السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل عندما أرغب وأعمل على ألا يكون هناك أي تعامل بين زوجتي والرجال الأجانب، وألا تكلم أي رجل أجنبي إلا في حالة الضرورة الشديدة كأن تحتاج إلى طبيب فنبحث عن طبيبة فلا نجد؛ فأضطر أن أذهب بها إلى طبيب رجل فيسألها عن حالتها ومم تشتكي؟ وبالطبع ستقوم هي بالرد عليه، طبعا كل هذا برفقتي معها، ومثل هذه الضرورات التي لا بد منها.
وأن تكون علاقتها مع أبناء أعمامها وأخوالها تقتصر فقط على إلقاء السلام، والسؤال عن الأحوال، ولا يتعدى الأمر أكثر من ذلك، فهل هذا كله فيه شيء من الغيرة الزائدة، أو المذمومة، أو فيه تضييق عليها؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أيها الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك حرصك على معرفة الحدود الشرعية للتصرفات والأخلاق، وهذا دليل على رجاحة في عقلك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحا، كما نسأله سبحانه وتعالى أن يقر عينك بصلاح زوجتك، وإدامة الألفة والمحبة بينكما.
لا شك -أيها الحبيب- أن الغيرة أمر مطلوب ما دامت في الحق، وما دامت فيما يحب الله سبحانه وتعالى الغيرة فيه، فالغيرة على المحارم من كمال الرجولية وكمال الإيمان والدين، كما أن المقابل وهو الدياثة نقص في دين الإنسان ونقص في رجولته، ومن ثم فما تفعله أنت من الغيرة على زوجتك والسعي في حفظها وتجنيبها الوقوع فيما حرم الله سبحانه وتعالى عليها، كل ذلك أمر حسن تحمد عليه أنت وتؤجر، وكل ما ذكرته ليس فيه غيرة محرمة، فإن كل ما ذكرت هو من الأمور الواجب على الزوجة أن تلتزمها ولو لم تأمرها أنت بذلك، فإذا كنت معينا لها على ذلك ازداد ذلك خيرا إلى خير.
ونصيحتنا لك: أن تكون رفيقا في شأنك مع زوجتك، فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، وإذا أراد الله عز وجل بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق.
فترفق بزوجتك، وعلمها ما يلزمها فعله من الحجاب والاحتشام وتجنب مخالطة الرجال الأجانب، والحديث معهم إلا عند الحاجة وبالضوابط الشرعية، علمها كل ذلك بالرفق واللين، وستجد -بإذن الله تعالى- ثمرة ذلك طاعة منها وانقيادا ومحبة للعمل بما تقول، فتفوز بإذن الله تعالى بخيري الدارين.
نسأل الله تعالى أن يوفقك للخير كله.