السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بدأت قصتي منذ عام 2008 ، حيث كنت في غرفة الصف وسقطت على الطاولة استرجعت وعيي خلال دقيقة وفي المساء ذهبت إلى الطبيبة فقالت لي أن ضغطي منخفض قليلا، وبعد ذلك بفترة صعدت الدرج متجهة إلى الطابق الثاني في المدرسة وبعد إكمالي صعود الدرج سرت بمسافة ثلاث خطوات ثم شعرت أن قلبي نبض ثلاث نبضات قوية جدا، ومن ثم صعد شيء إلى جوانب رأسي وضغط ضغطة قوية ثم وقعت أيضا، ذهبت إلى الطبيبة مرة أخرى وقامت بفحص الضغط والسكر وعمل تخطيط للقلب، وكلها كانت سليمة مشكلتي إلان بأنني عندما أجلس لفترة طويلة وأنهض أشعر بأنني لست متوازنة، ويصيبني حالة من شبة الإغماء.
وأحيانا سقوط وأشعر بركبي تهتز اهتزازات شديدة لأنها غير قادرة على حمل جسمي مع تسارع في نبضات القلب لثواني معدودة، لاحظت خلال ذلك أنني بحاجة إلى أن أضغط على أسناني حتى لا ينهار جسدي وأسقط، في عام 2011 قمت بفحوصات شاملة للدم، وكلها كانت مثالية، لا أعلم ماذا أفعل؟ أخاف أن أسقط وأنا أسير في الشارع، لاحظت أن الدوخة مرتبطة أيضا بحركة جسمي، وخاصة عندما أستلقي على بطني، أرجو الإفادة مع العلم بأنني عانيت في السابق من مشاكل في الأذن الوسطى، ولدي التهابات بولية، مع العلم بأنني لدي أيضا اتجاه عالي جدا للإصابة بالاكتئاب، وعانيت منه فترة شديدة لمشاكل خاصة ما بعد الزواج وإنجاب ثلاثة من الأطفال.
أرجو الإفادة عسى الله أن يجعل سعيكم في ميزان حسناتكم. أم حمزة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هديل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
لقد أخبرتك الطبيبة في المرتين التي قابلتيها فيها أن عندك انخفاضا في الضغط، وعندما نقوم من وضعية الاستلقاء إلى وضعية الجلوس أو من الجلوس إلى وضعية القيام، فإن ضغطنا ينخفض لعدة ثوان ثم يقوم الجسم بإفراز الأدرينالين للمحافظة على الضغط، وذلك للمحافظة على ضخ كمية كافية من الدم إلى الدماغ خلال هذه الفترة - سبحان الله -، ولذا يأخذ الجسم عدة ثوان لكي يقوم بهذه العملية، ولذا يشعر من عنده انخفاض في الضغط بأنه سيغمى عليه خلال هذه الفترة أو أحيانا إن كان الانخفاض كبيرا فإنه يغمى عليه، وإن استلقى ورفع قدمية إلى مستوى أعلى من رأسه ذهبت الأعراض.
وهرمون الأدرينالين يقوم بزيادة عدد ضربات القلب وتقليص الأوعية الدموية المحيطة لكي يؤمن كمية أكبر من الدم إلى الدماغ، وهو العضو الذي نرتبط عن طريقه بالحياة - أترين كم دقة العمل في جسم الإنسان لكي يحافظ أولا على الدم الكافي للدماغ ولو على حساب الأنسجة الأخرى-.
وهذا الانخفاض في الضغط عند القيام السريع من الجلوس الطويل هو سبب الإغماء عندك، وعند الجلوس يتم احتباس كمية إضافية من الدم في الأوردة خاصة من عندهم أيضا دوالي في الساقين.
كثير من الناس من عندهم انخفاض في الضغط، أي عندما يكون الضغط أقل من ( 90-60 ) لا يكون عندهم أي أعراض، وكثير من الناس الطبيعيين والذين يتمتعون بصحة جيدة، لديهم انخفاض في ضغط الدم. فالذين يمارسون التمارين الرياضية بانتظام يكون عندهم الضغط مائلا نحو الانخفاض وبشكل طبيعي، إضافة إلى الحوامل خلال ثلاثة أشهر الأولى من الحمل على وجه الخصوص، وأحيانا يعتبر انخفاض الضغط علامة صحية؛ لأنه وجد في الدراسات أن من كان ضغطه منخفضا يعيش - بإذن الله – أطول من الأشخاص الاخرين من عندهم الضغط طبيعيا أو مرتفعا.
إلا أنه عند بعض الناس قد يؤدي إلى حدوث أعراض مثل الذي تعانين منها:
- الشعور بالدوخة.
- الإغماء.
- عدم القدرة على التركيز الذهني، والاكتئاب، والشعور بالإرهاق.
- غشاوة في الإبصار أو زغللة العين.
- الغثيان، والإحساس بالعطش.
-- برودة الأطراف، أو شحوب لون الجلد عن اللون الوردي الطبيعي في كف اليد مثلا.
وعلى الرغم من أنه قد لا يكون هناك سبب لهذا الانخفاض، إلا أن هناك من يكون انخفاض الضغط بسبب أحد الأسباب التالية:
1- تناول بعض الأدوية لأسباب عدة، لكنها أدوية مخفضة للضغط أساسا، كمدرات البول أو بعض حالات خفقان القلب.
2- بعض أدوية الاكتئاب والأمراض العصبية من آثارها الجانبية خفض ضغط الدم أيضا.
3- حالات مرضية في القلب أو الغدد الصماء تسبب انخفاض الضغط، مثل بطء نبضات القلب أو أمراض بعض صمامات القلب، وانخفاض أو ارتفاع إفرازات الغدة الدرقية أو نقص إفراز الغدة فوق الكلوية، أو عند من يعاني من السكري لفترة طويلة مع التهاب في الأعصاب الودية.
4- في كثير من الأحيان لا يكون أي سبب، وهذا يسمى انخفاض الضغط البدئي، أي بدون سبب واضح.
ولذا يفضل عمل بعض التحاليل، منها تحاليل الدم لمعرفة إن كان هناك فقر حاد في الدم، وهناك تحاليل أخرى مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم، وتحاليل الكلى والسكري، وتحاليل الغدة الدرقية وفوق الكلية.
أما العلاج في مثل حالتك - وخاصة أنك تعاني من أعراض انخفاض الضغط- فيكون بالآتي:
1- تناول وجبات عديدة.
2- تجنب الجو الحار؛ لأنه يسبب توسعا في الأوعية مما يخفض الضغط.
3- زيادة تناول الملح في الطعام إلى الحد المقتدر عليه.
4- رفع الرأس عند النوم بعض الشيء، فقد وجد أنه يساعد في هذه لحالات.
5- الإكثار من السوائل.
6- لبس الشرابات ( الجرابات ) الضاغطة والتي تستخدم للدوالي، فإنها تساعد على عدم ركود الدم في الأطراف السفلية.
إن لم يتحسن الضغط والأعراض بالإجراءات السابقة، فعندها يعالج انخفاض الضغط بدواء اسمه (Fludrocortisone)، إلا أنه يجب استشارة الطبيب لأخذ هذا الدواء.
هذا وبالله التوفيق.