السؤال
السلام عليكم.
سأتزوج في هذا الصيف، فما هي الطريقة المثلى للتوفيق بين العمل، والزواج، وحفظ القرآن؟
السلام عليكم.
سأتزوج في هذا الصيف، فما هي الطريقة المثلى للتوفيق بين العمل، والزواج، وحفظ القرآن؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو حذيفة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنشكرك على هذا السؤال الرائع، فإن فكرة التوفيق بين العمل والزواج والعبادة، والذي يتمثل في حفظ القرآن، هي فكرة النجاح، فالنجاح لا يتحقق بأن ينجح الإنسان في العمل ويفشل في العبادة والبيت، أو ينجح في البيت ويفشل في العمل، أو ينجح في البيت والعمل ويقصر في العبادة، ولكن النجاح بهذه الطريقة مسألة توفيق، فأنا أشكرك على هذا السؤال الرائع، وهذه الفكرة الرائعة.
وهذا هو النجاح الفعلي، فنجاح الإنسان في أن يتوزان في حياته، في أن يوفق في المهام المطلوبة، في أن يعطي كل ذي حق حقه، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إن لربك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، وإن لنفسك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه).
فهذا التوزان الجميل، والتوافق الجميل بين المهام المختلفة هو باب النجاح، وهو النجاح الفعلي لكل إنسان مسلم؛ لأننا لا نريد المسلم الذي ينجح في العمل ويقصر مع أهله.
ولا نريد الذي ينجح في تعامله مع أهله، فيكون ذلك على حساب عمله أو على حساب عبادته وطاعته لله تبارك وتعالى، ولا شك أن التوفيق من الله تبارك وتعالى هو عنوان كل خير، فتوجه إلى الله الذي بيده مقاليد الأمور وبيده الخير سبحانه وتعالى، وأسأله التأييد سبحانه وتعالى والتوفيق، فإن هذه هي النقطة الأولى.
بعد ذلك لا بد من تنظيم الأوقات، وعمل جدول بحيث يكون هناك أوقات للعمل، وأوقات للبيت، وننصحك: بأن تكون مهام العمل في العمل، وأعمال البيت في البيت، فلا يحصل خلط؛ لأن بعض الناس ربما عمل في وظيفته، ثم حمل بقية العمل ليكمله في المنزل، فيكون ذلك على حساب أهله.
ولا ننصح: أن يتخذ ذلك عادة، صحيح إذا اضطر الإنسان في بعض الأحيان واستأذن الزوجة ونجح في جعلها تعاونه وتساعده في بعض الأمور، أو في أن يشغلها في أمور أخرى، في الوقت الذي يشتغل فيه بأداء بعض المهام الذي عليه، وإن كنا نفضل أن يكون العمل في مكان العمل، وتكون مهام البيت في مكان البيت، فإن مما يعين الإنسان على التوفيق بهذه الأشياء أن يكلف الإنسان بما يطيق.
وإن مما يعين الإنسان على التوفيق أن يختار المرأة الصالحة التي تعينه على طاعة الله، وتذكره بالله إذا نسي، ومما يعين على هذه الأشياء أن يعطي الإنسان جسمه حظه من الراحة، وحقه من الطعام، ومما يعين على التوفيق بهذه الأشياء معرفة مقادير هذه الأعمال، وترتيب الأولويات في حياته، فهناك أوقات لا يصلح بها العبث في العمل؛ لأنها وقت عمل، وهناك أوقات لا يصلح فيها التقصير؛ لأن الأهل بحاجة إليها.
وهناك أوقات لا يصلح التأخر فيها عن الصلوات، لذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكون في مهنة أهله، وكان ضحاكا بساما، لكن إشارة لطيفة من أمنا عائشة -رضي الله عنها- عن حالة له: (كان إذا حضرت الصلاة فكأننا لا نعرفه وكأنه لا يعرفنا)، والرواية الأصح: (كان إذا جاءت الصلاة لم يشتغل بغيرها)، هذا معنى جميل جدا، يعني في التوفيق، فهو في مهنة أهله ضاحكا باسما، لكن إذا جاءت الصلاة لم يشتغل بغيرها، فكان يسارع إليها؛ لأنه إذا نادى المنادي لا يوجد عمل أفضل من أن يؤدي الإنسان الصلاة، ولذلك نحن ندعوك إلى التوفيق بين هذه الأشياء.
ونسأله الله أن يقدر لك الخير، وأن يعين الزوجة على تفهم هذه الأمور.