هل عدم استجابة الله تعالى لدعاء العبد دليل على غضبه منه؟

1 480

السؤال

هل عدم استجابة الله تعالى لدعاء العبد دليل على غضب الله من عبده؟ وماذا علي أن أفعل إن دعوت الله كثيرا ولم أر استجابة لدعائي، فاليأس والقنوط، ووسوسة الشيطان امور لا أطيقها، وهل إن دعوت الله تعالى أن يريني رؤيا في المنام تسرني لأمر ما فيه شيء؟ وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أهلا بك أخي الكريم في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبخصوص ما سألت عنه فاعلم أخي الحبيب: أن الله تعالى قال: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}.

فإجابة الدعاء ليست محل أخذ أو رد، فإذا استوفى العبد الدعاء من الشروط والآداب تحققت الإجابة، ولهذا أثر عن عمر رضي الله عنه: (إني لا أحمل هم الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء) والإنسان بطبعه ذليل يحتاج إلى معز، فقير يحتاج إلى غني، عبد يحتاج إلى رب، لذلك يهرع الجميع إلى الله بالدعاء حتى أنبياء الله عز وجل، فقد دعا نوح ربه أن ينجيه من ظلم قومه، يقول تعالى: {ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم} ونبي الله أيوب دعا ربه بعد أن أنهكه المرض فقال {وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين * فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين} وحكى الله قصة يونس عليه السلام: {وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين * فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} وهكذا يستجيب الله دعاء من دعاه ومن التجأ إليه.

قد تتأخر الإجابة أو تحجب بعد استيفاء كل شروطها، وذلك لعلة يريدها الله عز وجل، فقد يأتي بعض السائلين يريدون إجابة معينة في وقت معين، ويظنون الخير فيها، والله يعلم أن الخير لعبده في حجبها وعدم إجابتها، فيمنعها الله عنه رحمه به ورأفة والله تعالى قد قال : {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} والعبد لا يملك إلا التسليم لله عز وجل.

على أن الدعاء له ثلاث حالات: إما أن يستجيب الله له، أو يرفع الله به بلاء كان قد سيقع، أو يدخره الله له يوم القيامة، فالدعاء كله خير، ولا تيأس ولا تقنط، فالله عز وجل أدرى بما يصلحك وأدرى بما ينفعك، وسلم لله فيما أراد، والله يوفقك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات