هل الأفضل أن ألد ولادة طبيعة أم ولادة قيصرية؟

0 525

السؤال

دكتورة رغدة: أنا صاحبة استشارة (2133747), والله لا أعرف كيف أشكرك, وإني لأدعو لك في ظهر الغيب من كل قلبي, قرأت ردك عدة مرات, وكنت مرات أقرؤها لزوجي,واسمحي لي أن أسألك بناء على ما وضحته لي, واعذريني بالله عليك, والله إني أحبك في الله.

دكتورة سؤالي الأول: أوضحت لي أنه يجب إعطائي مسكنات قوية, فما هي هذا المسكنات غير الأبر التي يعطونا إياها في العضل، وغير كمامات الأوكسجين التي فيها المخدر؟

هل تنصحينني بأخذ إبرة الظهر, وأحاول أن ألد ولادة طبيعية فإن تعسرت - كما قلت لي - أتحول للقيصرية, وأكون مخدرة وجاهزة للعملية؟

سؤالي الثاني:

العظمة التي أخبرتني بها الطبيبة, هي عندما فحصتني فحصا نسائيا بيدها, فقالت لي بأن يدها لا تسلك بل صدمت بهذه العظمة, وهي السبب في عذابك بالولادة الطبيعية, لأن الرأس سيأتي متطاولا حتى يجتاز هذه العظمة, هذا ما شرحته لي, مع العلم أن رؤوس أولادي كبيرة, وكل من يراهم يقول ما شاء لله على كبر رؤوسهم, مع أني أثناء الفحص أؤكد على حجم الرأس فيخبرونني أنه طبيعي.

سؤالي الثالث: سألتزم أنا وزوجي بنصيحتك الربانية, وسنظل نبيت الاستخارة, فإن قررنا القيصرية هل تنصحينني بإبرة الظهر أم البنج الكامل, فأنا أخاف أن أبقى واعية أثناء شق بطني, والله إنه شيء مرعب أن أسمع كل الكلام, أليس هذا فيه توتر ويؤثر على الوضع العام؟

سامحينا مرة أخرى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ موزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أشكرك على لطفك ولباقتك, وأنا سعيدة بقرارك اللجوء إلى صلاة الاستخارة أنت وزوجك, وأسأل الله العلي القدير أن يكتب لكما كل الخير.

في حال اخترت العملية القيصرية فيجب أن تتفقي مع الطبيبة من الآن, وأن تكتب قرارها هذا في ملفك الطبي, بحيث لو حدث ظرف طارئ لا قدر الله, ولم تكن الطبيبة متواجدة لسبب ما, فإن من سيتابع حالتك سيكون على علم مسبق بطريقة الولادة.

حسب ما فهمت من كلام الطبيبة, فقد تكون قصدت بأنها شعرت بأن عظم العجز عندك بارز في داخل الحوض, وهذا قد يحدث, لكنني أؤكد ثانية بأن الأساس في نجاح الولادة الطبيعية هو التناسب بين حجم الرأس وسعة الحوض, وحاليا قل كثيرا استعمال عبارة ضيق الحوض في علم الولادة, واستبدل التشخيص بعبارة أكثر دقة من ناحية علمية وعملية وهي: ( عدم التناسب الحوضي الجنيني).

هو تشخيص يوضع عندما تتم ملاحظة عدم نزول الرأس في الحوض, رغم وجود تقلصات جيدة وكافية, فيتم مثلا فحص السيدة وتحديد مكان الرأس, واتساع عنق الرحم, ثم وبوجود تقلصات رحمية جيدة وكافية, يعاد الفحص ثانية بعد ساعة أو ساعتين, فإن حدث تقدم في نزول الرأس, وزاد اتساع العنق فهنا يفضل الانتظار (حتى مع وجود بروز في عظم العجز )؛ لأن هذا يعني بأن بروز العظم لم يؤثر على تقدم المخاض.

أما إن لم يحدث تقدم فهنا لا يجوز إضاعة الوقت وتحمل الألم, بل يجب اللجوء إلى العملية القيصرية.

إن التعامل خلال الولادة يختلف حسب ظروف الولادة من حامل إلى أخرى, كما يختلف من ولادة إلى ولادة عند نفس السيدة, ولذلك فإن التوليد لا يسمى (علم التوليد )، بل يسمى ( فن التوليد ).

إن طول المخاض وتعسره يسبب تطاولا وتراكبا في عظام رأس الجنين, لكنه لا يسبب كبرا في الرأس, وهذا التطاول والتراكب يزول في الأيام الأولى بعد الولادة, ووجود كبر في رأس الجنين الطبيعي يعود غالبا لعوامل وراثية.

هنالك مسكنات قوية مثل: البيثيدين, فينتانيل, مورفين, وغيرها, ويتم اختيار المناسب حسب حالة السيدة ووضع الجنين, ويمكن إرفاقها بالمهدئات أيضا, كما أن التخدير النصفي أو إبرة الظهر هي خيار مناسب في تخفيف الألم في الولادة المهبلية, وكثير من مراكز الولادة المتقدمة أصبحت تلجأ إليه كوسيلة في تخفيف الألم.

يمكن إعطاؤك إبرة الظهر خلال المخاض إن اخترت تجربة الولادة الطبيعية, فإن تطورت الحالة إلى قيصرية فالأفضل في حالتك التخدير العام, فهذا أفضل لمن كانت مثلك لا تتقبل رؤية الدم أو سماع ما يحدث خلال العملية.

نسأل الله عز وجل أن يكمل لك الحمل والولادة على خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات