أرغب في الزواج من فتاة تربت في بيتنا، ما نصيحتكم؟

0 529

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرغب بالزواج من فتاة تربت في بيتنا منذ صغرها، وتعتبر بنظر أهلي كأنها أختي، ولا أكلمها أو أنظر إليها.


الآن أحتاجها زوجة لي، بعد ما رأيت منها كل خير، فلا تبخلوا باستشارتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هدوء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه. وبعد:

إنه لا شك أن هناك خيرا في الزواج بهذه الفتاة التي كما قلت تربت في البيت، ولا تلتفت إلى ما يقوله الأهل، لكن لو كان هذا صادرا منك، فأحيانا الشاب هو الذي يقول لا أشعر تجاهها برغبة، أشعر أنها أختي، لا أجد هذه الجاذبية تجاهها، فإن ذلك لا ينبغي أن يجبر.

أما إذا كنت أنت الطالب وأنت الراغب، ورأيت منها ما يعجبك وما يدعوك إلى نكاحها، وصادف ذلك موافقة منها، فإننا نهنئك بهذا الخير ونهنئك بهذه السعادة، ولعل مع وجود هذه الرابطة، وما حرصت عليه من طاعتك لله، فأنت تقول لا تنظر إليها ولا تكلمها، لأنها كما تذكر أجنبية عنك، وهذا (من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه)، ولذلك أنا معجب بهذا الحرص منك على أنك تتعامل معها وفق المعايير، فإن هذه الفتاة وإن تربت في البيت ليس كما يفهم الناس، فهي أجنبية عنك، لا يجوز لك أن تخلو بها، ولا يجوز لك أن تكرر النظر إليها، ولا يجوز لك أن تتكلم معها، إلا فيما هو ضروري من الكلام، وفي حضور آخرين معكما.

حقيقة نحن سعداء بهذا الأمر، ونعتقد أن المخاوف التي يبديها الأهل ليس في مكانها، لأن الذي يحدد هذا الأمر هو أنت وحدك، والذي يحدد ميلك للفتاة وحبك لها، وهذا شرط في النجاح، ومثل هذه المشكلة دائما تحدث في البيوت التي يتربى فيها أبناء العم مع بنات العم، أبناء العم مع بنات الخال، فإن من يأتيك فيقول لا أشعر تجاهها بميل، فهذا فعلا نحن نؤيده إذا كان هو الذي يقول.

أما إذا كان الكلام صادرا من أهلك فقط، وأنت تجد في نفسك ميلا إليها وارتباطا بها، والشوق إليها، فإن هذا مؤشر على النجاح، ومؤشر على الفلاح، ومؤشر على السعادة في هذه الزيجة التي نسأل الله أن يكملها لك.

أرجو أن تتفاهم مع أسرتك، فتعرف لماذا يرفضون، هل هناك من أسباب؟ وعلى كل حال فإن هذا الأمر الفيصل فيه للفتى والفتاة، ودور الأهل ما هو إلا دور إرشادي، لا يجد مكانه في الشرع ولا اهتمام به إلا إذا كانت الاعتبارات شرعية.

أما إذا كانت اعتباراتهم يظنونها ظنا، ويظنون أنك ستشعر بأنها أخت لك فالعبرة بالشرع، وهذه الأخوة ليست في مكانها، لأن الأخوة إما تكون رحما أو نسبا أو رضاعا أو نحوها أو محرمية، هذا كله لا يوجد فيها، كما فهمنا هي أجنبية، لكنها تربت معكم في البيت.

ندعوك إلى إكمال هذا المشوار، وحبذا لو قمت قبل ذلك بمناقشة أهلك، ودعهم يطلعون على هذه الاستشارة، لأننا ندعوا الآباء والأمهات ألا يقفوا في طريق الأبناء والبنات، إذا حصل منهم هذا التوافق، فليس للأسرة أن تتدخل إلا باعتبارات شرعية، إذا كنت صاحب دين وهي صاحبة دين فواجب الأسرة هنا أن تبارك، خاصة إذا كان الميل من الجهتين، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

نحن نشير عليك بأن تكمل هذا المشوار، وحبذا قبل ذلك لو علمت لماذا يرفض الأهل، هل هذا السبب المذكور هو السبب الوحيد؟ وسوف نكون سعداء إذا تواصلت مع الموقع، ونتمنى أن نسمع عنك كل خير.

قد يكون مخاوف هؤلاء الآباء كما يظنون أنها زيجة لا تنجح وتبدأ بالفتور، لكن الفتور دائما يكون في الذين توسعوا في العلاقات العاطفية قبل الزواج، وهذا مما نحذر منه، فهذا الذي يرى الفتاة تخرج وتدخل أمامه، ويمزح معها ويكلمها ويضحك معها، طبعا ستكون الجاذبية ضعيفة، وهذا أيضا في هذه الحالة لا نؤيد مسألة الزواج خاصة إذا أجبروا، والعجيب أن بعض الأسر تجبر على هذا، وأسرتك الآن تقف في طريقك، وتقول هي مثل أختك، هذا الكلام أنت الذي تحدد مساره والفتاة هي التي تحدد.

حاول عن طريق أخواتك أن تتعرف وجهة نظر الفتاة إذا كانت تبادلك المشاعر وتميل إليك، وتقبل بك، وتجد من الميل مثل ما تجد، فإنه لم ير للمتحابين مثل النكاح، ولا تلتفت بعد ذلك لأي كلام، ودائما المرجع في هذه المسألة – ونكرر هذا – للفتى وللفتاة، لا عبرة بكلام أي إنسان إلا إذا كان هناك اعتبارات شرعية صحيحة، والاعتبارات الشرعية هنا غير موجودة وإنما هو مجرد كلام من الأهل حفظهم الله.

نتمنى أيضا أن تتهيأ نفسيا لإسعاد هذه الفتاة، ولا تمن عليها بعد ذلك بأنها تربت في بيتكم، أو بأنك أحسنت إليها، فإن المؤمن ينسى إحسانه وينسى ما قام به، وأنت أيضا ستستفيد من الفتاة ومن صلاحها، وكونها معروفة ومأمونة ومضمونة أفضل لك من فتاة لا تعرف خلفيتها، ولا تتعرف على أحوالها أو على أحوال أهلها.

إذا كنت قد رأيت خيرا، ووجدت من نفسك ميلا فإننا ندعوك إلى إكمال هذا المشوار، وسوف نكون سعداء إذا علمنا وجهة نظر الأهل كما مضى معك، وكذلك أيضا نحن على استعداد للإجابة عن أي أسئلة، ونتوقع بحول الله وقوته أن تكون هذه الزيجة ناجحة، ونسأل الله أن يجمع بينك وبينها على الخير، وأن يقدر لك ولها الخير، ثم يرضيكما به، وأن يلهمكما السداد والرشاد، ونكرر ترحيبنا بك في موقعك، ونبشرك بأننا في الخدمة.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح لنا ولك النية والذرية، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونكرر شكرنا لك، نسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك لك فيها وأن يبارك لها فيك، وأن يجمع بينكما على خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات