السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أكتب إليكم هذه الرسالة راجيا من الله أن تكونوا سبب خروجي مما أنا فيه من ضيق يلازمني.
قصتي أني وفي يوم من الأيام أرسلت طلب صداقة عشوائي إلى إحدى الفتيات عبر موقع للتواصل الاجتماعي أو الشيطاني إن صح التعبير، فأفاجأ أن سكنها بالقرب مني! فكنت أراسلها عبر الإنترنت، وقد كان رقم هاتفي مرفقا في ملفي، فقد أصبحت تلاحقني وتطاردني.
علما بأني والله لم أكن أدرك مدى خطورة الوقوع في علاقة مع فتاة، فقد حاولت مرارا وتكرارا التخلص من هذه العلاقة ولكنها تصر على الاتصال بي، ويعلم الله أنها كانت تود لقائي فكنت أرفض وبشدة، لأني أعلم أن اللقاء عقباه الهلاك بالوقوع في شيء أعظم من ما أنا فيه.
أرجو منكم إفادتي بطرق عملية تجعلني أتخلص من هذه الفتاة من دون أن تسبب لي أية مشاكل.
شاكرا لكم ما تبذلونه من جهد تجاه أبنائكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ميدو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه..
بداية نرحب بك - ابننا الفاضل - في موقعك، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونؤكد لك أن الشعور بالخطر هو البداية الصحيحة للخروج من المأزق، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
قد أحسنت أيضا فهذا تواصل شيطاني، وباب من الشر يفتحه الإنسان على نفسه، وإذا وجدت عندك الرغبة الأكيدة فإن الأمر سيكون سهلا بالاستعانة بالله تبارك وتعالى، ثم بتحديد رأي حاسم وقرار حاسم في قطع هذه العلاقة، فلا يكون في نفسك أدنى ميل أو أدنى رغبة في أي نوع من التواصل.
كما نرجو أن يكون في هذا الذي حصل درس لك ولأبنائنا الشباب، فالمؤمن لا يلدغ من الجحر الواحد مرتين، ونقترح عليك الآن أن تواجهها مواجهة صريحة بأنك لا تريد الاستمرار في هذه العلاقة، وخير لك ولها أن تتوقفوا، وعندما يحين الوقت المناسب سيأتي التواصل إن كانت هناك رغبة، يعني تعدها بمثل هذا الوعد، وأنك غير جاهز وغير مهيأ لمثل هذه العلاقة، وأنك كنت إنما تريد أن تمزح أو نحو ذلك.
بعض الفتيات لأنها عاقلة تهرب من مثل هذا الوضع، لأنها آمالها تطير، وبعد ذلك تبتعد عن هذا الشاب الذي ليس من ورائه إلا السراب.
الاقتراح الثاني: أن تقوم بتغيير رقم الهاتف الخاص بك وتغيير الإيميل الخاص بك، ونعتقد أن هذا حل مفيد وحل عملي، ولا مانع أيضا من أن تتجاهل الرد للمكالمات والرد للإيميالات، المهم لابد أن تتخذ مثل هذه الوسائل في الاجتهاد في البعد عنها.
أما الوسيلة الثالثة فهي أن تعلن لها مثلا عن رغبتك أو رغبة الأسرة في أن يكون الارتباط في مكان معين أو جهة معينة كأهل الأم أو أهل الأب، يعني لا بد أن يكون لك حلول بهذه الطريقة، حتى تيأس هذه الفتاة من هذه المطاردة، ونحن نعتقد أن الأمر لن يكون صعبا إذا وجدت عندك العزيمة ووجد عندك الإصرار ووجد عندك الرفض الداخلي.
لأنا نفهم من هذا أنك ربما كان في نفسك ميل إليها، أما إذا كنت كارها لها فيكفي أن تعلن أنك غير راغب في استمرار العلاقة وأن من مصلحتها أن تبحث عن حياة جديدة مع شخص آخر، وأنك غير مستعد لإكمال هذا المشوار، ولا أظن أنها تستطيع أن تفعل شيئا، لأن الفتاة هي الخاسر الأول والأخير، ولا أعتقد أنها تستطيع أن تلحق بك ضررا أو أذى.
لا نعتقد أنها تستطيع أن تفضح نفسك، لأن الفضيحة الكبرى ستكون عليها، لذلك أرجو أن تبدأ بهذه الخطوات التي اقترحناها عليك، ثم بعد ذلك تتواصل مع الموقع، وحبذا لو وجدنا مزيدا من التفاصيل، فهل هي تريد علاقة للعب واللهو أم تريد إكمال المشوار؟ ولماذا أنت تريد أن تهرب منها أيضا؟ هل هناك أسباب؟ لو جاءتنا مثل هذه التفاصيل نستطيع أن نفكر في الموضوع بطريقة أعمق، ونشاركك الرأي في هذه المسألة، التي نسأل الله تعالى أن يجعل لك فيها فرجا ومخرجا، ولا يخفى عليك أن المسلم يستعين بالله ويكثر من اللجوء إليه ويتوجه إلى مالك القلوب وإلى مصرف القلوب، فقلب هذه الفتاة وقلوب الناس بين أصابع الرحمن يصرفها كيف شاء.
نسأل الله أن يصرفها عنك، وأن يصرف قلبك إلى طاعته، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.