السؤال
كنت أحب فتاة جميلة، وتقدمت لخطبتها، وقبل أن أذهب إلى منزلها للتقدم إليها أديت صلاة الاستخارة، ووفقني الله وتمت الخطوبة، وكنت سعيدا جدا، وهي أيضا كانت سعيدة جدا، ثم حدثت بعض المشاكل المتكررة بيننا، فقمت بفسخ الخطوبة، وقبل اتخاذ القرار صليت صلاة الاستخارة، ووفقني الله إلى ذلك.
والآن بعد فسخ الخطوبة بمرور خمسة أشهر أريد أن أعود إليها، ولكنني علمت من أحد زملائي أنها غير مناسبة لي، وصديق آخر قال لي: إنها أرادت الارتباط بأحد أقربائه، وآخر قال لي إنني أستحق أفضل منها، ورغم كل ذلك أحن إليها بكل حب، ولا أستطيع أن أفعل شيئا، لا أريد أن أفعل شيئا أندم عليه أريد حلا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ bicasso حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك -ابننا الكريم- في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على صلاة الاستخارة؛ لأن الاستخارة هي طلب الدلالة على الخير مما بيده الخير، ولن يندم من يستخير ويستشير، نسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
لا يخفى على أمثالك أن الإنسان قد يستأنس برأي أصحابه، لكن هذه المسائل الرأي النهائي فيها، والصحيح فيها والصواب فيها هو الرأي الذي يراه الشاب بعينه هو، فهو الذي يرى الجمال وإذا انقدح في نفسه الميل إلى الفتاة، وكان عندها أيضا ميل مقابل أيضا، وحصل هذا التوافق، فإننا لا نملك عند ذلك إلا أن نقول الأرواح جنود مجندة، وما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، ولم ير للمتحابين مثل النكاح.
ولذلك نرجو فعلا أن تعيد النظر في هذه المسألة، ويا حبذا لو أرسلت بعض القريبات لتعرف وجهة نظر الفتاة، فإذا كانت هي عندها نفس المشاعر وعندها نفس الاستعداد لعودة الأمور إلى مجاريها وإلى وضعها الصحيح، فنحن نفضل أن تعود إليها بدلا من أن تبحث عن غيرها؛ لأن في تركها كسر لخاطرها، وليس من مصلحة الشاب ولا مصلحة الفتاة أن يخطب كل منهم الآخر، ثم يحصل الفراق؛ لأن هذا يجلب لهم الكثير من الإشاعات التي ربما تكون في الغالب سالبة بكل أسف.
كما أرجو أن تعلم أن الاستخارة لا تعني أنه لن تحصل المشاكل، فبعد الاستخارة قد تحصل مثل هذه الصعاب؛ لأن قضية الزواج قضية معقدة فيها تدخلات، والآن أصبحت بكل أسف في زماننا فيها كذلك تكاليف مالية مرهقة للرجل قد تكون سببا أحيانا في التوتر أو في النفور.
ينبغي في كل الأحوال أن تستر على الفتاة، وأن لا تعتبر بآراء الشباب التي ذكروها، وأنت من اختار الفتاة المناسبة لنفسه، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع، فإذا كنت تميل إلى الفتاة، وقد ذهبت لتختارها بنفسك ورضيت بك، فإن هذه كلها مؤشرات جيدة، وأرجو أن يعلم الجميع أن الحب من الرحمن، وأن البغض من الشيطان يريد أن يكره لكم ما أحل الله لكم، فاجتهد في أن ترسم العلاقة وفق الضوابط الشرعية، واحرص على أن تكمل هذا المشوار، فإن خير البر عاجله.
فنسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد، ونكرر ترحيبنا بك في الموقع ونسأل لك ولها كل توفيق وخير.