السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرغب بحلول لمشكلتي هذه -وفقكم الله-.
أعاني من أذية مستمرة، وتسلط باللسان من إخواني الأشقاء، وتدخل بشؤوني الخاصة جدا، وتدخل بكافة شؤون البيت تكبرا واستعلاء علينا، ولا أستطيع الرد عليهم!
هذه المشكلة لها فترة، وأثرت على علاقتي بهم, وبوالدي، وثقتي في نفسي، ومدى احترامي لذاتي.
ما الذي يمكن أن أعمله لأن أوقف هذه التسلطات؟
وما نصيحتكم لي؟
علما أن والدي أصبحوا يتأثرون بكلامهم، ولا يدافعون عني، وهذه المشكلة أثرت علي وعلى أختي أيضا.
وفقكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المنتصرة بالله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك في,ك وأن يهدي إخوانك، وأن يوفقكم لكل خير .
لا شك -أختنا الفاضلة- أن الأعمار المتقاربة بين الإخوة تولد نوعا من أنواع التسلط، خاصة من الذكور على الإناث، وهذا يعتبر ظاهرة عامة، وحتى تتجنبي -بارك الله فيك- الآثار السيئة للتسلط فأنصحك بعدة أمور:
أولا: تنمية الحب الفطري القائم بينكم، فهم إخوانك, وهم يحبونك، ويخافون عليك، ربما أخطئوا في التعبير, أو بالغوا بعض الشيء في التسلط عليك وعلى أختك، لكن هذا ليس دافع البغض أو الشحناء، بل هو كما أسلفت حرص مبالغ فيه، أو جهل, أو أي أمر حاشا أن يكون بغضا وكرها، وهذا يعطي أرضية جيدة تبدئي منها لإظهار المحبة والود لهم، وإظهار الحرص عليهم.
ثانيا: التودد إلى أبويك أكثر، وخاصة والدتك, وإخبارها بأخص أمورك، واستشارتها في كافة مناحي حياتك، وإشراكها في إدارة الخلاف بينك وبين إخوانك، وبهذا تستفيدين من دعم قوي, واستشارة صادقة .
ثالثا: الابتعاد جهد الطاقة عن الصدام المباشر مع إخوانك الذكور، حتى لو لاحظت خطأ على أحدهم فلا تجيبيه، ولو أراد أحد منهم تجريحا لك أو إهانة فلا تجعلي الأمر يصل إلى حد التصادم حتى لا تدفعه المكابرة إلى المزيد، وعليك بالتوجه إلى والدتك وإخبارها, وطلب النصيحة في كيفية التعامل، وذلك من وراء ظهرهم.
رابعا: ومن الأمور الهامة جدا كثرة الدعاء لهما بالهداية؛ فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن، والدعاء لهم بظهر الغيب بصلاح حالهم, وهدايتهم يذهب عنك الآثار المترتبة على بعض الإهانات، والله كريم يستجيب لعبده، وفوق ذلك أنت مأجورة على ذلك .
أختنا الفاضلة: لعل هذا النقاط السابقة تخفف من حدة التسلط، وتقربك من إخوانك، نسأل الله أن يوفقكم للخير، ونحن سعداء بتواصلك معنا، والله ولي التوفيق.