها حسب طبيعة أختك، وحسب مقتضيات الأمر، لكن الأمر الذي لا نختلف عليه كثرة الدعاء لها، وإشراك والدتك ومن له كلمة عليها في أمرها من دون تصريح، وكذلك لا يستحب أن يخبر من يدخل بأنك أنت وراء ذلك.
نسأل الله لها الهداية والتوفيق، ووفقك الله لكل خير.