السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البداية نشكر لكم جهودكم الجبارة، ونسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم.
مشكلتي تتلخص في أن ابنتي منذ أن كان عمرها 5 سنوات وهي تعاني من مشكلة السرحان، حيث إنها تكون جالسة وفجأة تسرح ولا تحس بمن حولها إلا بعد مرور أكثر من دقيقين أو أكثر، أو حتى يقوم من بجانبها بتنبيهها، ويتغير شكل عيونها ورموشها، فأتألم لما أراه أمامي في ابنتي، وإذا لم يقم أحد بتبيهها ربما تعود للسرحان من جديد وهكذا.
وإذا كانت تمشي قد تتوقف وتبدأ بالسرحان مع وجود الأشياء المرافقة المذكورة سابقا، وقد بدأ يلحظ الجميع ما تعاني منه؛ لأنه يتكرر باستمرار، ومع مرور الأيام بدأت حالتها تزداد سوء، فقد ذهبت في إحدى المرات إلى المدرسة، وجلست في صف غير صفها، ولم يشعر بها أحد إلى أن لاحظت معلمتها عدم تواجدها في الدرس، مع العلم أنها متوفقة في دراستها، ودائما تحصل على المراكز الأولى.
دخلت مرة إلى الدكان وأخذت شيئا من المحل وخرجت من دون إذن، عندها صرخ عليها صاحب المحل، وبدأت هي بالبكاء، وعند حديثنا معها أنكرت ما حصل معها في المدرسة وفي الدكان.
والآن عمرها تقريبا 9 سنوات، مع العلم أننا لم ندخر جهدا في الذهاب إلى المشايخ للقراءة عليها، وما إلى ذلك على اعتبار أنها ربما تكون مصابة بالعين، أو بالسحر كما أفاد البعض، وهي طفلة على جانب كبير من الجمال، ولم نذهب إلى الآن إلى أي طبيب نفسي، وللأسف الشديد بدأ شقيقها الأصغر يعاني من نفس الأعراض, وعمره الآن حوالي 5 سنوات.
نريد منكم -مشكورين- تشخيص الحالة، وإرشادنا في هذا الخصوص، لعل الله يشفي ابنتي مما هي فيه.
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله تعالى العافية والشفاء لابنتك، وما سردته من أعراض مفيدة لتصل إلى احتماليات التشخيص، لكن بالطبع هذه الطفلة محتاجة لأن يتم فحصها، وأنت -وبفضل الله- بما أنك تعيش في دولة قطر، فهنالك إمكانيات جيدة ومتميزة في مجالي طب الأعصاب للأطفال، وكذلك الطب النفسي للأطفال، فأنا أقترح عليك أن تقابل بهذه الطفلة -حفظها الله- الدكتور (محمود فوزي) استشاري أمراض الأعصاب للأطفال في مؤسسة حمد الطبية، أو تطلب عمل مواعيد مع الدكتورة (زهرة مجلي) استشارية الطب النفسي للأطفال في قسم الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية، والموجود بالقرب من دوار الجيدة.
فإن شاء الله تعالى من خلال هذين التخصصين نستطيع أن نصل إلى ما تعاني منه الطفلة -إن شاء الله تعالى- الموضوع بسيط، لكن بالطبع وكما ذكرت يستحق أن يتم تدارسه، هل هو نتيجة لعامل نفسي، أو هو نتيجة زيادة في إيقاع كهرباء الدماغ، لأن هذه الاحتمالية أيضا واردة، حيث إن فترات السرحان أو التوهان، أو الغيبة لدى الأطفال والتي قد تبدر منهم تصرفات وأفعال معقدة، لكن الطفل لا يستطيع إدراكها أو وعيها أو تذكرها.
هناك علل تصيب منطقة معينة في الدماغ تعرف بالفص الصدغي، ربما تكون هي منشأ مثل هذا التصرف، وما يبدو على ابنتك من أعراض، والاحتمال الثاني هو احتمال الحالات النفسية، وكلها -إن شاء الله تعالى- سوف يتم علاجها، فأرجو أن تتواصل مع الجهتين المذكورتين، ويمكن أن تشير لكلاهما أنني أنا الذي وجهتك، وهم مختصون أفاضل جدا، ويعرفوني حق المعرفة.
الأمر الآخر: موضوع العين والسحر، لا شك أنه موضوع مهم، لكن هذا من وجهة نظري علاجه سهل جدا، حصن أطفالك من خلال الرقية، من خلال الدعاء بأن تسأل الله أن يحفظهم، وهذا هو المطلوب وليس أكثر من ذلك، وأنا من وجهة نظري أن الأمر طبي، -وإن شاء الله تعالى- يمكن وبكل سهولة أن يعالج من خلال إجراء بعض الفحوصات الطبية، وكذلك الإرشاد والتوجيه.
بما أن شقيقتها الصغرى بدأ لديها نفس الأعراض، هذا أيضا أمر يستحق الاهتمام حقيقة، هل هو نوع من التماهي والتقليد، أم أن هنالك رابط جيني أدى لظهور هذه الأعراض؟ هذا كله -إن شاء الله تعالى- سوف يتم الاستقصاء عنه ومعرفة حقيقته.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير.