السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
السادة الأفاضل: تزوجت منذ ثلاث سنوات، ولكن على إثر خلاف بين وبين زوجتي ذهبت إلى بيت أهلها، ورفضت الرجوع، ومنعتني من رؤية أولادي حتى الآن، منذ عامين ونصف، وأنا الآن أعاني من حرماني من المتعة الحلال والأولاد، لي زميلة في عملي، ولكن تختلف عني في المستوى الاجتماعي، فهي أعلى مني اجتماعيا، ولكني أشعر بقبول كبير تجاهها، وأراها مناسبة لتفكيري ولطريقة حياتي، فهل أتقدم لها؟ أم أن ذلك ربما سيكون سببا في المشكلات بعد ذلك؟
أفيدوني أفادكم الله، وحزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك في الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ولست أدري هل قمتم بمحاولات لإصلاح تلك العلاقات الأولى؟ أو على الأقل بالمطالبة بحقك الشرعي برؤية أبنائك، فإنه لا يستطيع إنسان على وجه هذه الأرض أن يمنع الأب من رؤية أبنائه والتواصل معهم، هذا جانب نتمنى أن يجد عندك الاهتمام، والشريعة تحفظ لك ولزوجتك حقوقها؛ لأن هذه الشريعة كلها عدل ورحمة، والأبناء بحاجة إلى أب كما هم بحاجة إلى أم، نسأل الله تبارك وتعالى أن يعيننا على تطبيق أحكام هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا به، ونتمنى أن تجد من العقلاء والفضلاء والدعاء والصالحين والصالحات من يكونون عونا لكم على ترميم العلاقة.
أما بالنسبة للزوجة الثانية فإن الشرع لا يمنعك من الزواج بمرأة ثانية في كل الأحوال، ومن حق أي إنسان أن يتزوج، خاصة في مثل هذا الوضع الذي أنت فيه، وأنت بحاجة إلى امرأة تنفعك، وبحاجة إلى امرأة تسكن إليها إذا اختارت الزوجة الأولى أن تعيش بهذه الطريقة وأنت تبتعد، فمن حقك في كل الأحوال أن تطلب زوجة، ولكن نتمنى دائما في أن تكون الخطوة ثابتة وواضحة مع هذه الزميلة، وأن تأتي البيت من الباب، وتقابل أهلها والأحباب، وتحاول أن تكون في منتهى الوضوح معهم، حتى تأسس العلاقة على قواعد ثابتة، فإن العلاقة بين الزوجين مشوارها طويل وتحتاج إلى قواعد ثابتة، ويحتاج إلى أن تقبل بك وتميل إليك، وترضاك زوجا؛ لأن الميل من جانب واحد لا يمكن أن نبني عليه، بل لا بد أن يحصل قبول وتوافق من الطرفين، وحبذا لو حصل بين العائلتين، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، نسأل الله لك التوفيق والسداد.
ولا أظن أن هناك مانعا من أن تتقدم لطلب يد تلك الفتاة، ونتمنى أن ترتب الأمور الترتيب الصحيح، وتحاول إصلاح البيت الأول، ثم بعد ذلك وفي كل الأحوال لا مانع شرعا من أن تبحث عن زوجة ثانية تعينك على صعوبات تلك الحياة، نسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه.