السؤال
تقدمت لخطبة فتاة أحسبها عند الله من الصالحات، وقد كتبنا كتابنا منذ تقريبا 9 أشهر، وأنا إلى الآن لم أنته من تشطيب شقتنا، وبقي الكثير، وهي تريد أن تبيع ذهبها لنختصر الوقت ونعجل بزواجنا، وأنا اعترضت كثيرا، ولكنها مصرة، وتبرر الموقف بأنها لا تحتاجه، وأن الأولى أن نتزوج، وعندما يتيسر أشترى لها أفضل منه، فماذا أفعل؟
أكرمكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بداية نسأل الله أن يبارك في زوجتك، فقلما يجد المرء امرأة صالحة تفعل ما تفعل زوجتك، وهذا بدوره يحتم عليك أن تحرص عليها، وأن تزداد بها تمسكا طالما أنها راغبة فيك مريدة للخير.
ولابد أن نذكرك أخي المبارك أن الزواج آية من آيات الله ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) وبناء عليه فقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم فيه، مبينا أن من رزق امرأة صالحة فقد أعين على نصف دينه، قال صلى الله عليه وسلم: (من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الثاني) رواه الحاكم في "المستدرك" وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وبإقدامك على الزواج أنت تمتثل وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : ( يا معشر الشباب ! من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ) رواه البخاري ومسلم
وإنما نذكرك بذلك لنرسخ مبدأ التسريع قدر المستطاع في الزواج، فإن تسريعك في الزواج فيه خير لك إن شاء الله فأنت به تحفظ نفسك، وتغض بصرك.
أما بخصوص ما سألت فإن استطعت أن تعجل من غير أن تأخذ منها ذهبها فهذا خير، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنك معان فاستبشر خيرا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله ، والمكاتب الذي يريد الأداء ، والناكح الذي يريد العفاف ) رواه الترمذي.
لكن إذام لم تستطع ، ولن يحدث ضرر لها أو مشاكل بينها وبين عائلتها، وهي الراغبة في ذلك الحريصة على بيعه، فلا حرج أن تبيعه على أن يكون دينا عليك بالجرام، بمعنى أن ترده ذهبا كما أخذته. وأن تكتب ذلك في ورق رسمي حفاظا على حقها، وأن تحفظ لها هذا الجميل.
والله ولي التوفيق.