السؤال
السلام عليكم..
لدينا ورشة وفيها نقطع الخشب، هذا الأسبوع والذي قبله أصيب 2 من العمال، يوما بعد يوم، وأخي يشتغل فيها، أيضا أصيب قبل ذلك في رأسه، وقعت عليه خشبة واليوم أصيب مرة أخرى في يده، والدنا متوفي، وصدقته نخرجها شهريا، -والحمد لله- على كل شيء من عند ربنا، ماذا أعمل في مواقف مثل هذه؟
وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مرحبا -أيها الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، وقد وفقت في كونك تتصدق راجيا أن يصرف الله عز وجل عنك وعن أموالك المكروه، فإن الصدقة تدفع عن الإنسان كثيرا من الشرور، كما جاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (صنائع المعروف تقي مصارع السوء) وهذه المصائب التي نزلت بك -أيها الحبيب– وبأخيك هي من جملة الأقدار التي قدرها الله عز وجل عليكم، وقد كتبها سبحانه وتعالى قبل أن تخلقوا، فكل شيء بقدر، وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي هريرة: (جف القلم بما أنت لاق يا أبا هريرة) والله سبحانه وتعالى يقول: {إنا كل شيء خلقناه بقدر}.
وهذه الأقدار لها أسبابها، ودفعه كذلك له أسبابه، فمن أسبابه الحسية: الانتباه، والتحرز أثناء العمل بقدر الاستطاعة، وإن كان الحذر لا يغني ولا ينقذ من القدر كما في المثل (لا يمنع الحذر وقوع القدر) لكن الأخذ بالاحتراس والانتباه أثناء العمل من الأسباب التي قد تجنبكم بعض هذه المصائب.
ومن الأسباب كذلك - أيها الحبيب -: التحصن بالأذكار، كأذكار الصباح والمساء، فإنها -بإذن الله سبحانه وتعالى- تدفع عن الإنسان المقدور المكروه، لأنها من جملة الأدعية، والدعاء يصعد والبلاء ينزل، فيعتلجان في السماء، كما جاء بذلك الحديث، وإذا لم يدفع القدر كله فإنه يدفع عن الإنسان الضرر، فيصاب بشيء من الأذى لكنه لا يتضرر ضررا بالغا، فنصيحتنا لك ولأخيك أن تتحصنوا بالأذكار الشرعية، فإنها تنفع -بإذن الله سبحانه وتعالى- وتدفع عن الإنسان كثيرا من المكروهات التي لا يشعر بها.
الصدقة أيضا من الأعمال الصالحة التي يدفع الله بها عنا كثيرا من المكروهات، فداوم عليها، وأخلص نيتك لله سبحانه وتعالى فيها.
هذه جملة النصائح التي ينبغي أن تلتزموا بها، ونصيحتنا لك -وهي نصيحة من يريد لك السعادة- أن تحذر من أن تقع أسيرا للأوهام والشكوك، وأن ما يصيبك إنما هو بسبب من أسباب الإصابة بالعين أو غير ذلك، فإن هذه التفسيرات للأحداث والتبريرات للمصائب تورث في النفس الحزن، وتورثها الوهن والضعف، فحاول أن تأخذ الأمور على ظواهرها، وأن تجتهد في الأخذ بالأسباب لصرف هذه المكروهات، مع الاهتمام والاعتناء بالتحصن بالأذكار الشرعية، والأخذ أيضا بالرقية الشرعية، فإن الرقية تنفع مما نزل بالإنسان ومما لم ينزل به، فاقرأ على نفسك وعلى أخيك خواتيم سورة البقرة وآية الكرسي، وقل هو الله أحد، والمعوذتين.
ومن خير ما ننصحك به أن تقتني كتاب (حصن المسلم) للدكتور القحطاني، فإنه كتيب صغير الحجم كبير النفع، فيه الأذكار الصحيحة من الكتاب والسنة، فالمداومة على قراءة هذه الأذكار والتحصن بها دافع لكثير من الشرور.
نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يتم عليكم نعمته، وأن يدفع عنكم كل سوء ومكروه.