أنا ملتزمة ولكن من حولي لا يساعدني على الاستقامة.

0 536

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد نصيحتكم جزاكم الله خيرا، قد من الله علي بالهداية منذ كنت في 16 من عمري، ولكني أعيش في مجتمع لا يساعدني على الاستقامة، فالمنكرات حولي ولا يمر يوم إلا ورأيت منكرا في بيتي، فأصوات الأغاني والموسيقى لا تكاد تخلوا، وحالتي النفسية متعبة ومرهقة وعقلي يكاد أن ينفجر، إذا نصحت لا أحد يسمع نصيحتي خصوصا من كبار السن يسخرون مني كثيرا عندما أقول لهم إن هذا الفعل لا يجوز يقولون في العامية (الله صرتي تتكلمي أو اسكتي احسلك ولا تخطئينا ).

ولما تزوجت أختي الكبرى طلبت منهم ألا يحضروا موسيقى فلم يستمعوا لي، وكذلك في زواج أخي وفي زواج أختي الثانية هو في الغد إن شاء الله طلبت من أم العريس ألا تأتي بالموسيقى فسمعت لي لكن أمي هداها الله تقول :(راح أزيد من فلوسي وأجيب المطربة بموسيقى )، فنصحتها وقلت لها لا يجوز, فلم تستمع لي فرفعت صوتي عليها ورفعت صوتي على أبي وقلت لها والله إن أحضرتم الموسيقى أني لن أحضر فقالت لي أمي لا تحضري.

أمي لا تستمع لي ولا والدي وأخواتي يخفون علي الكثير يجتمعون مع بعضهم ولا يخبرونني، أصبحت لا أنكر المنكر واعتزلهم كثيرا، وأصبحت عصبية جدا و نومي قليل حتى أني يمر علي 32 ساعة وأنا لم أنام، حتى أني ادعوا الله إن كانت الحياة شرا لي أن يميتني، أنا ولله الحمد أحفظ القرآن الكريم وطالبة علم، ولكني منهارة جدا لا أجد من يشجعني ويساعدني ويعينني، فلم أجد الصديقة التي تعينني على الطاعة حتى الآن، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أبرار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه.

أختنا الفاضلة : شكر الله لك نيتك المنطلقة من حرصك على أهلك، ولا شك أنك تريدين الخير وتسعين إليه، ويجب علينا أن نحمد الله عز وجل أن من الله علينا بالهداية والابتعاد عن ما يسوء، ومن جملة الحمد أن ندعوا الله أن يمن على المبتلين بالهداية والسداد وعدم الكف عن الوعظ ولكن بعلم.

إننا -أختنا الفاضلة- قد ننفر الناس من الدعوة إذا لم نستخدم الطرق الدعوية العلمية في الدعوة وأضرب لك عدة أمثله :

أولا:إظهار الرحمة والشفقة والحرص وقد من الله على الأمة بنبي وصفه بقوله :"لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم" وأخبره أنه لو كان فظا ما تبعه أحد قال تعالى "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"

ثانيا: البدء بنقاط الاتفاق عند بدء العمل الدعوي، وأعني بهذا أن النفس البشرية بطبيعتها لا تقبل النقد ويشتد الأمر إذا كان من الصغير إلي الكبير أو من الولد إلي أبيه أو من الأخ الأصغر إلي الأكبر، ولذلك عليك ساعتها أن تبدأي بالمتفق عليه فلا شك أن أهلك فيهم نقاط خير : كالمحافظة على الصلاة مثلا أو التصدق أو البر، وعليك ساعتها أن تحرصي على تنمية هذا الخير وتذكيرهم بهم، بهذا يشعر من تدعيه أنك لا تحتقريه ولا تصغري من أمره .

ثالثا: الابتعاد عن النصح الجماعي فلا يصلح في العمل الدعوي أن تنصحي جماعة متماسكة متوافقة على معصية ما بل الأفضل الحديث فرادى والبدء بالأقرب فالأقرب من التدين مع الحرص على السير اليسير الذي لا يعرف التعجل.

رابعا: التدرج في الإنكار والرضى بأقل النتائج، كذلك من الأمور الهامة في العمل الدعوي البدء بالقليل قبل الكثير والأخطر قبل الخطير فإذا كانت الأخت لا تصلي وتسمع الأغاني فالبدء بالصلاة مع سماع الأغاني، هو الأصلح دعويا، وهكذا.

خامسا: عدم اليأس والدعاء لهم، فإن الطريق إلي الله مليء بالعقبات والدال على الخير كفاعله ولئن يهدي الله بك أحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس وعملك هذا في ميزان حسناتك لذلك فلا يضيق صدرك فإن إنكارك المنكر بالطرق السليمة سيؤتي ثماره يوما ما وأنت مأجورة في كل.

أريد منك -أيتها الفاضلة- أن تستبشري خيرا وأن تثقي أن الله عز وجل الذي وفقك لهذا الخير لن يخذلك، أوثقي حبالك بالله وأكثري من الدعاء له ونحن في إسلام ويب سعداء بتواصلك معنا وفي انتظار المزيد من رسائلك واستفساراتك، والله ولي التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات