السؤال
أنا شاب أصلي وأحفظ القرآن، وأدرس بالجامعة، أنا فرد من مجموعة في جامعة مختلطة من شباب وبنات، نقضي معظم أوقاتنا بالجامعة مجتمعين، وأنا أعلم أن هذا الشيء حرام، ولكن نفسي ضعيفة، فأنا تعودت على أن أجتمع بهم وإلا سوف يكون وقتي بالجامعة مملا جدا.
المشكلة الأخرى يوجد لدي صديق مقرب في هذه المجموعة، أحبه جدا وأعتبره مثل أخي، وابنة خالته موجودة معنا في نفس المجموعة، وقد أحببتها وأحبتني جدا، وتعلقت بي لدرجة الجنون، وأنا ارتكبت خطأ شنيعا بأنني قلت لها بأنني أحبك، أصبحنا نتكلم على الهاتف وفي الانترنت ليلا ونهارا، وأنا خائف جدا أولا من ربي لاني أعصيه وأنا أعلم، وثانيا: لأني أخاف أن يكتشف صديقي هذه العلاقة بيني وبين بنت خالته، فعندها سوف أخسر أعز صديق لدي.
أرجو منكم أن توجهوني ماذا علي أن أفعل؟ فهذه الفتاه تعلقت بي لحد الجنون، وان تركتها من الممكن أن تؤذي نفسها وينكشف أمرنا، أنا أعلم بأنه يجب علي أن أنهي علاقتي بها لله أولا، وخوفا من حدوث مشاكل، ولكني لا أقوى على أن أتركها لأجلها فهي تحبني لحد الجنون.
أرجوكم ساعدوني، أنا في ورطة لا يعلمها إلا الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابننا الكريم، ونشكرك لك الاهتمام والسؤال.
ولا يخفى عليك أن الشريعة تباعد بين أنفاس الرجال وأنفاس النساء، فأرجو أن تحرصوا على الابتعاد عن مواطن الفتيات، ووجود الفتيات معكم لا يبيح لكم الجلوس معهن والتوسع في الكلام والضحك كما يفعل أهل الغفلة.
لعلك الآن تعاني من جراء التجاوز لحدود الله تبارك وتعالى والتوسع في تلك العلاقات، ولكننا مع ذلك نشكر لك هذه المشاعر النبيلة التي دفعتك للسؤال، وهي التي نريد أن تمضي معها إبراء للذمة أمام الله تبارك وتعالى وتوبة ورجوعا إلى الله تبارك وتعالى، ومهما كانت الآثار المترتبة على هذه العلاقة، فإن الاستمرار هو الكارثة والمصيبة.
ولذلك ينبغي أن تعلم وتعلم تلك الفتاة أنك إذا كنت تريدها بالحلال فلا مانع من ذلك؛ ولكن لا بد أن تقف العلاقة الآن، وعندها سيكون قريبها هذا هو الوسيلة لك في أن ترتبط معها مستقبلا، لأن الإسلام لا يرضى بأي علاقة لا تكون معلنة، ولا يرضى بأي علاقة لا تنتهي بالزواج، ولا يرضى بأي علاقة ليس لها غطاء شرعي.
لذلك ينبغي أن تنتبه لهذه المسألة، وأعجبني وأسعدني أنك تخاف من الله أولا ومن العلاقة من أولها إلى آخرها مما لا يرضاه الله تبارك وتعالى، ثم إن مشاعر هذا الصديق فعلا وثقته فيك سوف تهتز، وقد يجلب ذلك مشاكل لك وللفتاة، وهكذا دائما الإنسان إذا مشى في هذا الطريق فإن الله يقول ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو تصيبهم عذاب أليم).
فنحن نشكر لك هذه المشاعر، وأرجو أن تكون واضحا وناصحا لهذه الفتاة، والإنسان لا يرضى لبنات الناس ما لا يرضاه لنفسه، وليس في هذه العلاقة مصلحة لكم لا في الدراسة ولا في الدنيا ولا في الآخرة، ومن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه، وفي الجانب الآخر من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
فاترك هذه الفتاة، وانصح لها، واستر على نفسك وعليها، وحاول دائما أن تتجنب مواطن وجود الفتيات، فإذا انتهيت من دراستك فلا مانع من أن تتقدم رسميا لهذه الفتاة بعد أن تأتي بيتها من الدار وتقابل أهلها الأحباب.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.