السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ فترة وأنا أعاني من ضيق نفس شديد، ويزداد عند الحركة، فلا أستطيع أن أقوم بأي عمل؛ لأن ذلك يجهدني جدا، فأشعر بالتعب الشديد والدوار، وأشعر بأنه سوف يغمى علي، وغالبا ما يزداد الدوار عندما أكون جالسة ثم أقف، ولا أرى شيئا (أرى سوادا فقط) ويصبح سمعي ثقيلا جدا، ولا أستطيع الوقوف.
وكثيرا ما أشعر بصداع قوي جدا على شكل نبضات، وإذا وقفت في مكاني مدة 15 دقيقة دون حراك أشعر بألم شديد في بطني، ويصفر وجهي، ولا أقوى على الوقوف وأشعر بأنه سيغمى علي، وهذه الحالة منذ الطفولة معي، ولم أخبر أحدا عنها، وغالبا ما تؤلمني معدتي دون سبب، ولا أستطيع أن آكل شيئا.
منذ فترة ليست ببعيدة، وأنا أشعر بألم طفيف في يدي اليسرى وقدمي اليمنى مع خدران أثناء النهار والليل، ولا أستطيع النوم على يدي، وأشعر بألم في صدري أحيانا يكون قويا وأحيانا ضعيفا جدا.
ذهبت إلى العيادة، فقام الطبيب بفحص دمي، وقال: إن قوة دمي جيدة، وهي 12.5 وقام بعمل تخطيط للقلب، وكان جيدا، وأيضا صورة للصدر، وقال بأنها جيدة، ولا يوجد فيها شيء، ولكن ما تزال كل هذه الأعراض تأتيني ولا أعرف السبب، فأرجو المساعدة، مع العلم أنني أبلغ 18عاما، وأنا نحيفة جدا، وزني 44 كيلو، وطولي 165 سم.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني سامي الصمادي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فالأعراض التي تشتكين منها هي مماثلة للأعراض التي تكون في حالة انخفاض الضغط الانتصابي، وهو هبوط الضغط العالي أثناء التغيير من وضعية الاستلقاء إلى وضعية الوقوف أو أثناء الوقوف لفترات طويلة دون حراك، وقد يترافق أحيانا بدوار أو فقدان الوعي، وعلى الرغم من أنه لا يوجد أي سبب عند معظم هؤلاء المرضى، إلا أن بعض المرضى يكون عندهم أحد الأسباب التالية:
1- استعمال بعض الأدوية مثل الأدوية النفسية، أو أدوية ارتفاع الضغط.
2- استعمال مدرات البول.
3- التعرق الغزير.
4- قصور الغدة (الكظرية).
5- البقاء في السرير لفترات طويلة.
6- قصور القلب.
7- تراكم الدم في الأوردة عند من يعاني من دوالي الطرفين السفليين.
8- مضاعفات السكري والتهابات الأعصاب.
تظهر الأعراض عند هبوط الضغط، أي عند الانتقال من وضعية الاستلقاء إلى وضعية الجلوس، أو عند البقاء واقفا لفترة طويلة من الزمن، وأحيانا عند القيام بمجهود ما، ويشعر المريض بحدوث دوار، واضطرابات في الرؤية قد تصل إلى فقدان البصر التام العابر، ونادرا ما يحدث سقوط أو فقدان للوعي.
لوضع التشخيص يجب أن يقوم الطبيب بقياس الضغط في وضعية الاستلقاء، ثم في وضعية الجلوس، ثم يطلب من المريض الوقوف بسرعة وقياس الضغط، فإن كان هناك أعراض كالدوخة، والتعرق، والخفقان، والدوار، وكان هناك انخفاض في الضغط، وتم تشخيص الحالة.
العلاج يكون بمعالجة السبب إن وجد، واستعمال الجوارب الضاغطة خاصة عند وجود دوالي في الطرفين السفليين، وزيادة تناول ملح الطعام، والتغذية الجيدة والمتوازنة، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، وتمارين الاسترخاء.
هناك بعض الأدوية التي يمكن أن تساعد على ارتفاع الضغط، ويتم وصفها من قبل الطبيب، خاصة إن لم تنفع الإجراءات السابقة، إلا أنه يجب وضع التشخيص أولا، ثم استبعاد الأسباب التي تم ذكرها.
وأما التنميل في اليدين، فيحتاج للفحص الطبي؛ لأن التنميل إن كان في اليدين فعادة ما يكون بسبب انضغاط العصب الأوسط في منطقة الرسغ، ويكون أكثر في الليل، إلا أنه قد يستمر لعدة ساعات في النهار، أو كل النهار إن كان شديدا، ويتم التأكد من التشخيص بتخطيط الأعصاب، وهذا يتطلب زيارة طبيب مختص بالأمراض العصبية أو أطباء الروماتيزم.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.