كيف أتخلص من حب فتاة ليس لي فيها نصيب؟

0 559

السؤال

السلام عليكم

أكتب إليكم بعد تردد بين حين وآخر، لا أعلم لماذا، ولكني كتبت، قصتي باختصار أنني ما طلبت شيئا حراما، ولم أكن يوما أعد هذه بكلمة حب، وأتحدث مع هذه ليلا بالهاتف، ونهارا أقف مع بنات من هنا وهنالك، مثل بقية الشباب بالكلية، وبفضل الله عندي من الإمكانيات التي تؤهلني لذلك.

المهم أنني أحببت فتاة وأحبتني، وإني أشهد الله أنني ما وقفت معها يوما أو تكلمت معها يوما كلاما محرما، ولكن كان كلامنا أنها تطلب مني مثلا محاضرة أو ما شابه ذلك، ويكون الحديث لا يتعدى الثواني المعدودة، ولكني عندما قررت أن أرتبط بها وأتقدم لخطبتها سألت عنها وعن أهلها، ووجدت أنها من أهل طيبين، ولكنها مخطوبة.

المشكلة لا تكمن في أنها مخطوبة، فأنا أعلم تمام العلم أنها لم تكن من نصيبي، وأن هذا قدر الله عز وجل، والحمد لله على ذلك، ولكني ما زلت متعلقا بها، أحببت فيها التزامها بدينها، التزامها بالزي الإسلامي، أحببت فيها شخصيتها الجميلة.

قرأت لكم هنا أكثر من فتوى، ومنها حلول فعلية، حيث أبتعد عن أي مكان توجد فيه، وأن أشغل قلبي بذكر وحب الله عز وجل، وألا أختلي بنفسي، ولكن المشكلة أننا في نفس الكلية، والمشكلة أننا من نفس المدينة، وهي في بلدة وأنا في بلدة أخرى ونتقابل يوميا في مواصلة من المدينة إلى الجامعة.

ما العمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ باسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك - ابننا الفاضل – ونسجل إعجابنا بهذه الروح التي أنت عليها، نسأل الله أن يديم عليك العفة والعفاف، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه، أسأل الله أن يهيئ لك من أمرك رشدا، وأن يقدر لك خيرا منها، وأن يسعدك ويسعدها في حياتها، ومع ذلك فإننا نقول: لا بد أن تجتهد في البعد، لابد أن تحرص على تجنب الاحتكاك، وأنت تعلم هذه المسألة، تجنب القرب، وينبغي كذلك أن تجتهد في شغل نفسك بالمفيد، وإقناع هذه النفس، فإن النفس إذا قنعت ويئست من شيء تركته، واعلم أنه لا سبيل لك إليها، فإن المؤمن لا يخطب على خطبة أخيه، والمسألة بالنسبة لك واضحة، لكن تذكر هذا المعنى وأن تتمدد هذه العلاقة بهذه الطريقة ليس في مصلحة أحد.

لذلك ينبغي أن تطوي هذه الصفحة، ونحن نؤكد صعوبة ما نقول، لكن الأصعب هو الاستمرار، لكن الأصعب هو التمادي، لكن العواقب الخطيرة في التهاون في هذه المشاعر التي بدأت بهذه الطريقة، ونتمنى أن تكثر من اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، اسأله أن يصرفها عنك وأن يصرفك عنها، ولا يخفى على أمثالك أن الشريعة لا ترضى ما يسمى بالزمالة أو بالصداقة إلا في إطار المحرمية أو في إطار الحياة الزوجية.

ليس معنى هذا ألا ترد إذا سألت، ولا تعطيها شيئا إذا احتاجت، لكن لعل تفادي كل ذلك وتفادي هذا القرب ولو بأن يحصل التأخر ساعة أو نصف ساعة عن موعد الذهاب لتذهب بعيدا عنها وتذهب هي وحدها، فإن في ذلك مصلحة لك ولها.

أسأل الله أن يديم عليك العافية، وأن يلهمك السداد والرشاد، واعلم أن الصالحات غيرها كثير، وأن من يلتزمن بالحجاب بلا حساب ولا عدد، فاجتهد في أن تبدأ في مشروع فعلي في الارتباط الفعلي ولو على مستوى الخطوبة، فإن مما يعينك على التخلص مما أنت فيه أن تبدأ في التفكير في مشروع العمر، وأرجو قبل ذلك أن تتواصل مع أسرتك، تطلب منهم المساعدة في حسن الاختيار، فإنك ستبتعد عن هذه الفتاة إذا جئت بفتاة أحب إلى النفس، وأجمل وأكمل، وستجد.

كما أرجو أن تشغل نفسك بالدراسة، وأن تشغل نفسك بالهوايات المفيدة، وأن تشغل نفسك بما قرأته من خلال الاستشارات بعمارة القلب بحب الله وبحب رسوله - صلى الله عليه وسلم – وبتجنب الخلوة بكل ما يذكرك بالفتاة.

كذلك بأن تبحث لنفسك عن هوايات مفيدة، وأشغال أخرى تملأ بها وقتك، ومواهب تتخلص فيها من الطاقات التي تجعلك تفكر في مثل هذه الأمور، وعليك بالصوم فإنه لك وجاء، ثم عليك بالتأجيل واستبدال هذه المشاعر بمشاعر أخرى في الاتجاه الصحيح.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات