توقع الموت في أي لحظة ووخز في القلب.. ما تشخيص هذه الحالة؟

0 469

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

العمر 38 سنة، والوزن 83 كجم، الطول 173، حاليا أمر بمرحلة أسميها نفسية، وأتوقع الوفاة في أي لحظة، والحمد لله على كل حال.

أشعر بوخزات في القلب فقط ( ألم بسيط على فترات تستمر من دقيقتين وحتى 5 دقائق) مع خمول، وعدم قدرتي حاليا على عمل أي شيء، لا في العمل ولا في البيت، ولا أريد أن أذهب إلى أي مشوار، نفسيتي صعبة جدا، وألاحظ حاليا في البيت والعمل عدم استطاعتي على إخفاء هذه الصعوبات، وأصبح من الواضح بأني أمر بحالة نفسية من زوجتي وزملائي في العمل، ولم أعمل أي فحوصات، ولم أذهب لمستشفى من قبل أو وحدة صحية.

لدي قضية في المحكمة الإدارية الأسبوع القادم، وهذه القضية لها الآن ما يقارب 13 سنة، كنت أتمنى منهم ثبوت الاتهام، وإدانتي والحكم علي أفضل من هذه المحاكمة الظالمة غير المنصفة، ماذا أفعل؟ أريد استخدام علاجات تهون علي، والحمد لله عند فرض الصلاة أرتاح، وعند قراءة القرآن أرتاح.

أريد التكلم بصراحة، أنا تعبت، بماذا تنصحونني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ SA3EED حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

كثيرا ما يقول الأطباء للناس ليس لديك مشكلة، موضوع بسيط؛ وذلك بغرض الطمأنينة وهذا مطلوب، ولكن أيضا من حق الناس أن يتملكوا الحقائق، وأقول لك: إن موضوعك بسيط، ليس بهدف أن أطمئنك، وأعرف أنه قد سبب لك الإزعاج والكدر والشعور بالسوداوية، وعدم الارتياح، لكن هذه هي الصفات والمآلات والتفاعلات التي تنتج من الكثير من الحالات النفسية؛ ونسبة لأن الكثير من الناس لا يذهبون، ولا يأخذون برأي المختص فتختلط عليهم الأمور ويسيطر عليهم التفكير التشاؤمي.

هنالك أدلة علمية قوية جدا أن الذي حدث لك، والذي وصفته بوخزات في القلب، وأنك تتوقع الوفاة في أي لحظة، الذي حدث لك هو نوبة خوف أو نوبة هرع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد جدا الذي يجعل الإنسان يحس بوخزات في القلب والآلام وكتمات أو ضيق في النفس، وتسارع في ضربات القلب، وكثير من الناس يأتيهم الشعور بالموت، وهذه المشاعر وبهذه الكيفية وبهذه الصفات المؤلمة نفسيا، قد تتجذر في كيان الإنسان، ومن ثم تمثل نوعا من المهدد النفسي الحقيقي له، ومن ثم يدخل الإنسان في نوع من الاكتئاب النفسي وتتزايد عليه الهموم، ولا يفكر إلا في الإخفاق الذي يسيطر عليه، يفقد الإنسان الفعالية - أو هكذا يعتقد - وهذا هو الذي حدث لك.

أنت أشرت بأنك تلاحظ في البيت والعمل عدم استطاعتك على إخفاء الصعوبات، وأصبح من الواضح أنك تمر بحالة نفسية، هذا كله نتاج من حالة القلق والتوتر التي أتتك وتطور لديك الفكر التشاؤمي، ويظهر ذلك جليا في موضوع المحكمة الإدارية وتمنيك لثبوت الاتهام، وبشيء من هذا القبيل، كل الذي تعاني منه ناتج من حالة القلق التي انتابتك، قلبك سليم، عقلك سليم، وإن شاء الله تعالى نفسك سوف تكون سليمة، فكر إيجابيا، تفهم ما ذكرته لك، وإن استطعت أن تذهب إلى طبيب نفسي فهذا أمر جيد، وإن لم تستطع فابدأ في تناول أحد الأدوية التي تزيل هذه الأعراض، وعليك أن تصبر عليها وتتناولها بالجرعة المطلوبة وللمدة الواجب تعاطيها من خلال.

الدواء يعرف باسم سبرالكس Cipralex والاسم العلمي هو استالوبرامEscitalopram جرعة البداية هي أن تبدأ بنصف حبة أي (5) مليجرام، يتم تناولها يوميا ليلا لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك ترفع الجرعة إلى حبة كاملة، أي (10) مليجرام تتناولها يوميا لمدة ستة أشهر، وبعد ذلك تخفض الجرعة إلى ( 5) مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، هذه المدة ليست طويلة أبدا، وهذا الدواء بسيط وسليم وفعال جدا وغير إدماني، وغير تعودي.

أخي: لا بد أن تدعم نفسك بالتفكير الإيجابي، ولا بد أن تنظر إلى الأشياء الطيبة والجميلة في حياتك، لا تدع أي مجال للتفكير السلبي يسيطر عليك، غير نمط حياتك، تواصل مع إخوتك وأرحامك، وأنا سعدت كثيرا حين عرف عن حرصك على الصلاة، وما يأتيك من ارتياح، فهي بالفعل مريحة، وكذلك تلاوة القرآن الكريم بالتدبر والتمعن، لا شك أنها تعتبر إضافة علاجية ممتازة جدا، استمر على هذا المنوال، وأنا أؤكد لك أن الحالة بسيطة بالرغم من مما تسببه لك من إزعاج، وإن شاء الله تعالى بتناول الدواء الذي ذكرناه لك واتباع الإرشادات الأخرى ستزول هذه الحالة.

يا حبذا أيضا لو مارست الرياضة، خاصة في هذا الجو الجميل، الرياضة إضافة نفسية وجسدية ممتازة جدا للإنسان.

أشكرك أخي الكريم، أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات