نفسي تراودني على نزع النقاب بعد لبسه، فما توجيهكم؟

0 516

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة منتقبة، اتخذت هذا القرار قبل ست أو خمسة أشهر تقريبا، من دوافعي للنقاب أنني لا أجد الراحة في أن أمشي مكشوفة الوجه في السوق مثلا، وكنت أعاني من التحرش فأنا والحمد لله على قدر من الجمال مشكلتي أني لازلت في حالة صراع مع نفسي تجاه انتقابي، فمره أشكر الله على ارتدائي إياه وأكون مقتنعة به أشد الاقتناع، ومرة أخرى أجدني مترددة وأوشك أن أندم.

هكذا فأنا أتذبذب فيه كل يوم، وكنت أتمنى لو أن باستطاعتي ارتداء النقاب في مواطن (مثل السوق ) بينما لا أرتديه في مواطن أخرى (كمنزل عائلتي الذي يتواجد فيه من ليسو بمحارمي كأزواج خالاتي)، أعلم أن ذلك غير ممكن ولكن لأشرح لكم تفكيري، أريد أن أعرف، هل كان قراري صحيحا بارتدائي إياه مع العلم أنني أرتديته بعد استخارات كثيرة، فهل ما أعانيه من صراع وتذبذب هو نتيجة الاستخارة؟ وان كان كذلك فكيف أتصرف؟، أم هل هو مجرد وسوسة لكي لا استمر في طريقي؟.

عندما أجلس مع نفسي أجد شيئا قد يكون هو سببا لما أشعر به، ربما انعدام القدوة والأصدقاء الذين يعينونني على التمسك به (مع العلم أن والدتي منتقبة أيضا)، حيث أن جميع من حولي غير منتقبات كصديقاتي المقربات جدا، وهل يمكنني أن أوجد صداقات أخرى أكثر صلاحا وأختلط بهن؟، مع العلم أن صديقاتي على أخلاق عالية وأنا عادتي لا أدخل في حياتي إلا من أثق فيه شخصا وطبعا وأخلاقا.

أنا بعمر 18 سنة، وهذه أول سنة لي في الجامعة، حيث انتقلت للدراسة في دولتي بعد أن عشت في دولة محافظة، نقطة أخرى، وهي أنني استنتجت أن لي سمات الشخصية المزاجية التي بدأ يؤرقني وجودها في، فكيف أتعامل مع نفسي وتفكيري وأنا مزاجية لكي أرقى بنفسي وسلوكي، وهل هي سبب لما أعانيه من تردد؟، جزاكم الله كل خير وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sunrise حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب وإنه ليسرنا تواصلك معنا ونسأل الله أن يثبتك على الطاعة وأن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك وأن يبارك لك في دنياك وأخراك .

أختنا الفاضلة : لا شك أن اختيارك النقاب والتزامك به هو من توفيق الله عليك وتيسيره لك، فإن تلك الخطوة في حد ذاتها أمر لا تقبل عليه إلا الأخت المحبة لدينها ولرسولها، فالحمد لله الذي هداك لهذا الخير والشكر له على تبصيرك طريق البر والفضل.

لكن الشيطان أيتها الفاضلة قعد لابن آدم في كل خير يقبل عليه فعن سبرة بن أبي فاكه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه فقعد له بطريق الإسلام فقال: تسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء أبيك فعصاه فأسلم، ثم قعد له بطريق الهجرة فقال: تهاجر وتدع أرضك وسماءك، وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول فعصاه فهاجر، ثم قعد له بطريق الجهاد فقال: تجاهد فهو جهد النفس والمال فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال فعصاه فجاهد، فقال رسول -الله صلى الله عليه وسلم-: فمن فعل ذلك كان حقا على الله عز وجل أن يدخله الجنة، ومن قتل كان حقا على الله عز وجل أن يدخله الجنة، وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة أو وقصته دابته كان حقا على الله أن يدخله الجنة)).

هو لا يمل ولا يكل عن إغواء أهل الحق والصلاح وقد أقسم بين يدي الله أن يضل أهل الإيمان ما استطاع {قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين}[ص:82].

إن من أمضى أسلحته أيتها الفاضلة : تزيينه للناس الشر، أليس هو القائل {لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين} الحجر:39.

هذا بالضبط ما يحدث معك أيتها الفاضلة، إنه يأتي ليزين لك بعض الأمور، ولا يأتيك إلا في فترات ضعف الإيمان حتى تأتي الوسوسة والتزيين أكلها، وساعده على ذلك وجود بعض الأمور التي يجب عليك أن تستدركيها قبل أن يستغلها هو، فأنت والحمد الله فتاة صالحة في بيئة نظيفة لكن حتى تكون الحماية متكاملة لابد من عدة أمور:

أولا: الاستعانة بالله عز وجل واللجوء إليه والدعاء أن يثبت قلبك على دينه وأن يصرف عنك نزغات الشياطين وأن يريك الحق حقا والباطل باطلا وأن يثبتك على الحق، فالاستعانة بالله من أقوى الأسلحة التي تثبتك على الطريق المستقيم .

ثانيا: الحرص على زيادة الإيمان بالإكثار من الطاعة والذكر والمحافظة على ورد قرآني وورد من الأذكار اليومي فكلما زاد إيمانك زاد يقينك في ربك وضعف تأثير الشيطان عليك .

ثالثا: الابتعاد عن أوقات الفراغ، فإن وقت الفراغ مهلكة ومصيدة فاجتهدي بارك الله فيك أن تشغلي وقتك على الدوام.

رابعا: البحث عن محضن إيماني فمن الأمور التي تثبت الإيمان واليقين وجود صحبة صالحة دينة تقية تقودك إلي الله وتعينك علي ذلك ولا بأس أن تبحثي عن أخوات عاملات في الميدان الدعوي لحضور بعض الفعاليات الدينية والمحاضرات التعليمية.

بهذه الأمور مع كثرة الدعاء لله عز وجل والتمسك بسنته ستجدين بشائر الخير بإذنه تعالى، نسأل الله أن يحفظك وأن يبارك فيك ونحن سعداء بتواصلك معنا والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات