السؤال
أنا من أسرة مكونة من 5 أبناء، أبي وأمي منفصلان منذ سنة، وذلك بسبب شدة الخلافات بينهم، وأنا الأكبر بين إخواني، أتحمل مسؤولية البيت، أما أبي فيرفض إعطاءنا مصروفنا البسيط المكون من احتياجات البيت والأكل الذي لا نستطيع أن نوفره لأنفسنا، والسبب هو تواجدنا مع أمي معظم الأوقات، حيث إن منزل أمي بجانب منزلنا، وهو يغيب عنا تقريبا كل اليوم، وكلما طلبنا منه إعطاءنا المصروف يرفض، وذلك بعذر تواجدنا مع أمي، حيث إن أمي كذلك لا تملك شيئا حتى تساعدنا في توفير مصروفنا، ويظن أي تصرف منا أنه مخطط ومؤامرة ضده.
لا أدري كيف أتصرف، أحيانا أفكر أن أرفع دعوى قضائية أو أتصرف أي تصرف آخر حتى أوفر مصروف بيتنا!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الصباحي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأهلا بك أخي الكريم في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يصلح حالك، وأن يهديك طريقه المستقيم.
وبخصوص ما سألت عنه فجزاك الله خيرا على برك بوالدتك، وهذا أمر يأجرك الله عليه خيرا، وستجد عقباه إلى خير فيما بعد، وأود أن أجيبك على ما تفضلت به من خلال نقاط محددة:
1- قد تم الانفصال بين الزوج والزوجة أو الوالد والوالدة، لكن هذا الانفصال دائر بينهما لا دخل للبنوة بها، ولذلك يتوجب عليك أيها الفاضل البر بأبيك شأنك في البر مع والدتك، وما حدث بينهما أمر لا ينبغي أن يؤثر على سلامة البنوة القائمة.
2- نحن لا نحبذ لك أيها الفاضل اللجوء إلى المحاكم ولا نرضاه، وليس هذا من أخلاق الإسلام الذي علمنا وأوصانا البر بالآباء، ولو كانوا على دين غير دين الإسلام، بل لو جاهدونا على الكفر لوجب علينا مصاحبتهم بالمعروف وبرهم.
3- ذهابك للمحكمة ماذا سيعطيك؟ لن يعطيك يا أخي إلا عداوة متأصلة وانصراف الأب عنك، وفوق ذلك شعورك الداخلي بالعذاب، هب أن الأمر سار إليك وكانت المحكمة في صفك، أيسرك أن يذهب والدك إلى المحكمة ليساءل ويحاسب؟ فابتعد يا أخي عن هذه الفكرة تماما.
4- الوالد لا يرفض العطاء لأجل العطاء، ولكنه يظن خطأ أنها مؤامرة، وأنك تبتعد عنه، ومعنى ذلك أنه لا يرفض إعطاءك المال، فلو اقتربت منه أكثر وتوددت إليه ليس بقصد المال فقط وإنما لكونه أبا ووالدا لك، وجعلت نيتك في ذلك طاعة الله فيه فإن هذا أفضل لك وأقوم، ولا بأس أن تدخل في الموضوع بعض إخوانه أي أعمامك، لتعلم منهم ما الذي أغضبه تحديدا فقد يكون أمرا آخر.
5- مهما قسى الوالد على ولده فلا يمكنه أن يكرهه، ولن تجد أحدا في الكون يحبك مثل والديك وإن بدا منهما غير ذلك، تلك يا أخي فطرة الله التي فطر الناس عليها.
وفي الختام نسأل الله أن يرزقك بر والديك، وأن يصلح حالك، وسرتنا كثيرا رسالتك، والله الموفق.