أكره عملي ولا أريد أن أعمل، دلوني على الطريق!

0 610

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي أني أعاني من سلس الريح، وأنا موظف في إحدى الدوائر الحكومية!
وبدأت أفكر في الاستقالة من وظيفتي، ولكن المشكلة أن وظيفتي هي مصدر رزقي الوحيد، ولأني أعاني من هذه الحالة فإن مدرائي بالعمل يكرهونني، فكم مرة نقلت إلى أماكن أخرى؛ لأن أي مدير أعمل معه يبدأ بإهانتي وإعطائي مهاما تفوق طاقتي، ويهينوني بالكلام، ولكنهم يعاملون باقي الموظفين باحترام، وأنا بطبعي لا أتحمل أن تجرح كرامتي، فكل مرة يتجاوز علي المدير أرد بالمثل، ومن ثم يتم نقلي، وهكذا الحال حتى أني أشعر بالشفقة على نفسي لأني أهان! فماذا أفعل؟

أفيدوني: هل أترك عملي أم ماذا؟ وحتى أحيانا أتمنى أحد هؤلاء المدراء أن يصاب بهذا البلاء حتى يعرفون حجم معاناتي، علما أني أحمل درجة بكالوريوس، وهناك من هم أقل مني بالدرجة بمراحل، ولا أحد يتجاوز عليهم أو يقلل من قيمتهم، ودائما أسأل الله لماذا أنا ابتليت بهذا البلاء الذي جعل أناسا لا يسوون شيئا إهانتي بهذا الشكل!
أرجو منكم الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق.

كما نسأله تبارك وتعالى أن يصرف عنك هذا البلاء، وأن يعافيك من هذا المرض، وأن يمن عليك بأن يضع لك القبول في الأرض، وأن يرفع من قدرك بين عباده، وأن يرفع من شأنك يوم لقائه.

وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل – فإنه مما لا شك فيه أن هذا الابتلاء محرج للغاية؛ لأن الرجل بطبيعته عندما يعمل مع موظفين من أمثاله فإنه يكون حريصا على أن يكون في صورة حسنة ومحترمة، ومثل هذه الريح التي تخرج منك مما لا شك فيه تسبب لك إزعاجا شديدا، خاصة إذا يصحبها شيئا من الصوت المرتفع أو الرائحة الكريهة، وهذا أمر أسأل الله أن يثيبك عليه، كما أسأله تبارك وتعالى أن يرفعه عنك، إنه جواد كريم، وإني لأسأل الله العظيم رب العرش العظيم – وأنا صائم اليوم – أن يشفيك، وأن يعافيك من كل سوء، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والذي أنصح به بداية أن تبحث عن حل، وألا تتوقف عن مراجعة الأطباء، فلعل الأطباء الذين قد عرضت نفسك عليهم لم يكونوا على المستوى المطلوب، فما المانع أن تحاول مرة أخرى مع أطباء آخرين من المتخصصين في علاج الجهاز الهضمي، لعل الله سبحانه وتعالى أن يمن عليك بطبيب يستطيع أن يدفع الله به هذا البلاء، وأن يكون سببا في رفع هذه المعاناة عنك.

حاول بارك الله فيك في العلاج مرة أخرى، حتى ولو عن طريق الطب الشعبي إذا لم يكن الطب الكيمياوي يجدي، فلعلك تجد وصفة في الطب البديل الله تبارك وتعالى يجعله سببا في رفع هذا البلاء عنك.

هذا هو الأمر الأول المطلوب منك، وهو نوع من الأخذ بالأسباب، وهو من الدين، لأن الأخذ بالأسباب جزء من (لا إله إلا الله) جزء من هذا الدين، ولذلك اعتبره الله تبارك وتعالى من الأمور التي ينبغي على المسلم ألا يفوتها أو يتهاون فيها أبدا.

ثانيا: عليك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى بأن يعافيك الله تبارك وتعالى من هذا البلاء، وإذا كانت الوالدة أو الخالة موجودة – أو الوالد – فاطلب منهم الدعاء لك أن يعافيك الله تبارك وتعالى جل جلاله.

ثالثا: إذا كانت هناك أنواع معينة من الأطعمة تكون سببا في هذه الرياح فحاول أن تتركها، وأن تبحث عن أطعمة لا يترتب عليها مثل هذه الرياح، أو على الأقل تقلل من كميتها.

رابعا: عليك أن تتكلم مع المدير المسؤول، وأن تبين له أن هذا الأمر خارجا عن إرادتك، وأنه ابتلاء من الله تبارك وتعالى، وأنك يقينا تشعر بنوع من الحرج والإهانة نتيجة خروج هذه الرياح، وأن عليه أن يعلم أنه لا دخل لك فيه، وأنك تراجع الأطباء وتحاول أن تدفع هذا البلاء عن نفسك.

أعتقد أنك بذلك تكون قد أديت شيئا مقدورا عليه.

أما تركك للعمل ومصدر رزقك فأنا أنصح بعدم تنفيذ هذه الفكرة؛ لأن هذا أمر حقيقة بما أنه ليس بمقدورك وليس لك من دخل فيه فلا ينبغي عليك أن تجعله سببا في التوقف عن عملك لدى هذه المؤسسة، خاصة وأنه فيما يبدو أنها مؤسسة حكومية، وأن من حقك أن تراجع الأطباء ولو على نفقة الدولة حتى يعافيك الله تبارك وتعالى من ذلك، فاثبت على ما أنت فيه من عمل ولا تتوقف عنه نهائيا، وعليك بهذه الخطوات التي أشرت بها عليك، ولا مانع من الإكثار من الاستعاذة، لاحتمال أن يكون ذلك أيضا من كيد الشيطان، لأن الشيطان أحيانا قد يفعل ذلك مع الأصحاء فما بالك بالمرضى.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، إنه جواد كريم. هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات