خطبت فتاة وتم العقد وادعى شاب أنه يحبها، ماذا أفعل؟

0 336

السؤال

السلام عليكم

ذهبت لخطبة امرأة وجاءني يوما شاب وقال لي: إني أحبها منذ فترة سبع سنوات، سمعت الكلمة وذهبت إلى البنت حتى أعلم إذا كانت تقبلني أم ترفضني ولكنها قبلتني، فصليت استخارة وما تبين لي شيء.

لكني حينما أسمع بالموضوع القديم أحس باشمئزاز في قلبي، وحاولت أن أقف مع البنت حتى وفقت إلى أن كتب كتابي عليها.

هل ما فعلته صحيح أم خطأ؟ وهل ينبغي لي الاستمرار بهذا الوضع؟ وماذا علي أن أفعل مع الشاب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في موقعك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ونشكر لك الاهتمام بمجيء البيوت من أبوابها، ونتمنى أن تتجنب أي مخالفات في هذه العلاقة، وما قاله ذلك الشاب (الزميل) لا يغني شيئا، لأنها علاقة لم تكن صحيحة، ولم يتضح لنا هل كانت تبادله المشاعر، ثم إذا كان جادا في ميله إليها فلماذا تأخر هذه السنوات؟ ولماذا هي لم تعلن رفضها لك طالما كان هو يعرفها من تلك السنوات؟

أرجو ألا تغتم ولا تهتم بما حصل، بعض الشباب ربما يريد أن يشوش على الإنسان ويعكر عليه صفو حياته بمثل هذه الكلمات العابرة بطهارة الفتاة، بصلاحها وصلاح أهلها، بعد دينها وأخلاقها، ثم بسمعتها الجميلة، وليس لك ولا لها فتح الملفات القديمة، فليس لها أن تسألك عن علاقاتك السابقة، وليس من المصلحة أن تسألها إن كان خطبها خاطب أو تعرفت على شاب أو نحو ذلك؛ لأن الإنسان إذا فتح على نفسه هذه الأبواب فإن الشيطان يورده موارد الشكوك والوساوس حتى يحول هذه الحياة إلى ركام.

الإنسان إذا أراد أن يخطب فتاة يسأل عنها، وينظر في دينها وأخلاقها وأسرتها وإخوانها وسمعتها، يسأل زميلاتها، كذلك هي تسأل عنه في المساجد، في مكان العمل، مع الأصدقاء، كيف هو بين الناس؟ تتأكد من دينه وأخلاقه.

فإذا وجد هذا وحصل الارتياح بعد الرؤيا الشرعية فهنا نقول: (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) ونقول: (خير البر عاجله) والإنسان بعد هذا السؤال وبعد الاهتمام بالدين والأخلاق، لا يترك قناعته من أجل كلام الآخرين أو من أجل قناعاتهم.

لذلك نتمنى أن تكمل هذا المشوار، مع ضرورة أن تطرد عن نفسك الوساوس التي نتجت من كلام ذلك الشاب، فعليك أن تقبل على هذه الفتاة، وتكمل مراسيم الزواج، إذا كانت كما ذكرنا صاحبة دين وأخلاق، ووجدت في نفسك ارتياحا، ووجدت أسرتك ارتياحا من أسرتها، وحصل التعارف والتآلف؛ لأن الزواج ليس بين شاب وفتاة، لكنه بين بيتين وبين قبيلتين، وقد يكون بين مدينتين.

لذلك الإنسان يحترم أيضا ويراعي مشاعر الآخرين، لكن ذوق الجمال، مقدار الجمال، مسألة الارتياح، هذه مسائل نفسية لا بد أن تتحقق في نفس الخاطب وفي نفس المخطوبة، يعني الإنسان لا يتزوج من ترتاح لها الوالدة إذا كان لا يرتاح إليها.

لذلك الإسلام يبني هذه المسألة على الوفاق التام، على الرضا التام، على القبول التام، فإذا وجدت هذه الأشياء فلا تلتفت لذلك الكلام، واحرص دائما على أن تؤسس حياتك على قواعد صحيحة، واحرص على أن تكون كذلك مراسيم الزواج مطابقة لهذا الشرع الحنيف.

نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، فإكمالك لهذا المشوار فيه الخير الكثير، والواحد منا لا يرضى لأخواته وبناته مثل هذا العبث، فلماذا نرضاه لبنات الآخرين، تخيل إنسانا خطب أختك ثم تركها بعد مدة، فإن هذا يلحق بها من الأذى والضرر ما لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى، وكلام ذلك الشاب قد يكون فيه مبالغة، وإن كان صدقا فما هو الدليل على هذا الحب؟ وهل كانت تبادله المشاعر؟ ثم لماذا تركته الآن، إذا كان فيها خير فلا تلتفت لمثل هذا الكلام، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات