السؤال
تحية طيبة.
أخواني وأخواتي، أنا بعمر 35 سنة وآنسة، مشكلتي حساسة جدا، وقلبي طيب ونيتي وصافية، تأذيت في حياتي كثيرا، أوقات من أقرب الناس إلي، ومع هذا أنسى أو أسامح مما يجلب لي مشاكل كثيرة، أو أتصرف بتصرفات بعد وقت أندم أو أستغرب من حالي، ودائما أتعهد مع نفسي بأن أتغير ولكن للأسف لا أستطيع.
مما يزعجني أكثر هو تدخل بعض الأشخاص كثيرا في حياتي، أو يحاسبوني ويتابعوا كل تصرفاتي مع العلم أوقات أحرجهم، أو أكذب عليهم بسبب كثرة متابعتهم لي، أو أبتعد عنهم، ولكن دون جدوى.
بعد زمن قصير يرجعون إلي، ويلوموني لماذا تركتهم أو ابتعدت عنهم، ومما يقهرني كثيرا إن هناك شخص كنت على علاقة عاطفية معه ولكن حدثت ظروف وخانني واستهزئ بي فتركنا بعض، ولكن لسوء الحال هذه الحادثة أثرت علي وسببت لي صدمة قوية، ثم رجعت له واعتذرت له وبكيت أمامه وطلبت مسامحته، فكان هذا سببا بأن نكون على اتصال من بعيد، أو مثلا مرات أقوم بعمل لا أفكر فيه أو قرارا رأسا أخذه بعين الاعتبار، ولكن بعد قليل عندما أفكر فيه ألوم حالي، وأندم حتى في التحدث فيه، وأوقات أقول أشياء أمام المتلقي أو أخبره بشيء ثم أندم بشدة، وكيف عملت هذا؟ بصراحة حياتي أصبحت جحيم، وهذا أيضا سبب، فإلى الآن لم أتزوج، مع العلم أني أمتلك كل مواصفات الجمال والأنوثة ومثقفة.
فأريد حلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لافان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرج كربتك، وأن يقضي حاجتك، وأن يزيل عنك هذا الضعف، وأن يمنحك القوة والثقة بالنفس، والاعتزاز بالذات، وأن يعينك على أن تقفي المواقف الطبيعية التي تحفظ لك كرامتك وتصون نفسك.
بخصوص ما ورد برسالتك فإن الذي يبدو أنك تعانين من بعض الضعف في الشخصية وعدم القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة، وهذا ترتب عليه هذه الحياة الكئيبة التي تعانين منها الآن، فإن هذه الأشياء المزعجة سببها عدم قدرتك على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وكذلك أيضا كمية التنازلات التي تقدمينها لكل من يتعامل معك أصبحت تشعر الجميع بأنك لا شخصية لك، والدليل على ذلك أنك تكونين صاحبة للحق إلا أنك ترجعين رجوعا مذريا ومحزنا، مما يجعل الطرف الآخر لا يقيم لك وزنا ولا يعبأ بك، ويرى أنه من الواجب عليك أن تخبريه بكل صغيرة وكبيرة في حياتك، وهذا مما لا شك في أمر غير صحيح، وهو أمر متعب ومزعج، ولذلك أقدم لك هذه الخطوات والتي أسأل الله عز وجل أن يجعلها نافعة لك ومعينة لك على الخروج مما أنت فيه.
أولا: عليك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يصلح الله حالك، وأن يصرف الله عنك هذا الضعف، لأن الله تبارك وتعالى على كل شيء قدير.
ثانيا: عليك بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، لأن الصلوات في أوقاتها مع الأذكار تنظم حياة المسلم، وتجعل حياته مرتبة منظمة، وتعطيك طاقة إيمانية وقوة شخصية عالية جدا، لأن قوة القلب وقوة الأبدان تأتي من قوة الإيمان، ولذلك الصحابة لأن إيمانهم كان أقوى من إيمان غيرهم كانوا أقوى بدنا وأقوى الناس قلوبا، ولذلك استطاعوا أن يفتحوا العالم في سنوات معدودات، لأن قوة الإيمان تؤدي إلى قوة القلوب وقوة الأبدان.
ثالثا: كم أتمنى أن تقرئي كتاب (لا تحزن) للشيخ عائض القرني، وهو من الممكن أن تتم قراءته عن طريق الإنترنت - إذا لم يكن موجودا - فهو كتاب رائع ومفيد، ويقدم مهارات رائعة جدا في ترتيب أولويات الإنسان.
هناك كتاب أيضا بعنوان (اعتني بحياتك) وهو كتاب من إصدار مكتبة جرير، وهو في الإنترنت أيضا، اكتبي هذا الاسم (اعتني بحياتك) ستجدين أمامك الكتاب كاملا تستطيعين أن تقرئينه بانتظام، وهو سوف يعطيك مهارات رائعة جدا وتتغيرين بنسبة مائة بالمائة.
كذلك كتاب بعنوان (من يشد خيوطك) وهذا أيضا للدكتور (هاربت) وهو كتاب أيضا من إصدرارات مكتبة جرير.
هذه الكتب الثلاثة تنفعك بإذن الله تعالى مع هذا البرنامج، ولكن قبل وبعد لابد من أخذ قرار بالتوقف عن هذه التصرفات المحزنة والمخجلة.
اعلمي أنه لن يغير لافان إلا لافان، فهذه الأمور التي نقدمها هي عوامل مساعدة، ولكن لابد أن تقفي مع نفسك وقفة الآن وتقولي (إلى متى يا نفسي؟ لابد أن أتوقف) واحرصي بارك الله فيك ألا تفشي سرك لأي أحد كائنا من كان، ما دام هو ليس له علاقة بسرك ولا بحياتك الخاصة فلا تخبريه بهذه الأشياء الخاصة، إذا كانت هناك علاقة معينة فلا مانع أن يكون الكلام في حدود العلاقة فقط، أما أن يتطرق الكلام إلى كل شيء في حياتك فأرى أن هذا ليس مناسبا، وينبغي عليك أن تتوقفي عنه.
خذي قرارا واعلمي أنك الوحيدة القادرة على أخذ هذا القرار، ولذلك أتمنى أن تقفي وحدك في الغرفة وتغلقي عليك الباب وتقولي (لن أخبر أحدا بأي سر من أسراري بعد اليوم، لن أخبر أحدا بأي سر من أسراري بعد اليوم) عدة مرات قولي هذا الكلام لنفسك، لأن عقلك سيقول (نعم، ما دمت ترغبين في ذلك فأنا سوف أساعدك على ذلك).
أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأسأله أن يوفقك لكل خير، وأن يعينك على أن تخطو خطوات جادة في سبيل تغيير حياتك إلى الأفضل والأحسن، وأن تكوني سعيدة متميزة، كما أسأله تبارك وتعالى أن يمن عليك بزوج صالح طيب مبارك، عاجلا غير آجل، إنه جواد كريم، هذا وبالله التوفيق.