الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وخزات في القلب وتنميل في اليد والفحوصات سليمة، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابة عمري 21 عامًا، قبل حوالي شهر ظهرت لي أعراض قلبت حياتي رأسًا على عقب، شعرت بوخزات في القلب وتنميل في اليد اليسرى، وبدأت عندي المخاوف حتى وصل بي الأمر إلى نوبة هلع.

أجريت تخطيطًا للقلب، وأظهرت النتيجة أنه سليم، كما أني ذهبت إلى طبيب مختص في الأمراض الصدرية، وأكد لي أن الوضع جيد، وعلمت أن لدي نقصًا في الحديد.

وقررت بالأمس زيارة طبيب آخر، والذي وصف لي حبوب فيتامين (D) وحبوب (Inderalmed 10)، ولكن ينتابني خوف من استخدام هذه الحبوب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هيما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسب ما ورد في استشارتكِ -أختي الكريمة- فإنكِ تعانين منذ شهر تقريبًا من وخزات في القلب مصحوبة بتنميل في اليد اليسرى، وقد أجريتِ تخطيطًا للقلب، وكانت نتيجته سليمة والحمد لله.

كما ورد في الاستشارة أنه لديكِ نقص في الحديد، وهذا يؤدي عادة إلى حدوث فقر الدم، وفقر الدم يمكن أن يُسبب نوبات من تسرع القلب، وضيقًا في الصدر، والشعور بالتعب أو الدوخة أحيانًا، وكذلك الصداع.

يُفضل المتابعة مع طبيب مختص بالأمراض الباطنية، وإجراء تحاليل للدم ودراسة حالتكِ الصحية؛ فإن تبيَّن أن سبب الأعراض هو فقر الدم، فيمكن عندها البدء بالعلاج بأدوية الحديد مع حمض الفوليك (الفوليك أسيد - Folic acid) - أي فيتامين (B9) - حسب ما يراه الطبيب مناسبًا لوضعكِ الصحي.

أمَّا إن كانت نتائج تحليل الدم سليمة، فيُنصح بالمتابعة مع طبيب مختص بأمراض القلب، والتوسع في الدراسة الطبية للقلب.

وإن كانت نتائج الدراسة القلبية سليمة، يمكن التوجه إلى أن سبب هذه الأعراض التي تعانين منها يعود إلى القلق والتوتر، ويمكن عندها علاج الحالة بالأدوية المناسبة، مع اتباع التعليمات التي تساعد على التخفيف من القلق والتوتر.

بالنسبة للعلاج المذكور في الاستشارة (Inderalmed 10)، فهو من الأدوية التي تُنظِّم ضربات القلب (حاصرات بيتا)، ويمكن أن يساعد في التخفيف من الأعراض التي تعانين منها، ولا داعي للقلق من استعماله عند اللزوم وتحت إشراف الطبيب.

وإليكِ بعض النصائح التي تساعدكِ على التخفيف من التوتر والقلق:

يُنصح بمحاولة الانشغال ببعض النشاطات الاجتماعية أو الرياضية أو الدينية أو الثقافية، ومن العوامل المساعدة على الاسترخاء تنظيم أوقات النوم، وتحديد ساعات معينة لذلك، والتخفيف بصورة كبيرة من استعمال الأجهزة الإلكترونية، مع التخفيف من المنبهات، مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية وخاصة الكولا.

ومن المأكولات المساعدة: المأكولات البحرية بصورة عامة، والخضراوات الطازجة، والبيض، وكذلك الشوكولاتة النقية لِمَا لها من تأثيرات مهدئة، وتساعد في تحسين المزاج. وكذلك توجد بعض المشروبات التي تساعد على الاسترخاء والتخفيف من التوتر والقلق مثل: الكمون، والبابونج، واليانسون، والنعناع، وعصير الليمون، والبرتقال.

مع ممارسة الرياضة اليومية، وخاصة المشي والسباحة، إذ يعتبران من العوامل المساعدة على الاسترخاء، كما ينصح بالإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن لقوله تعالى: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾.

ونرجو لكِ من الله دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً