الوصول للأهداف يكون بالأفعال وليس بالأمنيات

0 484

السؤال

السلام عليكم.

أرجو أن تعلموا أن ما أكتبه الآن أعاني منه لمدة كبيرة، ولكنه قد زاد جدا عن حده في حياتي, أنا شخص لا يعرف ما يدور حوله، ولا أهتم بأي شيء يحدث، وكل شيء يحدث وكأنه لا يحدث (عادي يحصل أو لا) فعلت الكثير من المعاصي، وفي كل مرة أتوب فيها أرجع مرة أخرى إلى المعصية، وفي داخلي لا أريد أن افعل هذا، لا أريد، أحدث نفسي وأعصب عليها بعض الأحيان عندما أشعر بالضيق الشديد بداخلي، وللعلم أنا شخص يريد أن يكون طبيبا جراحا، وأفكر في الاختراع، وأثناء كتابتي لهذا الكلام الآن عندي اختبارات نصف العام غدا، وأنا لا أعرف أي شيء في الامتحان الذي أنا على وشك أن أدخله, لا أحب أن يكون لي أصدقاء كثر، وأريد أن أكون الأول دائما، ولكني لا أفعل ما يجعلني الأول نهائيا، ولا حتى أذاكر ولا أفكر في المذاكرة.

لقد عشت حياة حزينة مع نفسي، أنا أمام المرآة شخص حزين تعيس لا يريد أن يفعل أي شيء يجعله يحقق ما يريد، ولكن الكثير أنا أمامهم شخص صالح يذاكر ولا يوجد مثله، أكره الحياة التي أعيشها بنفسين أصلي لربي، وأشكو إليه كل ما بداخلي، ولكن لا أعرف ما أقول، يزداد الضيق بداخلي يوما بعد يوم، لا أعرف كيف أفعل ما أفعل، وأنا أعرف أن ما أريده يريد الفعل، ولكن لا أفعل ما يجعلني أحقق أي شيء، لقد سئمت من نفسي حقا كرهت هذا الشخص الذي أعيشه.

في كل مرة أرتكب معصية أجدني أقول كيف تفعل شيئا كهذا ولديك ما تريد تحقيقه، أحيانا أقول لنفسي هل يمكن أن أكون (ملبوسا- ممسوسا- مسحورا-معمولا لي عمل- محسودا) أنا دائما مشوش التفكير، أعرف أني أمتلك الكثير، ولكن ينقصني الكثير، وما ينقصني أعتقد أنه أهم ما يجب أن أمتلكه، ولكن -الحمد لله- لا أعرف حقا، غدا ستبدأ امتحانات الثانوية العامة التي من المفترض أن توصلني إلى أهدافي، ولكن لم أذاكر حتى هذا القدر الذي يجعلني أنجح وأجاوب، أنا في صفي الأول الثانوي، كنت مسافرا إلى ليبيا منذ خمس سنوات، وعندما رجعت إلى مصر جعلتني الإدارة أعيد الصف السادس فيها، وكان يجب أن أكون في الصف الثاني الثانوي.

أرجوك ساعدني، أيا تكن من تقرأ هذا الكلام، أنا حقا في أمس الحاجة إلى المساعدة، لعلك تكون أنت الذي أرسله ربي إلي ليخلصني من الذي أمر به، أشكرك على مساعدتك وقراءتك لكلامي هذا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ مجهول حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، الطريقة التي صغت بها رسالتك تدل على أنك تتمتع بمقدرات معرفية وإدراكية عالية جدا، وهذا يجب أن يكون مطمئنا لك، هذه النقطة الأولى.

النقطة الثانية:- مشكلتك أنك تنقاد من خلال مشاعرك بصورة تلقائية، ولا تحاول أن تصد هذه المشاعر أو تبدلها، وهذا قطعا جعلك دائما تحس بالإخفاق، وأنك غير مركز بالدرجة التي تعرف فيها كيف سوف تؤدي الامتحان، وهذه النقطة تقودني إلى وسيلة علاجية رئيسية في حالتك، وهي ألا تحكم على نفسك بمشاعرك، فاترك المشاعر جانبا، هذا ليس بالصعب، وقل لنفسك أنا لدي مشكلة تقييم سلبي، أتاني من خلال مشاعري التي هي سلبية في الأصل وغير صحيحة، يجب أن تركها جانبا، وأحكم على نفسي بوسيلة أخرى، والوسيلة الأخرى هي الأفعال.

الأفعال تتطلب أن تكتب جدولا يوميا تطبق فيه الأنشطة الحياتية المطلوبة التي تجعلك إنسانا فعالا يفيد نفسه والآخرين، فلا بد أن تلتزم التزاما قاطعا بجدولك اليومي، ودائما حين تجرك مشاعرك أو تحاول أن تساومك لئلا تفعل ما هو مطلوب في تلك الساعة، يجب أن تقف سدا منيعا أمام هذه المشاعر السلبية، وتقول سوف أنجز، وسوف أفعل، وتطبق ما هو مطلوب منك حسب ما ورد في جدولك الزمني الذي حددته لأنشطتك الحياتية اليومية، هذا هو العلاج، وهذا هو الحل الأساسي.

أنت لديك أهداف، وهذا شيء جميل، تريد أن تصبح طبيبا جراحا، والطريق معلوم، وهو الاجتهاد، وإدارة الوقت بصورة صحيحة، والالتزام بالجدول العملي الذي ذكرناه لك.

النقطة الأخرى هي نقطة الاجتهاد في بر الوالدين، وبر الوالدين أمر عظيم ينزل الطمأنينة على الإنسان، ويرفع من الكفاءة النفسية، ولاشك في ذلك، والنقطة الأخرى الهامة أن تكون لك صحبة ورفقة طيبة، ففي مثل عمرك الإنسان يفصل ويشكل من خلال أنداده، فالصحبة الطيبة والقدوة الحسنة والنماذج الرائعة لا شك أنها سوف تفيدك في الدنيا والآخرة.

طبق هذه المبادئ التي ذكرتها لك، وهذا هو العلاج، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات