السؤال
أولا أحب أن أتقدم بخالص الشكر لهذا المنتدى الجميل الذي ساهم في تطوير فكر الشباب، ومساعدتهم على الوصول إلى ربهم وخالقهم وراحمهم، جل شأنه.
سؤالي: أنا شاب حاصل على بكالوريوس علوم الفيزياء والليزر, والحمد علاقتي بربي أحسبها على ما يرام, وسمعتي حسنة بين الناس, والمفترض أن أخطب فتاة صالحة حيث إنه متوفر لي معظم أسباب الزواج من الناحية المادية, والفكرية, والدينية, وتحمل المسؤولية، ولكن عندي اعتقاد في نفسي، ولا يعرفه أحد أني كلما خطرت على بالي فتاة صالحة أعاتب نفسي وأقول: كيف لمثلك أن ينام مع من عنده كل هذا الصلاح والتقوى –أقصد صلاح الفتاة-؟ وألوم نفسي وأقبحها وأقول إن أمثال هذه الفتيات الصالحات يحتجن إلى ملك وليس إلى بشر.
والله إني محرج من ذكر السؤال, لكن المشكلة أن أهلي يلحووا علي, ولا أستطيع أن أصارحهم بما في نفسي, فهل لهذه المشكلة حل؟ وهل وجودها دليل على قلة الإيمان؟ وهل لو عزفت عن الزواج أقع في الإثم؟
وشكرا لكم, وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حمدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك ابننا الفاضل في موقعك, ونسأل الله تعالى أن يسهل أمرك, وأن يلهمك السداد والرشاد, هو ولي ذلك والقادر عليه.
نهنئك بهذا التوفيق, وبهذه النعم من الله تعالى عليك، ونشكر لك هذه الاستشارة وهذه المشاعر النبيلة التي تحملها تجاه الفتيات الصالحات، وندعوك إلى أن تلبي رغبة الوالدين في الإسراع في الزواج, والدخول إلى هذا القفص الذهبي, ونسأل الله أن يسعدك بوجود المرأة الصالحة، واعلم بأنها نعمة من نعم الله تعالى على الإنسان، بالعكس الإنسان إذا وجد امرأة صالحة فعليه أن يكرمها، ويجتهد في الإحسان إليها، لأن هذا باب من أبواب الجنة، والفوز برضوان الله تعالى.
وهذه الروح التي تدخل بها على الحياة الزوجية ستكون بابا وسببا من أسباب النجاح بفضل وحول ربنا الفتاح سبحانه وتعالى، والمرأة الصالحة ترغب في أمثالك وترغب فيمن يقدر صلاحها, فيمن يعجب بدينها وسترها, فيمن يعجب بمحاسنها، هذا سوف يجعل قلبك يميل إلى زوجتك وسوف تكون إن شاء الله سعيدا بحول الله وقوته, لا بد أن تعلم أن الرجل لا يستغني عن المرأة والمرأة لا تستغني عن الرجل، فللرجال خلقت النساء ولهن خلق الرجال.
اعلم كذلك أن الإنسان أصلا يتزوج ليكمل نفسه، ويكمل نقصه، وقد يكون النقص في المرأة فتكمله بزوجها الناصح، وقد يكون النقص في الرجل فيستفيد من صلاح زوجته، ويسعد بصلاحها وطاعتها لله تعالى، أرجو أن تعلم أنك عندما تشعر بأنك مقصر أن هذا شعور نبيل يدعوك إلى إكمال ما عندك من نقص، وهذا كان يميز السلف، أن الواحد منهم دائما كان يرى نفسه مقصرا وأن الآخرين أفضل منه، لذلك كانوا يسعدوا بأنفسهم ويرتفعوا بهذه النفس، أما نحن فالواحد منا يظن أنه أفضل من مشى على وجه الأرض, وفيه من العيوب ما لا يعلمه إلا الله تعالى.
عليك أن تحرص على الصالحة صاحبة الدين، بل عليك أن تبحث عن التقية النقية لتفوز بقول النبي صلى الله عليه وسلم : "فاظفر بذات الدين"، هذا ظفر وفوز أن يجد الإنسان امرأة متدينة تخاف الله وتتقيه لتكون زوجة له، فإن شاء الله سوف تسعد مع الصالحات، ونسأل الله تعالى أن يسعدك.
وندعوك إلى مشاركة الوالدين في هذا الهم, فتختار الصالحة صاحبة الدين التي يرضاها الوالد وترضاها الوالدة, وترضاها أنت، فلا بد مع الدين أن تنظر في جمالها وشكلها, وتطلب الرؤية الشرعية لأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف, وليس هذا الشعور دليلا على قلة الإيمان, لكن هو دليل على أنك تريد الخير, وأنك -إن شاء الله- تقدر المرأة المتدينة, وهذا في حد ذاته نجاح, وباب كبير من أبواب التوفيق بالله تعالى.
فاختر صاحبة الدين, بل اختر أصلح من تجد في دينها وخلقها وحيائها، وحجابها وأسرتها وسترها، لأن هذا هو باب السعادة (ربنا آتنا في الدنيا حسنة) ومن أكبر حسنات الدنيا المرأة الصالحة التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها، يعني هذه المرأة التي ينبغي أن يسعى الرجل في طلبها, ونسأل الله تعالى أن يوفقك, ونحمد الله الذي هيأ لك أسباب الزواج المالية, والنفسية, والفكرية كما قلت، وهذا كله من الأهمية بمكان، فكيف إذا كانت رغبة الأهل أيضا في أن تتزوج.
نحن ندعوك أن تبادر ولا تؤخر أمر الزواج،وستعرف صحة كلامنا منذ أول ليلة في زواجك, وتقول ليتني بادرت قبل هذا، وليتني استمعت إلى كلام أهلي قبل هذا الوقت، ولكن على كل حال لا تتأخر أكثر من هذا، فليس في التأخير مصلحة، والزواج أمر مهم جدا لأن الدين والرسول يقول من تزوج فقد استكمل نصف الدين، فليتقي الله في النصف الباقي.
فعلا الزواج نصف الدين لأنه قائم على العفاف والطهر، وأكثر ما يدخل الناس النار الفم والفرج فإذا تزوج الإنسان ضمن تحصين فرجه، وبقي عليه أن يحفظ لسانه، وأن يحرص على طاعة الله تعالى ليدخل جنة الله تعالى.
نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.