التفكير في المعصية .. وكيفية التخلص من ذلك

1 477

السؤال

أنا شاب عمري 33 سنة, أمارس العادة السرية منذ فترة البلوغ, أي من حوالي 19سنة, وكنت أيضا أمارس اللواط، لكنني أقلعت عنه -والحمد لله- منذ سنتين تقريبا, لكني ما زلت أعاني من ممارسة العادة السرية, مع العلم أني متدين,
وملتح -والحمد لله-, لكني لا أستطيع الإقلاع عن هذه العادة الذميمة, مع العلم أنني أكره نفسي جدا بعد الفراغ من ممارستها, لدرجة أنني لا أحتلم نهائيا, بسبب كثرة ممارستي لها, وأنا الآن أعاني من آلام في الظهر, والمفاصل, وسرعة القذف, وأنا خاطب, ولم أتزوج بعد, وعندي مشكلة أخرى وهي: أنني دائما أفكر في الممارسة الجنسية مع الشباب, وليس مع النساء, حتى إذا صادف واحتلمت أحتلم مع شاب.

السؤال الأول: كيف أتخلص من هذه العادة الذميمة, ومن التفكير في الشباب, وأكون طبيعيا؟
مع العلم أنني في العمل أسكن منفردا, وأيضا أعمل منفردا؛ لأن الشغل صغير, وصاحب العمل لا يستطيع توظيف شخص آخر معي, فكيف أتخلص من الوحدة حتى لا أفكر في الجنس والعادة السرية، مع العلم أنني أبحث منذ فترة عن عمل به اختلاط بالناس حتى أتخلص من هذه العادة, ولكنني لم أوفق حتى الآن؟

السؤال الثاني: أنا مقيم بالمملكة العربية السعودية, وحججت بيت الله الحرام مرتين -ولله الحمد- واعتمرت سبع مرات, وفي الحج أو العمرة أدعو الله أن يعينني على ترك هذه المعصية, وهي العادة السرية, لكني بعد الرجوع بفترة قصيرة -لا تتجاوز خمسة أيام- أرجع مرة أخرى.

السؤال: هل ما اغتنمته من فوائد عظيمة, وعفو, ومغفرة من الله عز وجل باق في ميزان حسناتي أم أن ما أمارسه بعد ذلك يرد ما غفر لي من ذنوب؟ وهل بهذا سقطت عني فريضة الحج أم أني مطالب بأدائها مرة أخرى؟

أفيدوني -رحمكم الله-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أيها السائل -حفظك الله ورعاك- أشكرك على التواصل معنا، وإن شاء الله تعالى سنعينك على الخروج من أزمتك، وأنا أحيي فيك هذه الصراحة، وهذا دليل على قوة شخصيتك, وأنك تستطيع -بإذن الله تعالى- أن تتغلب على هذه العادة السيئة إذا أنت غيرت المسار, وعزمت, وتوكلت على رب السموات، وهنيئا لك بالحج والعمرة, وهذا دليل ثان على قربك من الله سبحانه وتعالى، وأنك تستطيع أن تتخلص من هذه العادة؛ فالأسباب موجودة, ولكنها تحتاج من يستخدمها, ويوظفها التوظيف الصحيح.

كما لا يفوتني تهنئتك على الإقلاع عن فاحشة اللواط, والتي هي من أقبح الخصال السيئة، وأكبر الذنوب، وهي فعل من لا خلاق لهم ممن انتكست فطرهم، فاحمد الله أن وفقك لتركها، واعلم أن الإقلاع لا يكفي؛ فلابد من التوبة لله, وذلك بالندم على ما وقع منك, والاستغفار, والعزم على عدم العودة مرة أخرى.

واعلم أن ما يسمى بالعادة السرية، مذمومة شرعا وعرفا، بل ومذمومة طبيا وخلقيا، واعلم -أيها الفاضل- أنه ما من شخص مر على هذه العادة السيئة، إلا وتجده متأسفا حزينا، وينعكس ذلك على الجانب النفسي جراء ما يعود عليه من الندم و التأسف, والانطواء، وكره النفس, والإحساس بالذنب، ويجب أن تعلم أن هذه العادة لها آثار على صحة الإنسان، والكثير من الذين يمارسونها منهم من يشتكي من ظهره, أو بصره, ومنهم من يشتكي ضعف الانتصاب, ومنهم من يشتكي القذف السريع.

ولكي تطفئ شهوتك، وتبتعد عن هذه العادة، يجب أن يكون نصب عينك مراقبة الله سبحانه وتعالى لك، كما أوصى عبد الله التستري رحمه الله تعالى ولده، وقال له:" يا بني دائما ردد هذه الكلمة الله رقيبي, الله شاهدي " .

ومما يساعدك على التخلص منها أمور:

- المبادرة بالزواج عند الإمكان.

- الاعتدال في الأكل والشرب حتى لا تثور الشهوة .

- الإكثار من الصوم، فقد أوصى به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر, وأحصن للفرج, ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".

- حاول أن تمارس الرياضة؛ فهي تساعدك على التقليل من الشهوة.

- البعد عن كل ما يهيج الشهوة, كالاستماع إلى الأغاني الماجنة, والنظر إلى الصور الخليعة؛ مما يوجد بكثرة في الأفلام.

- البعد عن الاجتماعات المختلطة التي تظهر فيها المفاتن, ولا تراعي الحدود.‏

وبهذا وأمثاله تعتدل الناحية الجنسية, ولا تلجأ إلى هذه العادة التي تضر الجسم والعقل, وتغري بالسوء.

أسأل الله أن يطهرك من الذنوب، واستعن بالله, وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات