فسخت العقد من ابن عمي لعدم تدينه... فما رأيكم؟

0 384

السؤال

مند الصغر وأنا مخطوبة لابن عمي الذي يكبرني بسنتين (وهذه عادة في أسرتنا) والآن حان وقت الزواج، لكني رفضت لأننا مختلفان تماما، ولا تنطبق عليه أي من المواصفات التي أريدها دينيا ودنيويا, ومع محاولات أسرتنا في إقناعي بفضل صلة الأرحام، ورغبتهم الكبيرة في ارتباطنا، وحرصي على إرضاء أبي رضيت بهذا الزواج، وفرحوا كثيرا، واجتهد ابن عمي في تجهيز أفخم الأشياء لي، لكن قبل اليوم المحدد للزواج بشهرين لم أستطع الاحتمال أكثر، وطلبت من أبي أن ينهي الموضوع؛ لأني طيلة تلك الفترة كنت مهمومة، ولم أرتح للموضوع نهائيا، وأقنعته بهدي النبي في أن تستشار البكر.

انصدم الجميع، وأولهم ابن عمي المسكين، وغضبوا في بداية الأمر، لكن في النهاية، قالوا هو قسمه ونصيب، وأنهم كانوا يتمنون أن يتم الزواج، الآن أنا أحس بالذنب باستمرار، لأنه مهما حدث فهذه أسرتي، وعلاقتنا مع بعضنا تغيرت عما كانت بسببي، وأخشى أن أكون قد أغضبت ربي سبحانه وتعالى، وأن الله سيعاقبني بما فعلت مع أسرتنا، وبالرغم من كوننا مختلفين أحيانا تراودني نفسي في الرجوع عن قراري، وأبي يقول لي دائما الرجوع إلى الحق فضيلة، ماذا أفعل؟

آسفة على الإطالة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك لك، وأن يحفظك من كل مكروه.

بخصوص ما سألت عنه فخيرا فعلت، فقبولك الأمر على غير رضى منك وإقبالك عليه مرضاة لأهلك ربما أدى بك بعد الزواج مع كثرة الاختلافات وعدم التوافق إلى أمر يغضب الجميع، ولا يكون إصلاحه ميسورا حينها.

موقفك من البداية -وإن غضب البعض- أفضل ألف مرة مما قد يؤول الأمر له بعد الزواج، ولذلك لا ننصحك إذا لم تكوني مقتنعة بالأخ أن تعودي إرضاء لوالدك وأن تجبري نفسك على أمر أنت لا تريدينه، وقد حدث على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم زواج أب لابنته من ابن أخيه واشتكت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل النبي الأمر إليها، فعن‏ ‏عبد الله بن بريدة ‏ عن عائشة رضي الله عنها ‏أن فتاة دخلت عليها فقالت: إن أبي زوجني ابن أخيه ليرفع بي خسيسته، وأنا كارهة قالت: اجلسي حتى يأتي النبي ‏صلى الله عليه وسلم،‏ ‏فجاء رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏فأخبرته، فأرسل إلى أبيها فدعاه ‏فجعل الأمر إليها فقالت: يا رسول الله قد أجزت ما صنع أبي، ولكني أردت أن أعلم النساء أن ليس للآباء من أمور بناتهم شيئا) ورد النبي الأمر إليها فيه إقرار منه صلى الله عليه وسلم على فعلها، وأن هذا ليس من باب العقوق كما خشيت.

نسأل الله أن يبارك لك، وأن يختار لك الخير حيث كان، وأن برضيك به، والله ولي التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات