أصلي .. ولكن لا أرى تغيرًا!

0 322

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أصلي ولكني أشعر وكأني لا أصلي! ولا أرى تغيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك - أخي الحبيب - في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في كل وقت، ونسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يرزقك الخشوع في القول والعمل.

أخي الحبيب: ظهر من خلال رسالتك الصغيرة أنك تبحث عن التغيير، لكنك لم توضح أي تغيير تبحث عنه، هل تقصد التغيير القلبي، بمعنى: عدم الشعور بالخشوع في الصلاة كما تحب؟ أم التغيير الذي تقصده هو: أمر تنتظره في حياتك العامة وتصلي لأجل أن يتمه الله ولم يأت بعد؟

فإذا كنت تبحث عن التغيير القلبي وعن الخشوع في الصلاة فنوصيك بما يلي:

1- ادخل على الصلاة مجددا النية أن ما تريد بها إلا وجه الله، واعلم أن أي عمل لا تسبقه نية صادقة فهو عمل مبتور، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى).
2- استحضر أن الصلاة صلة بينك وبين الله، ولقاء دوري لك مع الله - عز وجل - فإذا كملت محبتك لربك صعب عليك ألا تلقاه في الموعد المحدد لك، لذلك: ننصحك ألا تجعل الصلاة تكليفا تريد أن تزيحه من على عاتقك، وإنما راحة بدنية وقلبية، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:( أرحنا بها يا بلال).
3- اجتهد في استحضار الخشوع بين يديه - عز وجل- يساعدك على ذلك ما يلي:

أ- بادر إلى الصلاة في أول وقتها.
ب - اجتهد في إسباغ الوضوء على المكاره.
ج - احرص على النوافل القبلية والبعدية.
هـ- اجتهد أن تمرر ما تقوله على قلبك، وأن تستمع جيدا إليه بحواسك وقلبك.
و- لا تشغل ذهنك بغير ربك عند الوقوف بين يديه.
د- احرص على الدعاء، خاصة في سجودك أن يرزقك الله قلبا خاشعا، فالدعاء متى ما توافرت شروطه كانت آثاره ظاهرة واضحة.

وأما إذا كنت تتحدث عن تغيير في حياتك تنتظره، فإنا ننصحك ألا تربط بين الطاعة وما تريده من ربك، احذر - بارك الله فيك - أن تكون من الذين إذا أنعم الله عليهم اطمأنوا، وإذا ضيق عليهم انقلبوا على وجوههم.

فالأصل أن الصلاة عبادة، والعبد يصلي طلبا لمرضاة الله - عز وجل - وتحقيقا لعبوديته، وللعبد أن يطلب من ربه ما يشاء، لكن إذا لم يأت ما أراد فليعلم ما يلي:

1- أحيانا يدعو الإنسان بالخير من وجهة نظره، والله يعلم أن الشر كامن فيه، فيصرف الله عنه هذا الذي يعتقده خيرا لمصلحة العبد{وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

2- قد يكون تحقق التغير المنشود في الوقت الراهن له آثاره السلبية، فيستجيب الله لعبده لكن يؤخر الإجابة إلى الوقت الأفضل، والله أعلم بما يصلح عباده.

وأخيرا ننصحك بما ذكره أهل العلم: لا يكن أمد تأخر العطاء موجبا ليأسك، فالله قد ضمن الإجابة لك فيما يختاره لك لا فيما تختاره أنت لنفسك، وفي الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يقدره لك، وأن يعينك على ما يحبه ويرضاه.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات