هل أكمل زواجي بخطيبتي التي في التزامها نقص، أم أتركها؟

0 384

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أنا شاب متدين أبلغ من العمر 29 سنة، تعرفت على فتاة ذات جمال، وخطبتها من أهلها، محجبة منذ قرابة السنة، عندما عرفتها كانت درايتها بدينها على مستوى متواضع، لكن بعد ذلك مع بعض النصيحة والدعوة صلح حالها إلى مستوى لا بأس به، وهي تسعى للإصلاح من حالها قدر الإمكان، وكانت تأخذ بالنصيحة، وتعمل بها على المدى البعيد أو القريب كانت مواظبة على ما يقربها إلى الله من صلاة، وقراءة قرآن، وصيام (الاثنين والخميس، العشر من ذي الحجة ...)، وكانت دائما تدعوني معها إلى ما فيه الخير والصلاح، وهي تنتسب إلى عائلة طيبة الأخلاق، والنسب رغم أنها متواضعة على مستوى دينها.

مؤخرا نصحني صديقان لي متدينان بأن أراجع علاقتي بها؛ لأنها في بعض الأحيان تقف مع صحبة زميلاتها وزملائها في العمل للتحدث، وأن هذه التصرفات لا تتماشى مع الشرع، وهي أيضا متواضعة في دينها، وأن الرجل إذا لم يتزوج بامرأة طيبة في دينها، فلا خير في ذلك، وسوف يعاني فيما بعد، وأني أستحق خيرا منها رغم أني ألتمس فيها الخير الكثير، وعندما تقدمت لخطبتها استخرت الله ثلاث مرات، وكان الأمر ميسرا، علما أن عائلتي مقتنعة بها كثيرا.

ألتمس منكم توجيهي في هذا الأمر، هل أتم علاقتي بها أم أقطعها؟ لأنه ضاق بي الحال، ولم أعد أعلم ماذا أفعل؟ مما دعاني إلى إعادة صلاة الاستخارة أكثر من مرة، وصليت صلاة الحاجة في أن ينير الله بصيرتي إلى ما فيه خير لي في ديني، ومعاشي وعاقبة أمري، وأيضا اعتكفت لله توددا إليه ليثبتني على الحق، لا أريد أن أظلمها أو أظلم نفسي، وأكون عادلا فيما يرضي ربي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ HAMDI حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه..

بداية نرحب بك في موقعك، ونشكر لك الحرص على السؤال، وإنما شفاء العي السؤال، وندعوك حقيقة إلى إكمال المشوار مع هذه الفتاة التي تحسنت في دينها، والتي واظبت على صيام الاثنين والخميس، وواظبت على الكثير من الطاعات، وهي من أسرة معروفة بالطيبة والأخلاق، وأسرتك توافق عليها، وأنت وجدت في نفسك ميلا إليها، وهي صاحبة دين وجمال، لا ننصحك أبدا بالتفكير حتى مجرد التردد في عدم إكمال هذا المشوار، وكلام هؤلاء الأصدقاء أيضا ما ينبغي أن تلتفت له طويلا، وينبغي أن توجه برفق وسوف تستجيب عندما تكون زوجة لك كما استجابت لأمور أخرى من مواظبتها على الصلاة أو نحو ذلك.

ولا أظن أن الإنسان سيجد فتاة ليس فيها خللا واحدا، ليس فيها نقصا واحد، ليس فيها عيبا واحدا، وأرجو أن تركز على قناعة الأسرة واقتناعهم بها، لأن هذا فيه عون للشاب، فسعيد في الناس من يجد فتاة جميلة يرتضيها، صاحبة دين، تحسنت في تدينها، تسمع كلام خطيبها، تسمع الإرشادات من أسرة طيبة، رضيها الأهل، هذه مؤهلات عالية جدا أرجو أن تستمر عليها وتستمر في النصح، واعلم أن الإنسان إذا كان مطيعا لله، وكان حريصا على طاعة الله تبارك وتعالى، فإن الزوجة ستسير خلفه وتتابعه، فعليك أن تحقق هذه المعاني وتلتزم بما يرضي الله تبارك وتعالى، ثم تكمل معها المشوار.

وأكرر إذا كانت الأسرة راضية بها ومقتنعة بها، فإن في هذا عون لك على التوفيق بين الواجبات تجاه الزوج، وتجاه الأهل والأسرة.

كذلك أيضا ينبغي أن يعلم الجميع أن الإنسان لا يرضى مثل هذا الموقف لأخته أو لبنته، فكيف نرضاه لبنات الناس، يخطبها الإنسان فترة وتحسنت، وعادت ورضيها الناس، ثم تريد أن تتركها، فنحن لا ننصح بسماع كلام هؤلاء الأصدقاء، ولكن تستفيد منه بأن توجه النصيحة بالحكمة والأسلوب الجميل لها حتى تبتعد عن مواطن الريبة، وعن محادثة الرجال، وأعتقد أن هذا سيتلاشى تماما عندما تصبح زوجة فعلية لك، عندما تدخل عليها وتكمل مراسيم الزواج، فاجعل همك الآن إكمال هذا المشوار، واعلم أن الإنسان لا يرضى لبنات الناس ما لا يرضاه لأخته أو لبنته، وأن الشرع يريد للإنسان أن يتأكد ويبحث ويبحث ويتأكد، فإذا تأكد بعد ذلك ينبغي أن يدرك أن هذه مسؤولية، وأن بنات الناس لسن لعبة، وأن الإنسان لا يرضى مثل هذا الموقف لأخواته، فكيف يرضاه للآخرين، فقد أحسنت، فإن في هذا فعلا ظلم للفتاة، وظلم لأهلها، وإساءة لسمعتها، وإساءة لأسرتك أيضا التي رضيت الفتاة وأحبتها، ووثقت فيها وقبلتها.

فإذن ندعوك إلى أن تكمل المشوار وتتوكل على الواحد القهار، وتشتغل بطاعته سبحانه وتعالى، ثم عليك أيضا أن توجه لها النصائح بلطف، وأنجع النصائح هو ما كان بعد إكمال المراسيم، لأنها عند ذلك تصبح زوجة، وفي عصمتك، فاجتهد في الإحسان لها، وفي النصح لها، ونسأل الله لك ولها التوفيق والسداد، وعليك بالدعاء، وعليك بتجهيز أمرك في إكمال المراسيم، ونتمنى أن نسمع عنك كل الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات