السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أولا أن أتقدم بشكركم على هذا الموقع الجميل المفيد، والذي أسأل الله أن يكون في ميزان حسناتكم.
أنا شاب مضى من عمري 29 عاما، ووزني 77كلغ، وطولي170 وبنيتي متوسطة الحجم، وعملي بنظام الشفتات.
بدأت مشكلتي مع المعدة منذ خمس سنوات، فقد قمت بعمل أول تنظير وكانت النتيجة ارتداد مريئي مع التهاب المعدة، وأخذت دواء لانزيبرازول 30 ملغ مع موتيليوم، وقد تحسنت، وبعد عام رجعت لي الحرقة والألم، فقمت بعمل تنظير ثاني للمعدة، وقد صرف لي نفس الدواء مرة أخري، علما بأنه لم تكن جرثومة المعدة ظاهره عندي في التنظيرين السابقين، وتحسنت بعد فترة من العلاج امتدت ثلاثة شهور.
قبل عام واحد رجعت لي نفس الأعراض مرة أخرى، ولكن بشكل أسوء حيث كنت أشعر بضيق تنفس، وقد عرضت نفسي على طبيب مختص بالجهاز التنفسي، وقال ليس هنالك التهاب أو شيء في الرئتين, وكنت أشعر بضيق تنفس وأشعر بوجود شيء في المريء كأنه لقمة واقفة فقمت بعمل تنظير ثالث، وحسب رأي الطبيب المعالج أنه رأى ارتخاء بسيط في صمام المعدة مع وجود ارتداء مريئي، ولم يفحص جرثومة المعدة في هذه المرة، وقام بإعطائي نكسيوم 40 وموتيليوم، ولكني لم أشعر بالتحسن مع نكسيوم فاستبدلته بالرانتدين، وقد لزمتني الأعراض ما يقارب شهرين حتى اختفت، مع أني ما زلت آخذ الرانتدين أو الانزوبرازول عند اللزوم.
بعد ذلك بنحو شهر رجعت لي حرقة شديدة في رأس المعدة والمنطقة المجاورة لها، مع شعوري بشيء يأكل معدتي من الداخل، وحرارة في الجزء الأعلى من بطني، وهذه الأعراض مستمرة مع الطعام أو بدونه أو حتى لو قمت بشرب الماء وحده فقمت بمراجعة طبيب مختص آخر فقام بإعطائي لانزوبرازول مع ساكريلفيت وموتيليوم، وقال لي إذا بقيت الأعراض سوف أقوم بعمل منظار آخر لك، وقمت بأخذ العلاج وخف الشعور بالحرقة، ولكني ما زلت أعاني من الإحساس بضيق النفس مع وجود شيء كاللقمة العالقة في البلعوم، كما أن بطني يميل إلى الجهة اليمنى بعد تناول الطعام بشكل ملحوظ، علما بأني لا أعاني من الغازات في هذه الفترة، وقد نقص وزني ثلاثة كيلو غراما.
بشكل عام خلال السنوات السابقة كان يحدث معي إمساك وانتفاخات، ولكن بشكل بسيط ومتباعد الفترات، وبدأت أرى في الأشهر الأخيرة إفرازات في اللوزتين كالحصى الصغيرة تأتي وتختفي مع عدم وجود ألم أو التهابات أو حرارة.
علما بأني غير مدخن ولا أشرب القهوة، وأبتعد كثيرا عن المشروبات الغازية، فالأمر مزعج جدا بالنسبة لي، فهل أذهب للطب العربي أو الطب الصيني؟
أرجو منكم النصح والإفادة، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مؤيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فالتشحيص عندك واضح وتم تأكيده ثلاث مرات بالمنظار، وليس فقط بالأعراض، ولم يكن هناك حاجة للمنظارين الثاني والثالث، فالأعراض هي نفسها، وإن زادت بعض الأعراض الأخرى إلا أنها من أعراض الارتجاع.
