السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أم لابن عمره 13عاما، ومشكلتي معه في طريقة التعامل، فهو عنيد وعصبي المزاج ويميل للكسل، مهمل في نظافته الشخصية، أخلاقه سيئة فهو لا يحترم إطلاقا من هم أكبر منه سنا، يفضل الوحدة غير اجتماعي.
أصبح فجأة يتلفظ بألفاظ قذرة كالسب والشتم، لا يحترم والديه، ترتيبه في الأسرة آخر العنقود، مهمل في دراسته، كثير الغياب، لا يهتم بصلاته.
ربما تقول: أليس لديه إيجابيات؟ بكل صراحة لا! هو متعب جدا هداه الله، هو حساس جدا، ولا يظهر ذلك.
والمشكلة الأخرى، أنه حينما يعود من المدرسة، وأقسم بالله -ودون أي مبالغة في كلامي-، فهو من الساعة 3 عصرا حتى الساعة 3 فجرأ أمام شاشة الكمبيوتر بشكل متواصل، أهمل مذاكرته وصلاته وحتى غذاءه بسبب ألعاب الكمبيوتر لمدة 12 ساعة، أليس هذا إدمانا؟
أريد أن أعرف: هل ابني يعاني من التوحد؟ نسيت أن أخبركم أن علاقة والده به سيئة، فهو دائما ينتقده ويفضل أخته الكبرى عليه، وقد نصحت زوجي ولكن دون فائدة!
أشعر بحزن وقلق شديد بأن أفقد حب ابني لي!
ساعدوني، وفقكم الله إلى كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إشراقة قلب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.
لاشك أنه وضع صعب، ولكن لا ننسى أن هذا الولد يمر الآن بمرحلة المراهقة وبما فيها من اختلاف الطباع وتقلب المزاج.
صحيح، كنت سأسألك: أليس عنده إيجابيات؟
في الحقيقة لا بد وأن عنده إيجابيات، إلا أن صعوبة المشكلات، ومدى انزعاجك منها يجعلك لا ترين الإيجابيات منه، ومن الإيجابيات التي وردت في سؤالك فقط أنه يذهب إلى المدرسة، وقد تقولين ولكنه...، إلا أنه يذهب؛ فهناك من الفتيان من لا يذهبون!
ومن إيجابياته أنه يلعب ألعاب الكمبيوتر بشكل جيد، وطبعا ستقولين ولكنه...!
إن الفتى في هذه المرحلة من عمره يحتاج لمن يقبله "على علاته" فهذا التقبل هو الأساس في الانطلاق معه حيث نشاء، وفي تغيير سلوكياته الكثيرة غير المقبولة.
إن نقد والده له لا يزيده إلا عنادا وتمردا؛ لأن هذا الانتقاد هو عكس "تقبل الولد على علاته"!
ومن خلال ما سبق، ربما اتضح لك ما هو المطلوب عمله مع هذا الفتى.
ولأعطيك وسيلة عملية تمكنك من تغيير حال هذا الابن، حاولوا وخلال الأسبوعين القادمين أن تعززوا وتنتبهوا لكل سلوك إيجابي مهما كان صغيرا جدا، وفي ذات الوقت تجاهلوا كل سلوك سلبي وكأنه لم يحدث، إلا أن يكون هذا السلوك يسبب خطرا عليه أو على شخص آخر، فعندها لا بد من التدخل.
إن ما ذكرت في النقطة الأخيرة هو مفتاح ونقطة التحول في حياة هذا الابن، والموضوع ليس ميؤوسا منه كما قد يتصور البعض.
وفقكم الله وحفظ ولدكم، وهداكم للصواب.