السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل شرب اللبن البارد الممزوج بمسحوق القرفة، وتناول التمر معهما له أي أضرار، أو يفقد القيمة الغذائية لأي منهما؟

وجزاكم الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا يوجد ما يمنع من تناول الحليب مع التمر؛ فهو يعتبر الغذاء الوحيد لكثير من سكان البادية الذين يعتمدون على مثل هذه الأطعمة لفترة طويلة، وكلاهما غذاءان مثاليان.

فالحليب يعتمد عليه الطفل في أول حياته اعتمادا كليا، فيبني جسمه وعضلاته وعظامه وأنسجته كلها من هذا الحليب، والتمر أيضا هو فاكهة وغذاء ودواء وشراب.

ويعد التمر غذاء مثاليا للإنسان؛ لاحتوائه على المواد الغذائية الرئيسية مثل: السكر، والأحماض، والمعادن، والدهون، والبروتينات، والفيتامينات، ومقوي عام للجسم، ويعالج فقر الدم، ويمنع اضطراب الأعصاب لما يحتويه من نسبة عالية من السكر والبوتاسيوم، ويساعد على زيادة إفراز الهرمونات التي تحفز إفراز اللبن للمرضع، ويقلل احتمالات الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين.

كما أنه يعتبر من الأغذية التي تساعد في منع وعلاج زيادة مستوى الكوليسترول في الدم، فهو يقلل من معدل امتصاص الكوليسترول من الأمعاء، كما أنه يحتوي على قدر عال من مضادات الأكسدة، ويستخدم لعلاج حالات الإمساك المزمن لتنشيطه حركة الأمعاء ومرونتها بما تحتويه من ألياف سيليولوزية، ويحتوي على نسبة عالية من السكريات.

وفي الحليب فإنه وجد أن حمض اللينوليك الموحد، وهو أحد أنواع الأحماض الدهنية غير المشبعة الموجودة في الحليب، يحسن من نشاط الجهاز المناعي في الجسم، ما يجعله علاجا قويا مضادا للأمراض.

وكذلك فإن التمر من أهم الأغذية الغنية في محتواها من المركبات التي تنشط الجهاز المناعي، وقشرة التمور غنية في الفلافونويدات وهي مضادات للأكسدة، فلها نشاطات فسيولوجية متعددة من أهمها: أنها تعمل منشطا ومحفزا للقلب، وهي تعمل حتى في وجود كميات قليلة منها، كما أنها تقوي جدران الأوعية الدموية الشعرية وتمنع نفاذيتها ونزيفها، كما أنها تعمل كمضادات للفطريات، والبكتيريا، والفيروسات، وكمواد مانعة للسرطان.

وإذا تناول الإنسان التمر مع الحليب فإنه يكمل صفات كل منهما، ويحسن استفادة الإنسان الغذائية والصحية؛ لذا فإنه لا مانع مطلقا من تناول الحليب مع التمر.

وفقك الله لكل خير.