لا أطيق العيش مع زوجي لأنه تزوج علي، فهل أصبر أم أنفصل؟

0 781

السؤال

السلام عليكم..

أرجو أن تفيدني في أمري، فقد تزوج زوجي بامرأة أخرى بدون أي سبب، وهذه الزوجة ارتبط بها وهي في عدة رجل آخر، وتم الزواج سريعا، وقد أبلغني، وأنا لدي منه 3 أطفال في سن صغيرة، وطبعا حدثت مشاكل كثيرة، وأنا الآن لا أطيق العيش في هذا الوضع، ولكني خائفة على مستقبل أولادي، وكيف أربيهم لوحدي بدون أبيهم، فهي مسئولية كبيرة، فأفكر أن آخذ الولد الصغير، وأترك له الطفلين الأكبر منه، لكي تكون المسئولية هينة بالنسبة لي، فهل هذا حرام وسوف أحاسب عليه؟

حاولت أن أعيش معه، لكن أسلوب المعاملة صعب، فهو يحاول أن يرمي مسئولية الأولاد كلها علي، لا يتحمل سوى الإنفاق، يجلس دائما لوحده دون أن يختلط بنا، طلبت خادمة تساعدني في الأعمال المنزلية؛ لأني في غربة والمسئولية كبيرة، لكنه يرفض ولا يعطيني مصروفا شخصيا، وفي أبسط المشاكل يقول لي: اذهبي أنا لست متمسكا بك، أحس أني مهانة، وصبرت على ذلك، ولكن نفسي تصعب علي جدا، حيث لا يوجد تقدير منه على كل هذه التضحيات.

أرجو الإفادة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فريدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يبارك فيك، وأن يجعل جهدك في ميزان حسناتك.

لقد سألت أيتها الفاضلة عن زوج تنصل -كما ذكرت- من بعض حقوق أولاده عليه، وكذلك يعاملك معاملة غير لائقة بك، وتسألين هل الأفضل البقاء أم الرحيل بولدك الصغير، وترك بقية الأولاد له.

في الحقيقة أيتها الفاضلة لن تستطيعي الابتعاد عن ولديك، وقد يصيبك من الضرر لبعدهما أضغاف ما تجدينه الآن من مشقة، ولذلك فالصبر لأجل الأولاد أفضل من الرحيل إلى مجهول قد لا تعرفين أبعاد ضرره، على أننا نود الحديث عن البناء، فزوجك مهما كان مخطئا في حقك فله أمور طيبة، وهو والد أولادك، والفطرة تقتضي حبه لهم، ولذا فأفضل حل لك هو كسب زوجك وعودته إلى دوره الطبيعي، وأنصحك بعدة أمور:

1- الاهتمام به في مجيئه إلى البيت، رغم يقيني أن هذا شاق عليك، لكن الاهتمام به يحمله على عدم كره البيت أو التثاقل عن المجيء، وأعني بالاهتمام أيتها الفاضلة كل ما يقتضيه من مأكل وملبس وزينة وتعطر وهدوء في البيت.

2- الاجتهاد مع الأبناء قدر طاقتك، مع عدم كسر رهبة أبيهم في نفوسهم؛ لأن الأبناء إذا كسرت مهابة الوالد في نفوسهم صعب عليك سياستهم بعد ذلك.

3- الزوج لم يفعل حراما، ففي الأخير هذا أمر مباح في الشرع، وقد وقع، فتقبلي الأمر، وإذا لم يكن ما تريدين فارضي بما كتب الله، وقد يرد عليك إشكال وشبه يقذفها الشيطان للتحزين، ومنها مثلا ماذا قصرت في حقه حتى يتزوج؟ وهل وهل؟ كل هذا من الشيطان، والرجل قد تزوج وأصبح الأمر واقعا، وعليك أيتها الفاضلة أن تتعاملي مع الواقع، وأن تحتسبي صبرك وأجرك عند الله عز وجل.

4- الاجتهاد في الدعاء إلى الله عز وجل أن يربط على قلبك، وأن يهدي أولادك، وأن يصلح ما بينك وبين زوجك، فالله سميع قريب مجيب الدعوات.

وفي الختام لا تتركي بيتك، ولا تهدمي حياتك، ولا تضيعي أولادك، وبقليل من الصبر وكثير من حسن المعاملة تعود الأمور إلى ما كانت عليه من ود، فالقلوب بيد الله يقلبها كيف شاء.

والله ولي التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات