السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني دائما ومنذ الصغر من قلة التركيز, فمثلا يحدث معي كثيرا أن أكون متجها لمحل لأشتري شيئا فأمر على المحل وأتجاوزه ثم أتذكر وأعود! أو أكون ذاهبا لمكان فأتجه لمكان آخر، ثم أتذكر أيضا وأعود.
مع العلم أني أعاني منذ الصغر من social phoia وآخذ فلوكستين 20 مل يوميا من سنوات، والحالة جيدة والحمد لله.
أرجو الإفادة. وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن حالة قلة التركيز منذ الصغر يجب أن يتم فحصها بصورة دقيقة، لأنه توجد علة معروفة تعرف بداء الحركة وضعف التركيز، وفي بعض الأحيان تكون هذه العلة تتكون فقط من قلة التركيز، ولا يوجد زيادة أو فرط في الحركة.
هذه الحالة تشتت التركيز بصورة واضحة جدا، ويضعف الانتباه، وهي من المشاكل التي تؤثر سلبا على الطلاب في المدارس من حيث التحصيل الدراسي، والحالة قد تستمر مع الإنسان حتى بعد أن يكبر، وبكل أسف معظم هذه الحالات غير مشخصة، هذا موضوع أخذ انتباها كبيرا، بالذات في الولايات المتحدة الأمريكية.
الأدوية التي تحسن التركيز هي أدوية خاصة جدا، لا تعطى إلا بعد أن يتم التأكد من التشخيص، أي إذا كان التشخيص هو داء فرط الحركة أو داء قلة التركيز المرتبط بها، فهنا الأدوية معروفة جدا، هنالك عقار يسمى (استراتيرا Strattera) واسمه العلمي (أتومكستين Atomoxetine)، وهنالك دواء آخر يعرف باسم (ريتالين Ritalin) ودواء آخر يعرف باسم (كونسرتا CONCERTA)، هذه أدوية خاصة جدا، تعطى للأطفال الذين يعانون من ضعف التركيز، وحتى يمكن أن تعطى للكبار، هذا من ناحية.
من ناحية أخرى - أخي الكريم - : تعرف أن القلق يعلب دورا كبيرا في تطاير الأفكار وهشاشة التركيز، وعدم القدرة على الاستيعاب بصورة جيدة، وحالتك قد تكون قلقية، لأنك ذكرت أنك تعاني من الرهاب الاجتماعي، والرهاب الاجتماعي في أصله نوع من القلق النفسي.
أعتقد أن مراجعتك لطبيبك سوف تكون مفيدة جدا، وحاول أن تناقشه في موضوع ضعف التركيز الذي قد يكون مرتبطا بعلة فرط الحركة في أثناء الصغر، لأن منهج العلاج منهج مختلف، وإذا وجد الطبيب أو شعر بأن هذه هي علتك فسوف يوجهك نحو العلاج الصحيح، وفي مثل هذه الحالات قد يكون (الاستراتيرا) هو الدواء الأفضل.
إذا اتضح أن الأمر كله مرتبط بالقلق فهذا يعالج من خلال تمارين الاسترخاء، وهناك تمارين خاصة لتوجيه التركيز تتمثل في قراءة مواضيع قصيرة، وتكرارها، ثم استذكارها، وهنالك تمارين ما يمسى بالربط المعرفي، أي إذا أردت أن أتذكر شيئا معينا يجب أن أربطه بشيء آخر، وهكذا، هنالك عدة تمارين.
كما أن ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء مهمة جدا.
بالنسبة لعقار بروزاك أو فلوكستين: هو دواء جيد جدا، لكن بالنسبة لعلاج الرهاب الاجتماعي جرعة عشرين مليجراما ليست كافية، يفضل أن تكون كبسولتين في اليوم – أي أربعين مليجراما – على الأقل لمدة ستة أشهر، بعد ذلك يمكن أن تكون الجرعة عشرين مليجراما يوميا.
هنالك بدائل للفلوكستين من أهمها عقار مودابكس الذي يعرف علميا باسم (سيرترالين) وعقار زيروكسات الذي يعرف علميا باسم (باروكستين) هذه كلها جيدة ومفيدة لعلاج الرهاب والخوف الاجتماعي وما يصحبه من قلق.
تنظيم الأكل بصورة جيدة وأخذ قسط كافي من الراحة مع ممارسة الرياضة يحسن التركيز والانتباه، وقراءة القرآن بتدبر وتمعن ذات خير كبير وكثير على الإنسان من حيث التركيز، وهنالك دواء يعرف باسم (أومجا ثري) هذا لا مانع من تناوله بجرعة حبة واحدة يوميا لمدة شهر، ثم حبتين في اليوم لمدة شهر، ثم حبة يوميا لمدة شهرين، ثم يتم التوقف عن تناوله.
إذن - إن شاء الله تعالى – مشكلتك محلولة تماما، والطبيب سوف يقوم أيضا بإجراء بعض الفحوصات البسيطة للتأكد من مستوى الهيموجلوبين، ووظائف الغدة الدرقية، وكذلك مستوى فيتامين (ب12) وفيتامين دال.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.