السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: مهما كتبت من كلمات شكر لهذا الموقع، والقائمين عليه لن أوفيهم حقهم أبدا، ولكن أقول: جعله الله في موازين حسناتكم.
مشكلتي بدأت منذ عده أشهر، فجأة، وبدون مقدمات شعرت بألم في الجانب الأيسر من الرجل اليسرى، يمتد من أسفل الظهر وحتى قدم الساق اليسرى، حتى أنني لم أستطيع أن أضعها على الأرض، فذهبت للدكتور فقال لي: إنه عرق النسا - التهاب في الاعصاب - علما بأني ما زلت في سن مبكرة، فأعطاني الطبيب حقنة (كورتيزون) ودواء (بريجيدين ايبكس) حبة كل مساء، ومسكن ألم، و باسط للعضلات.
تحسنت بعدها مع الراحة، ولكن بين فترة وأخرى يعود الألم مرة أخرى، وأشعر بتعب شديد في كل جسمي، ولا أستطيع القيام بأي مجهود، فما تشخيصكم لهذا المرض؟ هل أصبت بانزلاق غضروفي أم أنه بسبب الحالة النفسية، والعصبية الزائدة - التهاب في الأعصاب؟ وما الفرق بينهما؟
أنا الآن عدت لدواء (بريجيدين) مرة أخرى؛ لأنه الوحيد الذي يسكن الآمي، فهل لهذا الدواء أعراض جانبية؟ لأنني مستمرة عليه منذ حوالي شهر، أو شهرين، وعند عدم تناوله أشعر بعصبية، وتعب في جسمي، واضطراب في دورتي الشهرية، علما أن نسبة الكوليسترول، والدهون عندي مرتفعة، وعندي الآن آلام أيضا في الجزء الأيمن من الظهر من أعلى، وكأن العضلة متصلبة، ولا أستطيع الالتفات يمينا، أو يسارا، وهذا الألم متفاوت مع ألم ساقي اليسرى.
آسفة على الإطالة، والتشوش في طريقة السرد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن هذا الألم الذي ينتشر من الظهر إلى القدم، ويزيد مع السعال، أو العطاس، أو الانحناء للأمام، أو الضغط أثناء التغوط، فإنه عادة ما يكون السبب فيه هو: انضغاط جذر العصب، ويكون سببه في معظم الأحوال هو: ديسك - أي انزلاق غضروفي - وليس التهاب أعصاب، فالتهاب الأعصاب يحصل عند من يعاني من السكري، أو أحيانا يحصل ما يسمى بالتهاب جذر العصب، إلا أن هذا نادر جدا، وإنما السبب الأكثر شيوعا هو: انضغاط جذر العصب بالغضروف الموجود بين الفقرات، والذي يخرج من مكانه، ويضغط على العصب، وفي 90% من الحالات تتحسن الأعراض خلال ستة أسابيع، وتختفي الآلام، وتخف إلى درجة كبيرة، إلا أنه قد تزيد الأعراض مرة أخرى بين الفترة والأخرى، ولذا يلزم تقوية عضلات الظهر، وهذه تتم بإشراف المعالجة الطبيعية، ثم يمكن بعد ذلك عملها في البيت، وهذا يساعد على عدم تكرر الأعراض - بإذن الله -.
الوضع النفسي قد يزيد الأعراض، ويسبب تشنجا في العضلات في أسفل الظهر، وهذا يمكن أن يؤدي إلى عودة الأعراض، فكثير من الناس المتوترين، والذين يغضبون لأقل الأسباب، فإنهم كثيرا ما يشكون من آلام في الرقبة، والصداع، وآلام الظهر، وآلام في الجهة اليمنى من الظهر بسبب العضلات، وهذه تحتاج للعلاج بالأدوية المسكنة، ووضع كمادات ساخنة، وممارسة تمارين الاسترخاء، وهذه تساعدك على التخلص من التوتر والعصبية.
أما بالنسبة للدهون في الدم فأنت تحتاجين لحمية غذائية، وإعادة التحليل بعد ثلاث أشهر، وتنزيل الوزن إن كان هناك زيادة في الوزن.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.