السؤال
السلام عليكم
أنا طالب في بلد غير مسلم، وأسكن مع عائلة أجنبية لأكتسب اللغة الإنجليزية, ويسكن معي بنفس البيت طالب من اليابان، هو أيضا ليكتسب اللغة الإنجليزية.
كان يسألني كثيرا من بداية لقائي به، عن الإسلام وعن عاداتنا، وعن الصلاة، وماذا نقول فيها وكيف، ومرة طلب أن يراني وأنا أصلي، وهو معجب بالإسلام لكن شخصيته غريبه بالنسبة لي أو أني لم أستطيع فهمه نوعا ما فهو لا يعترف لي بأنه معجب بالإسلام
هو بعمر 19 سنة، أنا أكبره بسبع سنين، أحيانا أحس بأنه متخوف مني بأن أستغل صغر سنه وأغير أفكاره ومعتقداته! فهو يتبع الدين البوذي، وهو محترم وخلوق، وقد سافر إلى بلده اليابان قبل شهرين، وسوف يرجع إلينا في نفس البيت بعد أسبوع تقريبا.
أريد أن ترشدوني بطريقة أو أسلوب مجرب، أدعوه به إلى الإسلام، وأكسب أجره إن شاء الله.
أحس أني أسبب حساسيات بيني وبينه بدعوتي له، وكلانا مبتدئ في اللغة، ودائما يكون الحوار متعبا بيننا لضعف اللغة.
أسأل الله لي ولكم الخير العظيم والرضا والمغفرة وحسن الخاتمة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أهلا بك أخي الحبيب في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يجزيك خيرا عن هذا الشعور تجاه دينك، وهذا يدل على تدينك وحرصك على مرضاة ربك.
أما بخصوص ما سألت عنه فنحب أن نجيب من خلال النقاط التالية:
أولا: إن أكثر ما ينبغي أن تفعله هو أن تجود أخلاقك، وأن تحسنها، وألا يرى منك ما يدعوه إلى السخط على الإسلام أو المسلمين، أصدق إذا تحدثت، وأد الأمانة، وحافظ على تدينك، فإن هذا أول ما يثيره ليتعرف على دينك.
ثانيا: البوذيون أقسام، وهم في مجموعهم لا يعرفون مفهوم الخالق الواحد للكون، فهناك من يعتقد أن بوذا إله وليس بشرا، وهناك من يعتقد أنه ابن الله، وهناك من يعتقد أنه مخلص البشرية، وعندهم خليط من الفلسفات الباطلة، ولذلك اجتهد أن تجلي له اعتقادك في الله، وأنه خالق الكون وأنه المنزه عن التشبيه والتمثيل.
ثالثا: لا تحدثه بصفة مباشرة، ولا تبدأ معه الحديث إلا إذا فاتحك، وإذا سألك فلا تسترسل كثيرا في الحديث حتى لا يقلق، ولا تشعره بشدة رغبتك في دخوله الإسلام، واحرص أن يفهم منك أنك تحبه وتريد له الخير.
رابعا: إنك لا تهدي من أحببت، ولست مكلفا بذلك، فالقلوب بيد الله، ولكن علينا البلاغ، فاذا استطعت أن تتعرف على ياباني مثله مسلم فخير، فإن هذا سيساعدك كثيرا، وإذا لم تستطع فيمكنك أن تأتي له بمطوية تتحدث عن الإسلام بلغته، ولكن احرص أن تكون من مصدر موثوق.
خامسا: ادع الله أن يرزقه الإسلام، ولا تحدثه في أمر لا تجيد الإجابة عنه، فقد يأتيك ببعض الشبهات التي رد عليها علماء السنة، وأتوا على تلك الشبهات من القواعد، فإذا لم يكن عندك علم فلا تدخل في مناقشة معه فيما لا تعرف.
نسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يرزقك الجنة وأن يهدي كل عاص إلى الحق.