هل أتقدم لفتاة تصغرني بسبع سنوات.. أم أن الفارق كبير؟

0 407

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 23 عاما، أريد أن أتقدم بالخطبة بفتاة تصغرني بحوالي 7 سنوات، وأخشى أن يكون هناك عدم توافق فكري بيننا بعد الزواج، أرى فيها كل مرة أراها مظهرا جديدا للاحترام والتعامل الجيد مع الناس ومع المواقف؛ مما يجعلني أقول: إن تفكيرها يسبق عمرها، وهي متوسطة الجمال، فهل الأفضل هي أم أتزوج من فتاة تقرب من عمري؛ حيث أني أحب ذلك، وأحس أنه أفضل لي وللوداد بين الزوجين؟ وهل أصلي استخارة لذلك؟ وإذا صليت الاستخارة فكم مرة أصليها؟ وكيف أعرف
نتيجتها؟

شكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ osama حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

فنرحب بك في الموقع، ونسأل الله لك السداد والرشاد، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به. وأرجو أن تشرك أسرتك في أمر اختيار هذه الفتاة، وعلى كل حال فإن الإنسان إذا وجد ارتياحا ونضجا وعقلا، وقبل ذلك خلقا ودينا فعليه أن يتقدم لطلب يد الفتاة، لكننا لا نريد أن يكون هناك أي مجال للتردد، وأرجو أن تعلم أن الإنسان يتزوج المرأة كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لجمالها، ولمالها، ولحسبها) ثم قال: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) فالمعيار الأول والمعيار الثاني والمعيار الأهم هو الخلق والدين، فإذا وجدت الأخلاق والدين، بعد ذلك كانت الأشياء الأخرى مكملات.

ولا شك أن الشاب أيضا يحتاج إلى أن يهتم بناحية الجمال، لكن الجمال ليس جمال الشكل فقط، وإنما جمال الخلق وجمال الدين، فجمال الجسد عمره محدود، لكن جمال الروح والأخلاق بلا حدود.

ونتمنى ألا تتزوج إلا عن قناعة ونضج، فإذا وجدت في هذه الفتاة ما يعجبك، وما يدعوك إلى نكاحها، فعليك أن تشاور أسرتك، ثم عليك أن تستخير وتصلي صلاة الاستخارة، وهي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، والإنسان ليس من الضروري بعد الاستخارة أن يرى أشياء معينة أو مراسيم معينة كما يظن بعض الناس، ولكن الاستخارة هي نوع من اللجوء إلى الله، يسأله أن يقدر له الخير ويرضيه به، وأن يصرف عنه الشر وأن يصرف الشر عنه، ويؤدي ما عليه مثل التوكل على الله، وحسن الاستعانة به، والتوجه إليه، وطلب المعونة، والتأييد منه، ثم بعد ذلك يمضي في هذا السبيل، بعد أن يكون قد أدى ما عليه.

وطالما كانت الفتاة الثانية مجهولة، وأنت تتخير صفاتها وموصفاتها، فالآن أرجو أن تعرض فكرة الفتاة المذكورة على أسرتك، واطلب من أخواتك أن يقتربن منها وأن يتعرفن عليها، ثم بعد ذلك لا تمشي خطوة إلا بخطوات ثابتة، فلا تطرق بابها إلا إذا تيقنت ووجدت في نفسك قناعة أو حصل توافق بين الأسرة؛ لأن بنات الناس ليست لعبة، نحن لا نريد من الشاب أن يخطب كل يوم فتاة ثم يغير رأيه، والواحد منا لا يرضى هذا لبناته أو لأخواته أو لعماته أو لخالاته، فكيف يرضاه لبنات الناس.

الاستخارة ليس لها حد معين، يمكنك طلبها حتى يستقر أمرك وينشرح صدرك.

نسأل الله أن يسهل أمرك، ونشكر لك هذا السؤال الذي يدل على حرصك وعلى نضجك، وننبه إلى أن الاستخارة يمكن أن يعيدها الإنسان إذا لم تتضح له الرؤيا والصورة.

نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات