السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد حلا للمشكلة، وهي أن لدينا قريبة لنا ظلمتنا في عرضنا ظلما عظيما، وألفت قصصا عنا، والله إن الرأس يشيب لسماعها, ولم يقف بها الحال عند الظلم، فأصبحنا حديثها في المجالس وتنشرها بين النساء, وحسبنا الله ونعم الوكيل, والسبب لماذا أننا أفضل وأجمل من بناتها! والآن شوهت سمعتنا بسبب الغيرة، ومازالت إلى يومنا هذا تظلمنا, ونصحناها ولكنها ازدادت وسببت لنا أذى نفسيا.
مالحل مع هذه العينة؟ خصوصا أننا نحترمها من باب برنا بوالدينا وهم كبار في السن, ولكن أذيتها أقوى، فالكل يتحاشانا ويفر منا بسببها، وجهونا وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك في عمرك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما سألت عنه أيتها الفاضلة أحب أن أركز جوابي معك في عدة نقاط:
أولا: لاشك أن الظلم عاقبته وخيمة، وقد ذكر الله في القرآن شدته وعاقبته، فقال عز وجل: {ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص في الأبصار} وقال سبحانه: {فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم} وقال تعالى: {ألا لعنة الله على الظالمين} وبين النبي صلى الله عليه وسلم ظلمته بل ظلماته فقال عليه الصلاة والسلام: (اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) رواه مسلم، وبين صلى الله عليه وسلم أن أخلاق المسلم الحق تحجبه عن ظلم أخيه المسلم، فقال صلى الله عليه وسلم : (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه) رواه البخاري.
ثانيا: الظالم لا يقدر مهما أوتي من قوة أو تملك من خبث وحيلة أن يغير في قدر الله شيئا، فاهنئي أيتها المباركة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس: (يا غلام.. إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك, احفظ الله تجده تجاهك, إذا سألت فاسأل الله, وإذا استعنت فاستعن بالله, واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك, ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك, جفت الأقلام ورفعت الصحف).
ثالثا: الظالم ضعيف بقوته وحيلته لأنه سيواجه مظلوما ناصره ومعينه الله عز وجل، فهل له قبل بمعاداة الملك أو له قدرة أو منعة، خاصة ودعوة المظلوم مستجابة، فقد قال صلى الله عليه: (ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر).
رابعا: المرأة النمامة لا يحمل الناس كلامها على جهة الجد، فهوني على نفسك فالناس تعرف الصحيح من السقيم، وأخلاقك وإيمانك بربك مع عفة لسانك مع اليقين التام بأنه لن يصيبك إلا ما كتبه الله لك هو الملاذ الصحيح لك.
أخيرا أيتها الفاضلة جزاك الله خيرا على معاملتكم الحسنى لمن ظلمتكم واحترامها برا بوالديكم, استمروا على هذا النهج وسيجعل الله بعد عسر يسرا.
والله ولي التوفيق.