كما تعلم فإنه يوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة، وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكل سليم، فإنه لا يعود هناك ما يمنع عصارة المعدة من الرجوع منها صاعدة إلى المريء، مسببة ارتجاع العصارة المعدية الحامضة إلى المريء، والذي بطبيعته لا يتحمل حموضة المعدة العالية الحموضة.
قد يحصل العديد من الأعراض بسبب ارتجاع عصارة المعدة العالية الحموضة إلى الأعلى فتسبب بعض الأعراض التالية أو كلها:
- الإحساس بالحرقة والألم في أسفل الصدر بعد الوجبات، وخاصة الدسمة منها، وقد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه، وهو يحس بشرقة أو بضيق حاد في التنفس.
- الإحساس بطعم الحامض في الحلق عند حدوث الارتجاع.
- الإحساس بغصة في الحلق أو صعوبة في البلع، وهذا ما تشتكي منه أنت.
- يسبب الارتجاع في بعض الأحيان رائحة كريهة للنفس.
- يعاني بعض المصابين من سعال مزمن بسبب ارتجاع الحامض المعدي إلى المريء والجهاز التنفسي، وهذا الارتجاع قد تتحسن الأعراض فيه لفترة، إلا أنها تعود وتتكرر أو قد تكون مستمرة عند بعض الأشخاص لدرجة أنهم لايستطيعون التوقف عن الدواء ولو ليوم واحد، وتزداد الأعراض بعد تناول الطعام في وقت متأخر بالليل، وعند الاستلقاء بعد تناول الطعام مباشرة، ومع تطور المرض قد يتضاعف، وما ينتج عنه مثل الكحة المزمنة، والتغير في الصوت، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام القلب، وقد لا تتواجد كل هذه الأعراض في مريض واحد، فأعراض الارتجاع كثيرة ومتنوعة وتختلف من مريض إلى آخر.
تجدر الإشارة إلى إن تناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة يجعل من الارتجاع أكثر أثرا، وأشد ضررا، وهناك عوامل تسبب هذا الارتخاء أو التوسع أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة، منها ما يلي:
- امتلاء المعدة بالطعام.
- السمنة.
- كذلك تناول بعض المأكولات والمشروبات مثل الدهون والمقليات، والمشروبات الغازية، والشاي والقهوة، والشوكولاتة، والفلفل والشطة، والمأكولات الحارقة، والنعناع، والكاتشب، كما أنه أحيانا يكون الارتجاع مترافقا بفتق فم المعدة مما يضعف كثيرا عمل الصمام الهام، وبالتالي تزيد الأعراض.
والعلاج يكون بـ:
- الالتزام بتجنب المأكولات والمشروبات التي ذكرتها، والتي يلاحظ المريض أنها تزيد الأعراض بزيادة الارتجاع، وتجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لا بد أن يكون بين آخر وجبة والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات، كما ينصح من يشتكون من أعراض في منطقة الحلق بوضع مخدتين إلى ثلاث تحت الرأس بارتفاع مسافة 15 سنتيمترا، حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق.
- الأدوية المخفضة لحموضة المعدة، مثل: (Losec, pariet , Nexium , lansoprazol)، وهي تؤخذ مرة واحدة في البداية قبل الأكل بربع ساعة، وأحيانا نحتاج لأخذها مرتين، والعلاج الدوائي قد يستمر لعدة أشهر وأحيانا سنوات، ونتائجه بشكل عام جيدة، وفي بعض الحالات المعندة يلجأ للعمل الجراحي.
أما الإمساك والغازات فإن كانت خفيفة ومتباعدة فلا تحتاج لعلاج، وإنما تناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف وتجنب الأطعمة التي تولد الغازات مثل الأطعمة البقولية، والملفوف واللفت والقرنبيط، وكذلك مضغ الطعام جيدا وببطء والفم مغلق، والامتناع عن تناول المشروبات الغازية.
وبالله التوفيق.