السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من تكيس المبايض منذ أكثر من عشر سنوات، وسببت لي عقما، وتساقطا في الشعر، وبدانة، خاصة في منطقة البطن، ومنذ شهرين بدأ يرتفع عندي ضغط الدم، وتناولت دواء للضغط، ثم توقفت عنه بعد أن أنقصت بعضا من وزني، وأصبح الضغط طبيعيا بدون أدوية بحمد الله.
لدي ولد وبنت توأمان أنجبتهم قبل عشر سنوات عن طريق المنشطات، وخلال هذه المدة لم يحصل حمل، رغم أني تناولت أدوية مضادات السكري لعدة أشهر.
الآن أنا أقوم بحمية غذائية، وأحاول أن أمشي، وأرغب في أدوية جديدة قد تكون غير مضادات السكري، خاصة أني أعاني منها فهي تسبب لي آلاما حادة في المعدة أحيانا، هل هناك أدوية جديدة للعلاج أو المساعدة في تخفيف أعراض تكيس المبايض؟ وهل هناك أدوية عشبية قد تساعدني في ذلك؟
وجزاكم الله خيرا على كل ما تقدمونه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فحالة التكيس على المبايض حالة مرضية تسمى متلازمة التكيس المتعدد على المبيض يعاني منها بعض السيدات، وأحيانا الفتيات، وهذا يخل بنظام الدورة الشهرية، فقد تتأخر عدة أشهر، وتأتي خفيفة، ويأتي معها أعراض أخرى، ومن هنا جاءت التسمية.
والسمنة سبب من أسباب التكيس؛ حيث تزيد مقاومة خلايا الجسم لعمل الإنسولين، وكلما ارتفع مستوى السكر في الدم ازداد وزنهن، وعندما يرتفع مستوى مقاومة الأنسولين ويزيد الوزن يبدأ البنكرياس في إفراز المزيد من الأنسولين، والذي يتسبب في إفراز المبيضين لمزيد من هرمون التستوستيرون، مما ينتج عنه زيادة في هرمونات الذكورة تخل بالمنظومة التتابعية الهرمونية بأكملها (تلك التي تؤدي إلى التبويض) مما يمنع تكوين حويصلة بيضية رئيسية.
وهذا يؤدي إلى زيادة حب الشباب، ونمو الشعر الزائد, ومن أعراض التكيس الخلل في الدورة, والسمنة قد تكون نتيجة, وقد تكون سببا لتكيس المبايض، وبمرور الوقت يمتلئ المبيض بأكياس لم تستطع تحرير بويضاتها؛ لذلك عمل الحمية الغذائية، وإنقاص الوزن بشكل جيد، وممارسة الرياضة يساعد على تحسن عمل الإنسولين الداخلي، مما يساعد في علاج تكيس المبايض.
ومحاولة إنقاص الوزن عن طريق زيادة السلطات في الأكل, وتقليل النشويات, والمعكرونة, والحلويات, وعند الجوع يمكن أكل الخيار, والطماطم, والخس, والتفاح الأخضر, والكمثرى, والخضار المسلوق مثل: الفاصوليا, والبسلة, وصدر الدجاج المشوي بدون جلد, واللحم الأحمر, والسمك المشوي, وتجنب البطاطا, والمياه الغازية, والتمر, وعمل رياضة مناسبة, وليكن المشي والحركة داخل المنزل وصعود ونزول السلالم إذا أردت.
ثانيا: أخذ أقراص جلوكوفاج (500 مج) بدلا من أقراص 850 مج؛ لأن جلوكوفاج يؤثر في المعدة أحيانا، ويؤدي إلى الشعور بالغثيان، ولذلك يمكن أخذه مرتين يوميا بعد الأكل بصفة منتظمة؛ لأنه يحسن عمل الإنسولين الداخلي, ويعالج مقدمات مرض السكر, ويعالج التكيس.
أقراص ديان تحتوي على دواء يقلل هرمون الذكورة، ودواء ينظم الدورة، ولا مانع من استخدامه لأهميته، ولا يؤدي إلى الشعور بالغثيان.
هذه الكبسولات (Total fertility pcos) منتج طبيعي غير كيميائي تعالج متلازمة تكيس المبايض, وتزيد من حساسية الخلايا للإنسولين, وبالتالي يعمل الإنسولين الداخلي بكفاءة عالية, وفيها مواد ضد الأكسدة, وتساعد على التبويض, وتقلل هرمونات الذكورة التي تفرز مع التكيس, وبالتالي تعالج حب الشباب, والشعر الزائد، يمكن استخدامها بديلا لحبوب جلوكوفاج إذا استمرت حالة القيء والغثيان من حبوب جلوكوفاج.
يدرس العلماء موادا أخرى تزيد الحساسية للأنسولين التي قد تبدو أكثر تأثيرا في علاج تكيس المبيض، ومن هذه العقاقير " دي شيرو إنوسيتول " D-Chiro-Inosito الذي تتوفر مادته في الفواكه والخضروات بصورة طبيعية، ويساعد على تحسن البويضة، وينعكس إيجابيا على الأحوال الصحية، ونتائج هذا الدواء تفترض أن مقاومة الانسولين في حالة داء تكيس المبايض قد ترجع إلى نقص مادة " دي شيرو إنوسيتول " والتي يمكن تعويضها باستخدام الدواء المذكور .
هناك حاجة تتم في المبايض، وفيها يتم عمل فتحات صغيرة في المبايض تسمح بمرور البويضات إلى خارج الرحم، وبالتالي تنتظم الهرمونات، وتنتظم بالتالي الدورة الشهرية، وهذه تحتاج إلى زيارة طبيب متخصص في مثل هذه الجراحات.
جاري أيضا اكتشاف أحد الجينات الوراثية على أمل معرفة أسباب هذه الحالة المرضية، الأمر الذي يفتح الباب أمامنا لمعرفة من هن الأكثر تعرضا، وما هي أحسن الطرق لعلاج داء تكيس المبيض.
وفقك الله لما فيه الخير.