تحطمت كليا بعدما طلقني

0 381

السؤال

السلا عليكم.

تزوجنا على سنة الله ورسوله، أحبني وأحببته حبا كبيرا، صار بصري وقرة عيني، كذب علي أنه مطلق فصدقته عشر سنوات، بعدها عاد لزوجته وطلقني على الهاتف، هل أستحق كل هذا؟ أحببته وأخلصت له وصدقت معه، أحس أني طعنت في قلبي، سأجن، أصبحت محبطة يائسة وبائسة وتعيسة، لماذا كان هذا جزائي؟ أين كلامه المعسول ومعاملته الطيبة والحسنة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك ابنتنا وأختنا الفاضلة، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ونسأل الله أن يعوضك خيرا، واحمدي الله أنك كنت المظلومة ولم تكوني الظالمة، وهذا الزوج سينال جزاءه عند الله تبارك وتعالى إذا كان ظالما لك، فاتقي الله في نفسك، واعلمي أنه لا خير في إنسان ليس له وفاء، ولا خير في ود يجيء تكلفا، ولا خير في رجل لا يملك قراره، ونحن نقدر المشاعر التي عندك، والأنثى دائما صادقة في مشاعرها، لكن في الرجال أمثال هؤلاء بكل أسف الذين يمثلون صورة المكر في أسوأ صوره، لكن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله.

أحبننا فقط أن نعرف ما هي أسباب هذا الطلاق من وجهة نظرك، هل يا ترى حصلت مشكلة؟ أم لأن الزوجة الثانية أجبرته على ذلك؟ فإن هذا لا يجوز، لا يجوز لك ولا لها أن تشترط الواحدة طلاق أختها من أجل أن تكفأ ما في إنائها، ولذلك ينبغي أن تكوني الأفضل دائما، واتقي الله واصبري، واعلمي أن الله تبارك وتعالى هو الذي يقدر الأمور سبحانه وتعالى، فالجئي إليه، واستعيني به، وتوكلي عليه، ولا تعطي القضية أكبر من حجمها، فلست أول من تطلق، واعلمي أن المرأة إذا صبرت في محنة الطلاق ولجأت إلى الله تبارك وتعالى فإن الله يعوضها، ويجازيها على طاعتها، كما حدث لحفصة -رضي الله عنها– التي قال فيها الملك للنبي صلى الله عليه وسلم: (راجع حفصة فإنها صوامة قوامة).

والإنسان أحيانا تأتيه مثل هذه المحن ليزداد ثباتا وثقة وتضرعا وانكسارا وإخباتا ولجوءا إلى الله تبارك وتعالى، فاستخدمي هذا السلاح، ورددي ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم اؤجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا) كما هو توجيه النبي عليه الصلاة والسلام، فأكثري من هذا الدعاء، ونسأل الله أن يعوضك من هو أكثر وفاء، ونسأل الله أن يرده إلى الصواب إذا كان في رده خير.

وعلى كل حال: ينبغي ألا يطول الحزن على ما فات، استقبلي الحياة بأمل جديد وبثقة في الله المجيد، واعلمي أن هذا الرجل الذي فارقك بهذه الطريقة يمكن أن يموت غدا، ويمكن أن يحصل الفراق لأي سبب من الأسباب، والمؤمنة ينبغي أن تؤمن بقضاء الله وقدره، بل ترى سعادتها في مواطن الأقدار – أو الأكدار – فطالما أنت ولله الحمد أديت ما عليك، وجاء الخلل من جانبه، فلماذا الحزن، ولماذا اليأس، هذا ليس نهاية المطاف.

نسأل الله تعالى أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات