السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زوجتي كثيرة الكذب، والحلف بالله كاذبة، وتفعل هذا الشيء حتى تلمع نفسها أو أن تخرج نفسها من أي موقف، سواء معي أو مع أي شخص كان.
للأسف اكتشفت هذا الشيء ولم ألاحظ هذا الأمر في بداية حياتنا الزوجية، ولكن بعد أول موقف لي معها اتضحت لي أمور كثيرة، لم أكن اتنبه لها، وساعدني على اكتشاف هذا الأمر أهلي، وذكروا لي العديد من القصص والمواقف التي حدثت معهم، ولم يخبروني بها.
وقفت على هذا الأمر بنفسي، وهي واثقة أني لم أعد أصدقها فيما تقول، لأن لدي شواهد كثيرة، وإذا ناقشتها في أي موضوع تبدأ بالحلف وتأليف القصص والخروج من صلب الموضوع إلى مواضيع أخرى.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الأصيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك أيها الحبيب في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يصلح زوجتك، ويردها إلى الحق ردا جميلا.
نحن نصيحتنا أولا – أيها الحبيب – ألا تعطي هذا الأمر أكبر من حجمه، ولا تدعه يؤثر عليك وعلى مشاعرك فيما تقوله أو تتصرف به مع زوجتك، وليس هذا تهوينا لهذا الخلق الذميم الذي تتصف به الزوجة، ولكن ينبغي أن تكون معالجتنا للأمور معالجة حكيمة مصلحة، فإن زوجتك كغيرها من الناس يخطئ، ولكنه قابل للتصويب، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون).
كما نحب – أيها الحبيب – أيضا أن نلفت انتباهك إلى أنه لا ينبغي أن يعظم عندك هذا الجانب المذموم من أخلاق الزوجة، ليسيطر ويطغى على الجوانب الكثيرة مما ترضاه من زوجتك، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر) وفي ظل هذه المشاعر – أيها الحبيب – من التفهم لطبيعة الإنسان وأن زوجتك إنسان وأنها عرضة للخطأ، وأنه يمكن أن يتوب وأن يصلح، في ظل هذه المشاعر سيسهل عليك إصلاح زوجتك، وستكون نعم الزوجة، لأنك أنقذتها وأخرجتها مما يوقعها في غضب الله تعالى وسخطه، وستبوء وتفوز بالثواب الذي وعده الله تعالى به من دعاء الناس إلى الخير والصلاح.
لا تفوت على نفسك - أيها الحبيب - هذه الأجور العظيمة، وكن أنت من ينتشل هذه الزوجة من هذا الخلق الذميم بمعالجتها ببطء وحكمة وروية، ونحن على ثقة تامة أنك إذا ترفقت بهذه الزوجة وسلكت السبل التي تصل بها إلى نفسها فإن الله تعالى لن يخيب سعيك، وسيكتب لك الأجر، مع ما سيقدره على يديك من الخير والصلاح.
نصيحتنا لك – أيها الحبيب – أن تتخذ الإجراءات التي ينبغي اتخاذها لإصلاح مثل هذا الخلق مع أي شخص كان، أولا: لا تلجئ زوجتك إلى الكذب عليك بسبب التخويف لها، فضع الأمور في مواضعها، وشجعها على الصدق، فإذا رأيت موقفا قد يلجئها للكذب فتجاوزه وجاهد نفسك على أن تعفو عنها إذا صدقت، فاصفح عنها وسامحها، وأوصل إليها رسالة مفادها أن الصدق سبب للنجاة، وأنه سبب لحب الآخرين وتقديرهم للإنسان الصادق، فإذا صدقتك في شيء فبادر أنت إلى العفو والمسامحة والصفح جزاء لصدقها إذا هي أذنبت أو أخلت بشيء ما، وهذا أسلوب نبوي، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – نهى أصحابه حين كانوا يضربون غلاما إذا صدقهم، فإذا كذب تركوه، فزجرهم النبي - صلى الله عليه وسلم – عن هذا التصرف.
الشيء الثاني: بإمكانك أن تطلب من زوجتك أن تبحث وتقرأ في قصص أهل الصدق والصادقين، وفي المقابل أخبار الكذب والكاذبين، ويستحسن أن يكون هذا بطريق غير مباشر، كما يستحسن أيضا أن تسمعها بعض المواعظ التي فيها التذكير بالصدق وفضائله، والترهيب من الكذب وبيان عواقبه.
تأكد – أيها الحبيب – أن هذه الزوجة ليست إلا بشرا قابل للإصلاح، قابل للهداية، قابل للتغيير، والله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء بأيسر السبل وأقل الأسباب، فلا يسيطر عليك اليأس، ولا ينبغي أن تكسر حاجز الحياء المتبادل بينك وبين زوجتك فتصل إلى حد أنها تشعر أنك لم تصدقها.
نحن على ثقة بأنك إذا اتبعت هذه الأساليب فإنك ستصلح من حال زوجتك، وخير ما تفعله الصبر عليها، والإمهال، فإن التغيير قد لا يأتي فجأة.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح زوجتك، ويديم الألفة بينكما.