السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت أعاني من مرض الثنائي القطبية منذ 4 أو 5 سنوات، وكنت آخذ أدوية سابقا مثل الدباكين والسيركويل، والآن تحسنت بشكل ملحوظ، وحاليا آخذ فقط دواء الابيليفاي (ABILIFY) 15 mg مرة واحدة في اليوم، وأشعر الآن بتحسن واضح مقارنة بما كنت عليه في السابق منذ سنوات.
الآن أعاني مشكلة في التركيز في الدراسة، حيث أنني لا أستطيع التركيز مع شرح المدرس، مع العلم بأني أنام ساعات كافية من النوم، وقد شرحت لطبيبي هذا الأمر فطلب أن أحضر مدرسا خاصا حتى يتأكد أنني حقا لا أستطيع التركيز، وأحضرت مدرسا خاصا وقال المدرس بأنني أركز جيدا في شرحه وأنني بخير.
ثم قمت بعمل اختبار ويكسلر، لأن الطبيب في المستشفى أراد التأكد أكثر وطلعت النتيجة 105، وقالوا بأن النتيجة غير واضحة ولم تحدد المشكلة، فعملت اختبارا آخر للتأكد اسمه اختبار بنتون للحفاظ البصري ونتيجة الاختبار جيدة جدا، تقريبا 26 من أصل 30، فقالوا لي بأنه لا مشكلة لدي في التركيز، وربما تكون المشكلة في ذاتي، وقد بدأت أقتنع بهذا الكلام.
أحب أن أسمع رأيك في الموضوع وأن تحدد لي أين المشكلة، فقد قرأت استشارة في هذا الموقع عن العلاج السلوكي المعرفي فهل أحتاج لمثل هذه العلاجات؟
شكرا لك وتقبل تحياتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك -أخي الفاضل- على تواصلك مع إسلام ويب، وأسال الله لك الشفاء والعافية.
من الناحية الإحصائية يشتكي حوالي 20 إلى 40 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من ثنائي القطبية، يعانون من تشتت في التفكير، وتطاير المعلومات وعدم القدرة على التركيز بصورة جيدة.
حقيقة هذا الشعور هو شعور معنوي أكثر من أنه اضطراب حقيقي في التركيز ملموس، ويمكن قياسه، هي مشاعر قلقية وسواسية تفرض نفسها على الإنسان، والدليل على ذلك أنه -وبفضل الله تعالى- أن أداءك ممتاز، وحتى نتيجة اختبار ويكسلر ممتاز جدا 105 فهي نتيجة مميزة حقا، وكذلك بقية الاختبارات الأخرى.
فليس لديك مشكلة حقيقة في استيعاب المعلومات، لكن المشكلة هذا الشعور القلقي الذي يعطيك الانطباع بأنك لا تركز، وهذا حقيقة يتم التخلص منه من خلال أن تعرف أن هذا الشعور كثيرا ما يكون مصاحبا لحالات الوجدان وثنائي القطبية، كما أن ممارسة الرياضة وأخذ قسط من الراحة -مثل ما تقوم به الآن- هذا مفيد جدا، وأنصحك بأن تتناول كوبا مركزا من القهوة عند الصباح، هذا أيضا يعطي شعورا تاما بحسن التركيز.
هناك دواء يعرف باسم نتروبيل، لا أستطيع أن أقول أنه يمثل حلا جذريا لهذه المشكلة، لكنه يفيد في بعض الحالات، وفي ذات الوقت هو دواء بسيط جدا وسليم، ولا يحتاج لوصفة طبية، تناوله بجرعة 800 مليجرام صباحا ومساء، لمدة شهرين أو ثلاثة، وسيكون مفيدا جدا بالنسبة لك.
عقار ابيليفاي لاشك أنه من الأدوية المتميزة جدا والنقية، وهو ذو فاعلية عالية، ولا يؤثر أبدا في مستوى التركيز بصورة سلبية، كما أنه دواء يساعد في تحسين الطاقات النفسية والجسدية، فكن حريصا على تناوله، ومن جانبي أسأل الله أن ينفعك به.
إذن العلاجات السلوكية هي تجاهل الأمر وتفهمه، وممارسة الرياضة، وأؤكد لك أن أداءك في الامتحان سوف يكون جيدا جدا، ويمكنك أخي أن تقوم ببعض التمارين والتدريبات على حل الأسئلة، وإذا وجدت طريقة للدراسة الجماعية مع بعض زملائك هذا فيه تدعيم سلوكي إيجابي جدا، ولا شك أن قراءة القرآن الكريم بتدبر وتمعن تحسن من التركيز لدى الناس {واذكر ربك إذا نسيت}.
أسال الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.