السؤال
أبلغ من العمر 29 عاما -والحمد لله- متدين، أحافظ على صلاة الجماعة، كانت ظروفي المادية في البداية متدنية ولا أستطيع الزواج، وكنت للأسف أسقط رغما عني وأشاهد الرقص من شدة الرغبة وأتوب وأعود، حتى أكرمني الله بالسفر وتكوين شقة، وقررت على الفور الزواج حتى أعف نفسي عن مشاهدة الرقص، وتقدمت لفتاة سمعت أنها متدينة وجميلة، ولكن فوجئت بأنها محجوزة لابن عمتها، وتقدمت لأخرى أكثر تدينا وجميلة حد سمعي من أختي ولكنها رفضت بحكم أنها تريد أن تنهي كليتها أولا، وكذلك أنا لم أكن معروفا لها أو لأهلها لأنهم ليسوا من أهل بلدتنا.
لم أيأس وبحثت عن غيرهم إلى أن عثرت على فتاتين أحدهما متدينة جدا وتحفظ القرآن ومنقبة، ولكنها ليست بجميلة أو أقول أنها مقبولة، ولا أعرف عن أهلها شيئا؛ لأنها ليست من بلدتي.
والثانية أجمل منها وأقل دينا، لكنها تصلي ومحترمة، وعندها حياء، وأعرف أهلها لأنها من بلدتي، أنا محتار بينهما لأني في الواقع أختار كأفضلية وليس رغبة؛ لأن اللاتي أرغب فيهن كلهن تزوجن أو تمت خطبتهن.
صليت الاستخارة أكثر من مرة، وأحيانا أجد نفسي أميل للاثنتين، فالفتاة الأولى متدينة، والثانية لمعرفتي بأهلها وأنها أجمل من الأولى، ومرات أجد نفسي غير مرتاح لأي منهما، كما أن أبي يميل للثانية.
ساعدوني جزاكم الله خيرا:
1- هل أكرر طلبي للفتاة التي رفضتني بحجة إكمال الدراسة؟
2- أم أتقدم للفتاة المتدينة رغم عدم معرفتي بأهلها ونقص جمالها أم أتقدم للفتاة الأقل دينا وأعرف أهلها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك في موقعك، ونشكر لك حسن العرض لهذه الاستشارة، وهنيئا لك بتيسير الله لك الأرزاق، وتوبة التواب عليك، ونتمنى أن تجعل ذلك شكرا لله بالثبات على طاعته، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
ونحن بداية نرشح لك الثانية التي رضيها الوالد واختارها وفيها الجمال وفيها التدين وعندها حياء، وأهلها على معرفة بأهلك، نعتقد أن هذه هي الأقرب وهي الأنسب، لأنك بحاجة إلى فتاة جميلة، فالجمال مطلوب من الناحية الشرعية، خاصة من أمثالك ممن شاهدوا قبل ذلك وأطلقوا لأعينهم العنان، قد تفيدهم فتاة جميلة يختارونها بهذه الطريقة، وأيضا كون الوالد رضيها ومؤيدا الزواج منها، هذا مرجح كبير جدا؛ لأنك ستنال وستفوز ببركة بر الوالد، وبر الوالد في حد ذاته خطوة كبيرة جدا في طريق التوفيق في هذه الحياة.
ليس انتقاصا من هذه أو تلك، وصاحبة الدين لها منزلة رفيعة، لكن كون أهلها غير معروفين، وكونك عرفت أنها غير جميلة وأنت ممن شاهد الجميلات، فنكرر ترشيحنا للفتاة المذكورة، وعليك أيضا بتقوى الله تبارك وتعالى، ثم بضرورة أن تغض البصر، وتشكر الله تبارك وتعالى الذي أنعم عليك بهذا التوفيق، بأن تجعل من شكرك نعم الله تبارك وتعالى أن تغض البصر، فلا تنظر في الغاديات والرائحات، لأن الإنسان إذا لم يغض بصره – كما قال ابن الجوزي - : (لن تكفيه نساء بغداد إن تزوجهن جميعا) لأن الشيطان يأخذ الإنسان بإطلاق البصر، وبعد ذلك يصيبه بسهام في قلبه فلا يستطيع بعد ذلك أن يتبين الحق والصواب.
هذا قولنا في الاستشارة، وندعوك أيضا إلى الحرص على أن تستخير، فإنه لن يندم من يستخير ويستشير، ومن الذي لجأ إلى الله ولم يجد التوفيق من الله تبارك وتعالى، والاستخارة مهمة، ولأهميتها كان النبي - صلى الله عليه وسلم – يعلمها للصحابة كما يعلمهم السورة من القرآن، وهي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير سبحانه وتعالى.
كما أرجو إذا تزوجت أو خطبت أن تكتم عن الفتاة وأهلها كثرة المحاولات وأنك تقدمت ورفضت وأنك كذا، فهذه الملفات ما ينبغي أن تذكر، وهذه أسرار مضت، وأيضا ما كان يحصل منك في أيام الجهل والغفلة، هذه ينبغي أن تكون صفحات مطوية سترها الله تبارك وتعالى عليك فاستر على نفسك، وأقبل على الحياة بروح جديدة، واعلم أن الزواج مسؤولية، وأسس بيتك على تقوى من الله ورضوان، وعلى كل أمر يرضيه، واحرص دائما على إرضاء الوالد، والإنسان يكون سعيدا إذا وجد زوجة يميل إليها، عندها حياء، عندها درجة ممتازة من التدين، يرضاها الوالد، يرتاح إليها، هذه كلها مؤشرات جميلة، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
نسأل الله أن يجمع بينكما على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يستخدمك في طاعته، وكما قلنا: عليك أيضا أن تبدأ بإصلاح ما بينك وبين الله تبارك وتعالى، وسوف يصلح الله لنا ولك النية والذرية، عندما يحصل منك الاهتمام بهذا الجانب، فنسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونتمنى أن نسمع عنك خيرا، وسوف نكون سعداء إذا تواصلت معنا لتبين لنا ما توصلت إليه من اختيار، ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، هو ولي ذلك والقادر عليه.
نوصيك بتقوى الله والمواظبة على ذكره وشكره، ثم بكثرة اللجوء إليه، ثم بغض البصر، ثم بالحرص على إرضاء الوالدين، ثم بالإحسان إلى الفتاة التي ستخطبها ولأهلها، ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير، هو ولي ذلك والقادر عليه.