أريد الزواج من فتاة ملتزمة تعرفت عليها عن طريق الشات وأخاف الرفض فما العمل؟

0 515

السؤال

السلام عليكم..


أنا شاب عاص, ولست ملتزما, وأريد أن أتوب, مشكلتي هي: أني تعرفت على فتاة في الشات, ملتزمة والحمد لله, كلما تكلمت معها تذكرني بالدين, وأحس بالندم على ما فرطت من عمري.

الآن لم نعد نتكلم؛ لأنها ندمت على تحدثها معي لأسباب دينية, وأحست بالذنب, وأنا أريد الزواج منها؛ لكني أحس بأني لست الشخص المناسب لها؛ لأنها ملتزمة وعفيفة, فما العمل؟ وأخاف ألا يقبلني أهلها.

ملاحظة: هي التي أعطتني عنوان موقعكم.

ادعوا لي, جزاكم الله الجنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ 3abd حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك - ابننا الكريم - في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونبشرك بأن الله ما سمى نفسه (توابا) إلا ليتوب علينا، ولا سمى نفسه (رحيما) إلا ليرحمنا، وما سمى نفسه (غفورا) إلا ليغفر ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا.

وأرجو أن تعلم أن الكريم العظيم الرحيم يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه سبحانه وتعالى، فعجل بالتوبة، وعجل بالرجوع إلى الله تبارك وتعالى، واعلم أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وأنك إذا تبت وأخلصت في هذه التوبة وكنت صادقا فيها مع الله تبارك وتعالى فإن الله يقول: { فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما }, وهذه الآية جاءت بعد أن قال الله: { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون} وهذه أكبر ثلاث جرائم (الشرك والقتل, والزنا) بعد ذلك: {ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا}, ثم قال: { إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا} ماذا يحصل لهم؟ {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما * ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا}.

فأبشر يا عبد الله – يا ابننا الكريم – فإن باب التوبة مفتوح، فعجل بالتوبة، وعجل بالرجوع إلى الله تبارك وتعالى، وإذا تبت إلى الله فإنك ستفوز بخيرات الدنيا وخيرات الآخرة، وسيقبل بك أهل الفتاة؛ لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له, فتب إلى الله تبارك وتعالى، وارجع إليه، وتعلم أحكام هذا الدين، واجعل توبتك لله خالصة، واندم على ما مضى، واعزم على ألا تعود، وأكثر من الحسنات الماحية، ثم بعد ذلك تقدم لمن شئت من الفاضلات من الصالحات، فإنهم سيقبلون بك بعد أن يسألوا عنك, ويعرفوا صدق توبتك، فإنه ليس الإشكال في الذنب, ولكن الإشكال في التمادي, وعدم التوبة, وعدم الرجوع إلى الله تبارك وتعالى، ولأن كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.

ولا شك أن الفتاة التي بدأت معك وذكرتك بالله تبارك وتعالى, ثم تذكرت أنها تقع في مخالفة وانسحبت، فهذه كأنها أمر ساقه الله تبارك وتعالى إليك، وتجربة أراد الله تبارك وتعالى بك الخير من أجل أن تعود إلى الصواب، ومثل هذه الفتاة التي نصحتك, ثم بعد ذلك ابتعدت حفاظا على دينها وسمعتها وعفاتها وحيائها دليل على أن مثلها لا ينبغي أن تفرط فيه.

فتب إلى الله تبارك وتعالى، واجعل هذه التوبة لله تبارك وتعالى خالصة، واعلم أن الإنسان إذا تاب ينال – كما قلنا – خيرات الدنيا والآخرة، فعجل بالتوبة، وعجل بالرجوع إلى الله تبارك وتعالى.

ونحن حقيقة في الموقع سعداء بك وبأمثالك، فنحن شرف لنا أن نكون في خدمة شباب الإسلام من أمثالك، ونريد أن نقول: إن في شباب الإسلام خير، حتى العاصي المقصر الغافل فيه بذرة الخير، فيه جوهرة، نحن نريد أن نجليها ونذكره بأنه إذا عاد إلى الله فسوف يسعد في الدنيا والآخرة, وهذا الدين العظيم لا يحاسب الإنسان على ماضيه إذا صدق ورجع وتاب إلى الله تبارك وتعالى.

فاحمد الله الذي نبهك بهذا التنبيه، وأرجو أن تحول هذه النية إلى عمل، فتبدأ رحلة العودة إلى الله تبارك وتعالى، وهذا الندم توبة، لكن ينبغي أن تتبعه بحسنات ماحية، ينبغي أن تتبعه بهجران المعصية، بالبعد عن رفقتها، بالتخلص من وسائلها وآلاتها وأرقامها وأسبابها، وابحث لنفسك عن رفقة صالحة تذكرك بالله إذا نسيت، وتعينك على طاعة الله تبارك وتعالى إن ذكرت, واعلم أن طريق المعاصي طريق مظلم، وأن الله تبارك وتعالى يستر على الإنسان ويستر ويستر....، لكن إذا تمادى ولبس للمعصية لبوسها هتكه وفضحه وخذله، فاحذر من مكر الله تبارك وتعالى، مصداقا لقوله تعالى: { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}, واعلم أن الله غفور رحيم، ولكنه أيضا شديد العقاب، وها هي أبواب التوبة قد فتحت إليك.

ونحن في الموقع على استعداد لاستقبالك ومساعدتك والتواصل معك حتى تعود إلى الصواب؛ لأنك في مقام الأبناء، ونحن حريصون جدا على عودة أمثالك إلى الله تبارك وتعالى؛ لأن فيك بذرة خير, ولأنك من الشباب الذين ننتظر منهم الخير الكثير لأمتهم, ولهذا الإسلام العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

فعجل بالتوبة، وعجل بالرجوع إلى الله تبارك وتعالى، ونحن بدورنا نتوجه إلى الله، ونسأل الله أن يتوب عليك لتتوب، وأن ييسر لك الهداية، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعيدك إلى الصواب، وأن يرزقك الزواج بتلك المرأة الصالحة التي كانت سببا في تفكيرك في العودة إلى الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يستخدم الجميع في طاعته، وأستغفر الله العظيم لي ولك ولسائر المسلمين والمسلمات.

مواد ذات صلة

الاستشارات